أرسلت خديجة ، رضي الله عنها ، نفيسة بنتمنية ، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تعرض عليه الزواج منها ، وترغبهفيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفيسة : "ما بيدي ما أتزوج به" قالتنفيسة : فإن كفيت ذلك ، ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة ، ألا تجيب ؟ فقالرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فمن هي ؟ قالت نفيسة : خديجة بنت خويلد فقالرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وأنا أفعل وكانت خديجة ، رضى الله عنها ،أمرأة حازمة وعاقلة جلدة {1} شريفة غنية جميلة ، ومن أوسط قريش نسبا ، وأعظمهم شرفاوكل رجل من قريش كان حريصا على خطبتها لو أن له قدرة على ذلك ، وكانت رضي الله عنها، تدعى في الجاهلية بالطاهرة وبسيدة قريش ، وقد خطبت من قبل أشراف قريش وزعمائها ،فلم تقبل أحدا منهم وكانت إذ ذاك تبلغ من العمر أربعين عاما ، ورسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم في ريعان الشباب ، وأوج الفتوة إذ كان يبلغ آنذاك خمسا وعشرين عامانقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، رغبته في الزواج من خديجة ، رضي اله عنهاإلى أعمامه ، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب ، وأبو طالب ، ودخلوا على عمها : عمرو بنأسد : هو الفحل الذي لا يجدع {2} أنفه ، وبذل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،اثنتي عشرة أوقية ونصفا من الذهب صداقا لها ، ونح جزورين {3} ، وأطعم الناس ، وفرحتخديجة رضي الله عنها ، وأمرت جواريها أن يرقصن ويضربن بالدفوف ، كما فرح أبو طالبوقال : الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب {4} ودفع عنا الغموم وكانت وليمة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم ، أول وليمة أولمها ، وبعد زواجه ، لم يسافر في رحلةللتجارة ، بل أقام في مكة إلى أن هاجر إلى المدينة
أولاده صلى الله عليه وآلهوسلم
أنجبت خديجة رضي الله عنها ستة أولاد ، ذكرانوهما : القاسم وبه كان يكنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعبد الله ، الذيكان يلقب بالطاهر والطيب ، وقد ماتا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأما الإناث فهن : زينب : التي تزوجت ابنخالتها: أبي العاص ابن الربيع ، والذي أعلن إسلامه بعد هجرة النبي صلى الله عليهوآله وسلم إلى المدينة المنورة
ورقية: والتي تزوجت عتبة بن أبي لهب ، والذيما لبث أن طلقها ، إثر مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم تزوجها عثمانبن عفان رضي الله عنه
وأم كلثوم: والتي تزوجها: عتبة بن أبي لهبوالذي طلقها ، بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم تزوجها عثمان بنعفان رضي الله عنه بعد موت أختها رقية
وفاطمة الزهراء: صغرى بنات رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم ، والتي تزوجت من أحب فتى إلى رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم ، وهو علي بن أبي طالب ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم
وأما إبراهيم فهو من زوجته السرية : ماريةالقبطية ، التي أهداها إليه صلى الله عليه وآله وسلم ، المقوقس ، ملك القبط في مصرثم توفي إبراهيم قبل أن يبلغ العامين