بالصور.. كايرو دار يقضى ليلة فى المطبعة السرية لامتحانات الثانوية العامة

الشرطة المكلفة بتأمين أوراق امتحانات الثانوية تقضى ليلة الحراسة على المقهى
كتب وائل ربيعى وهانى محمد

رصد "كايرو دار" 8 ساعات فى رحاب المطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم بشارع الشيخ ريحان، والمختصة بطباعة امتحانات الثانوية العامة بمحافظتى القاهرة والجيزة، بدأت المهمة فى تمام العاشرة مساء أمس، بتصوير أكوام القمامة التى ألقيت أمام سور المطبعة من الناحية اليسرى للمطبعة.

وساد الهدوء النسبى فى شارع المطبعة والشوارع الجانبية لها فى الساعات الأولى من صباح اليوم، كما صاحب ذلك غياب شبه تام للقوة التأمينية للمطبعة، حيث نام مجموعة كبيرة من الجنود القائمين على الحراسة على المقاعد المخصصة لهم أمام المطبعة، ولم يتسن التصوير نظرًا لظروف الليل الحالكة الظلام، فى حين جلس أحد أمناء الشرطة من كبار السن على الجهة الأمامية المواجهة للمطبعة يراقب الجو العام.

والغريب فى الأمر، أن المطبعة المدعوة بالسرية يعرفها جميع سكان المنطقة بلا تمييز، حيث إنه حين توجه "كايرو دار" بالأسئلة عن سبب القلق السائد فى شارع الشيخ ريحان رد محمود عصام، القهوجى بأقرب مقهى للمطبعة إن هذه القوات من الشرطة هدفها الأول تأمين أوراق امتحانات الثانوية العامة، ونقلها لمقار اللجان، وذلك بسبب أهمية شهادة الثانوية العامة بين الشهادات.
وأضاف عصام، أنه ممنوع حتى ركن أى سيارة بالقرب من المطبعة التى يسلسلها الضباط القائمون على حمايتها بالجنازير ولا يتركون إلا فتحة صغيرة كافية لتمرير رجل واحد فقط، وذلك لضمان عدم تسريب الامتحانات.

ووضعت وزارة التربية والتعليم مولدا كهربائيا كبير الحجم تابعا لشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء؛ تحسبًا لأى انقطاع فى التيار الكهربى لمتابعة أعمال طباعة أوراق الامتحانات، وتخزينها فى الصناديق لتحميلها فى السيارات المخصصة لها تمهيدًا لنقلها للمدارس.

وفى تمام الثانية بعد منتصف الليل ظهرت إحدى دوريات الشرطة التى تجوب المنطقة ليلاً للاطمئنان على الهدوء بها، والتى فاجأت الجالسين على مقهى "الحاج سعيد" بمنتصف شارع المطبعة بما فيهم صحفيى "كايرو دار" بسؤال غريب الملامح وهو: "أين المطبعة السرية؟"، فدله أحد الجالسين على مكانها قائلاً له: "وراك على طول".

ومن جهته، تساءل أحد الجلوس ضاحكًا: "لما هى سرية بتسألونا عليها إزاى؟"، وتعالت ضحكات رواد المقهى التى تعكس التهكم الواضح على دورية الشرطة التى لا تعرف مكان المطبعة السرية التى من المفترض أنها مكلفة بحمايتها.

وبعد جولة واسعة فى الشوارع الجانبية للمطبعة وأثناء مرورنا أمامها شوهد منظر غريب فى شرفة الدور الثانى للمطبعة السرية والمتمثل فى خروج اثنين من الموظفين بالداخل بملابسهم الداخلية، وكأنهم يستنشقون الهواء النقى، ودخلوا ثانية للباب الذى خرجوا منه لتكملة العمل الذى يقومون به.

وبعد الثالثة صباحًا جاء لموقع المطبعة ما يقرب من 38 سيارة شرطة صغيرة ويوجد بكل منها ثلاثة أفراد شرطة من بينهم ضابط، إضافة إلى ما يقرب من 20 موتوسيكل شرطة كقوة إضافية لتأمين السيارات التى تقل أوراق الأسئلة للمدارس فى محافظتى القاهرة والجيزة.

وتجمع عدد كبير من طاقم الحراسة المخصص للمطبعة والسيارات الناقلة لامتحانات الثانوية العامة على مقهى الحاج سعيد بمنتصف شارع المطبعة يتناولون السجائر والشيشة ويلعبون الطاولة.

وغلقت هذه القوات فى تمام الرابعة صباحا شارع الشيخ ريحان بوضع الحواجز الحديدية وسطه وعدم السماح بمرور السيارات غير تلك المخصصة لنقل أوراق الأسئلة للمدارس والتى تتمثل فى الأتوبيسات الخاصة بالمدارس والمكتوب عليها من الخارج اسم المدرسة، كما غلقوا كل الشوارع المؤدية للمطبعة السرية إلا الشارع الأيسر لها والذى اصطفت فيه سيارات المدارس التى تنقل الأوراق لها.

وقال أحد أمناء الشرطة، إن كل سيارة خاصة بمدرسة ما تحمل الصناديق المخصصة لها على حسب عدد الطلاب بها، ويصاحبها سيارة شرطة صغيرة وموتوسيكل أمامها لإتمام مهمة تأمينها وقد يصاحبها سيارة أخرى "بوكس"، وذلك يتوقف على أهمية وخطورة الطريق والمكان الذاهبة له، ومما يلفت النظر أن سيارة البوكس التى رافقت بعض السيارات المخصصة لنقل الأوراق لم يكن بها قوة تأمينية من الأساس إلا ضابط وحيد وسائق تلك السيارة.

وعند سؤاله عن كثرة القوات التى أتت بعد الساعة الرابعة صباحًا لتأمين المطبعة والسيارات قال إن الثانوية العامة تشغل بال الشعب المصرى عامة ولابد من تأمين أوراق الامتحانات لضمان أن يأخذ كل ذى حق حقه، وحمل أمين الشرطة فى سياق متصل مسئولية تسريب أوراق الامتحانات الخاصة بالثانوية العامة لمديرى المديريات ورؤساء اللجان الذين لديهم الحق وحدهم فى فتح الصناديق التى يتم تشميعها بأمر من وزارة التربية والتعليم، وكذلك الموظفون الذين يحملون الأوراق فى الصناديق.

تحرك أحد السيارات المخصصة لنقل أوراق الأسئلة بالثانوية العامة والتى توجهت لمنطقة المعادى وسط حراسة الشرطة لها بعد التقاط بعض الصور للقوة التأمينية المصاحبة لها والتى لم يكن بسيارة "البوكس" التابعة للشرطة إلا ضابط وحيد.