بالتوفيق اليوم.. إفريقيا تترقب قرعة مونديال البرازيل 2014.. حلم التأهل يداعب الفراعنة.. ورقم تاريخى يدعم مصر أمام منتخبات التصنيف الأول.. ومخاوف من مواجهة محتملة بين مصر والجزائر تعيد للأذهان معركة أم درمان

تتجه أنظار القارة السمراء فى الثانية عشرة من ظهر اليوم "الاثنين"، إلى مقر الاتحاد الإفريقى لكرة القدم "كاف"، حيث مراسم سحب قرعة الدور الأخير والحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، والتى تضم 10 منتخبات من بينها المنتخب الوطنى.

وبعيداً عن تصنيف المنتخبات العشرة إلى مستويين، لم ينج المنتخب المصرى من العقبة الكبرى التى دائماً ما واجهته فى التصفيات المونديالية على مدار العشرين عاماً الماضية؛ حيث بات الفراعنة على موعد مع مواجهة أحد منتخبات كوت ديفوار أو الجزائر أو تونس أو نيجيريا أو غانا، وجميعها منتخبات عريقة سبق لها المشاركة فى كأس العالم، وتحقيق نتائج إيجابية بها، لا سيما وأن المنتخب المصرى جاء فى التصنيف الثانى للمنتخبات المتأهلة إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو، الكاميرون، السنغال وإثيوبيا.

ويبحث المنتخب الوطنى الأول عن تذكرة المونديال بعد غياب 24 عامًا عن العرس العالمى، وهو ما فشل فيه الجيل الذهبى للفراعنة الذى توج بكأس الأمم الإفريقية 3 مرات متتالية من 2006 إلى 2010 فى الوصول لمونديالى 2006 و2010.

ورغم قوة المنتخبات الخمسة بالتصنيف الأول، إلا أن هناك منتخباً واحداً طفى على سطح مخاوف المصريين من مواجهته، وهو المنتخب الجزائرى الذى كادت آخر مواجهة فى نفس الدور من التصفيات، أن تتحول إلى حرب بين البلدين، هذا بخلاف المستوى المتطور لثعالب الصحراء الذين تصدروا مجموعتهم برصيد 15 نقطة.

وتنافس الفراعنة مع محاربى الصحراء على بطاقة التأهل المونديالية فى ثلاث مناسبات؛ فلم يسنى مصرى أو جزائرى شهر نوفمبر عام 1989 عندما صعد حسام حسن –كابتن المنتخب الأسبق- بالفراعنة إلى المونديال، على أرض استاد القاهرة، وفى تصفيات مونديال كوريا واليابان 2002 وقع الفريقان فى نفس المجموعة مع منتخبات المغرب والسنغال وناميبيا، وكان المنتخب المصرى على وشك التأهل لو حصد النقاط الثلاث لمباراته فى الجولة الأخيرة أمام الجزائر فى عنابة، ولكن المنتخب الجزائرى حينها فعل كل ما لديه كى لا يفوز الفراعنة، رغم خروجهم من السباق، لتنتهى المباراة بالتعادل الإيجابى 1/1، ويتأهل المنتخب السنغالى فى كبرى مفاجآت التصفيات، ثم جاءت المواجهة الأشهر بينهما فى تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010، عندما تساوى الفريقان فى عدد النقاط ليلجأ الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" إلى إقامة مباراة فاصلة بينهما، أقيمت فى السودان، وخسرها المنتخب المصرى بهدف عنتر يحيى، فى المباراة التى تسلح فيها الخُضر بالسلاح الأبيض والسكاكين، التى كانت بحوزة جماهيرهم فى المدرجات.

وبعيداً عن مواجهة الجزائر المشحونة جماهيرياً، من قبل أن تقام، فهناك منتخبات أخرى تكاد تكون أعلى من الناحية الفنية مثل كوت ديفوار وغانا ونيجيريا وتونس.. فبالنسبة للأخير فقد سبق له وأن واجه الفراعنة فى 34 مباراة من بينها 6 مباريات فى تصفيات كأس العالم، ومباراتين فى نهائيات كأس أمم إفريقيا، و6 مباريات فى تصفيات أمم إفريقيا، و6 مباريات فى تصفيات دورة الألعاب الأولمبية، ومباراة فى الدورة العربية، و13 مباراة ودية دولية، كان أبرزها التأهل على حساب الفراعنة إلى مونديال 1978 فى العاصمة الأرجنتينية بيونيس آيرس.

وخلال الـ34 مباراة فازت مصر فى 11 مباراة فقط، وتعادلا فى 10 مباريات، وفاز منتخب تونس فى 13 مباراة، مما يعكس تفوق نسور قرطاج أمام أحفاد الفراعنة، وسجل منتخب مصر خلال هذه المواجهات 32 هدفاً، فيما سجل منتخب تونس 37 هدفاً.

ثم يأتى بعد ذلك منتخب كوت ديفوار، الذى لم يتفوق على مصر إلا فى التأهل على حسابها إلى مونديال 2006 فى ألمانيا، فجميع مواجهات الفريقين فى كأس الأمم الإفريقية، كانت تحسم لصالح المنتخب المصرى، حيث أهدى الفراعنة بطاقة التأهل المونديالية لأفيال ساحل العاج لأول مرة فى تاريخهم عندما تعادلوا مع أسود الكاميرون فى ياوندى، لتتعادل الكاميرون مع منتخبنا فى الوقت الذى كانت تحتاج فيه إلى الفوز للتأهل، والتقت مصر مع كوت ديفوار فى 23 مباراة من بينها مباراتين فى تصفيات كأس العالم، و10 مباريات فى نهائيات كأس أمم إفريقيا، ومباراتين فى تصفيات أمم إفريقيا، ومباراة فى دورة الألعاب الإفريقية، و8 مباريات ودية دولية.

وخلال الـ23 مباراة فازت مصر فى 12 مباراة من بينها مباراتين بركلات الترجيح، وتعادلا فى 4 مباريات، وفاز منتخب كوت ديفوار فى 7 مباريات.

وسجل منتخب مصر خلال هذه المواجهات 30 هدفاً، فيما سجل منتخب كوت ديفوار 26 هدفاً.

ووفقاً لآراء الخبراء وبدراسة قوة المنتخب المصرى فى اللعب بكامل قوته، فهى دائماً ما كانت تظهر أمام منتخبات الغرب الإفريقى، خاصة غانا ونيجيريا، وهى المنتخبات الأشرس، والأقل حظاً أمام الفراعنة.

ويدخل المنتخب الوطنى الدور الأخير من التصفيات منتشيًا بصدارة المجموعة السابعة فى الدور الثانى من التصفيات؛ حيث تصدر مجموعته برصيد 18 نقطة من الفوز فى كل مبارياته داخل وخارج ملعبه، وهو المنتخب الوحيد فى القارة السمراء الذى حقق هذا الإنجاز، لكنه جاء فى التصنيف الثانى وهو ما يحرمه من خوض مباراة العودة على ملعبه.

وكان المنتخب قد خاض 84 مباراة طوال تاريخه فى تصفيات كأس العالم حقق خلالها الفوز فى 46 مباراة وتعادل فى 18 وخسر 20 مباراة، وسجل 152 هدفاً وسكن شباكه 78 هدفاً.

ويتصدر محمد أبو تريكة قائمة هدافى مصر فى تصفيات المونديال برصيد 14 هدفاً، يليه عمرو زكى وسجل 11 هدفاً، ثم حسام حسن فى المركز الثالث برصيد 9 أهداف، ثم عماد متعب 8 أهداف، يليه أحمد حسن برصيد 7 أهداف، وأحرز كل من محمود الخطيب ومحمد صلاح ستة أهداف، وكل من محمود مختار "التتش" وحسنى عبد ربه خمسة أهداف، وسجل أحمد حسام "ميدو" أربعة أهداف.