القمر الأزرق
الإثنين 03 سبتمبر 2012, 14:28
القمر الأزرق
الكاتب
محمد سلماوي
أترك السياسة قليلاً لأتوقف عند ظاهرة فلكية حدثت يوم الجمعة الماضى تذكّرنا مرة أخرى
بعظمة حضارتنا المصرية القديمة التى عادة ما يتذكرها الأجانب أكثر مما نتذكرها نحن، فليلة 31 أغسطس
شهد العالم ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية ظاهرة «القمر الأزرق»، ووقف الناس فى مختلف أنحاء العالم
ينظرون إلى السماء ليشاهدوا البدر المكتمل فى أبهى صوره بلونه الفضى الخلاب الذى هو ليس بأزرق
وإنما يطلق عليه ذلك الوصف للتعبير عن الندرة، حتى إن اللغة الإنجليزية أصبحت تعرف تعبير
«once in a blue «moon الذى يطلق على الشىء نادر الحدوث.
أما فى مصر فقد وقف السائحون مشدوهين وهم يشاهدون التعامد النادر للقمر على وجه تمثال «خنسو»
إله القمر فى معبد الكرنك بالأقصر، بينما كنا نحن مشغولين بالنقاش حول مقولة بعض العباقرة
بأن التماثيل حرام ينبغى تحطيمها كما حدث فى أفغانستان على يد من يدّعون الإسلام.
وتتلخص ظاهرة القمر الأزرق فى أن القمر يكتسب فى تلك الليلة رونقاً نادراً ويقال إن حجمه يزداد،
وإن كانت بعض النظريات ترجع ذلك لخداع فى النظر، ويبدو أقرب ما يكون للأرض،
وسبب توقف الناس عند هذه الظاهرة يعود إلى أن التقويم الذى يتبعه العالم، والذى يعرف باسم «التقويم الجريجورى»
يختلف عن التقويم القمرى، ومن نتيجة ذلك التباين أن البدر المكتمل يظهر 13 مرة فى السنة كل ثلاث سنوات،
لكنه لا يكمل دورته الكاملة إلا مرة كل 12 عاماً، وذلك هو ما حدث يوم الجمعة الماضى،
فقد اكتشف علماء المصريات أن القمر يتعامد مرة كل 12 عاماً على وجه تمثال «خنسو» بمعبده بالكرنك،
و«خنسو» هو إله القمر، والمعنى الأصلى لاسمه باللغة المصرية القديمة هو «المسافر»،
وذلك نسبة إلى رحلة القمر فى السماء، وفى العصور المتأخرة من التاريخ المصرى القديم كان «خنسو»
يعتبر «أعظم الآلهة العظام»، وفى عهد الرعامسة تركز مجمع المعابد بالكرنك حول الإله «خنسو»
الذى كانت له خصائص كثيرة، منها حماية المسافرين ليلاً وزيادة الإخصاب للرجال والنساء
على حد سواء، والقدرة على الشفاء، ويروى أن بطليموس الرابع قد شفى من مرض عضال بواسطة القمر
فأطلق على نفسه اسم «محبوب خنسو الذى يحمى جلالته ويبعد عنه الأرواح الشريرة»،
وفى الأساطير المصرية القديمة أن تاريخ ميلاد «خنسو» كان اليوم الموافق 31 أغسطس فى التقويم الجريجورى،
وهو ليلة الجمعة الماضى التى دخل فيها القمر معبد «خنسو» من الناحية الشرقية التى ترمز للميلاد،
وأضاء وجه إله القمر وسط انبهار السائحين الذين تجمعوا منذ الساعات الأولى لليل لمشاهدة تلك
الظاهرة المبهرة التى تشهد على إعجاز الحضارة المصرية القديمة التى وصلت إلى بعض الاكتشافات
التى لم نعرفها إلا أخيراً، بينما هناك من بين أبناء تلك الحضارة من يقولون إنها حضارة الوثنية والأصنام.
الكاتب
محمد سلماوي
أترك السياسة قليلاً لأتوقف عند ظاهرة فلكية حدثت يوم الجمعة الماضى تذكّرنا مرة أخرى
بعظمة حضارتنا المصرية القديمة التى عادة ما يتذكرها الأجانب أكثر مما نتذكرها نحن، فليلة 31 أغسطس
شهد العالم ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية ظاهرة «القمر الأزرق»، ووقف الناس فى مختلف أنحاء العالم
ينظرون إلى السماء ليشاهدوا البدر المكتمل فى أبهى صوره بلونه الفضى الخلاب الذى هو ليس بأزرق
وإنما يطلق عليه ذلك الوصف للتعبير عن الندرة، حتى إن اللغة الإنجليزية أصبحت تعرف تعبير
«once in a blue «moon الذى يطلق على الشىء نادر الحدوث.
أما فى مصر فقد وقف السائحون مشدوهين وهم يشاهدون التعامد النادر للقمر على وجه تمثال «خنسو»
إله القمر فى معبد الكرنك بالأقصر، بينما كنا نحن مشغولين بالنقاش حول مقولة بعض العباقرة
بأن التماثيل حرام ينبغى تحطيمها كما حدث فى أفغانستان على يد من يدّعون الإسلام.
وتتلخص ظاهرة القمر الأزرق فى أن القمر يكتسب فى تلك الليلة رونقاً نادراً ويقال إن حجمه يزداد،
وإن كانت بعض النظريات ترجع ذلك لخداع فى النظر، ويبدو أقرب ما يكون للأرض،
وسبب توقف الناس عند هذه الظاهرة يعود إلى أن التقويم الذى يتبعه العالم، والذى يعرف باسم «التقويم الجريجورى»
يختلف عن التقويم القمرى، ومن نتيجة ذلك التباين أن البدر المكتمل يظهر 13 مرة فى السنة كل ثلاث سنوات،
لكنه لا يكمل دورته الكاملة إلا مرة كل 12 عاماً، وذلك هو ما حدث يوم الجمعة الماضى،
فقد اكتشف علماء المصريات أن القمر يتعامد مرة كل 12 عاماً على وجه تمثال «خنسو» بمعبده بالكرنك،
و«خنسو» هو إله القمر، والمعنى الأصلى لاسمه باللغة المصرية القديمة هو «المسافر»،
وذلك نسبة إلى رحلة القمر فى السماء، وفى العصور المتأخرة من التاريخ المصرى القديم كان «خنسو»
يعتبر «أعظم الآلهة العظام»، وفى عهد الرعامسة تركز مجمع المعابد بالكرنك حول الإله «خنسو»
الذى كانت له خصائص كثيرة، منها حماية المسافرين ليلاً وزيادة الإخصاب للرجال والنساء
على حد سواء، والقدرة على الشفاء، ويروى أن بطليموس الرابع قد شفى من مرض عضال بواسطة القمر
فأطلق على نفسه اسم «محبوب خنسو الذى يحمى جلالته ويبعد عنه الأرواح الشريرة»،
وفى الأساطير المصرية القديمة أن تاريخ ميلاد «خنسو» كان اليوم الموافق 31 أغسطس فى التقويم الجريجورى،
وهو ليلة الجمعة الماضى التى دخل فيها القمر معبد «خنسو» من الناحية الشرقية التى ترمز للميلاد،
وأضاء وجه إله القمر وسط انبهار السائحين الذين تجمعوا منذ الساعات الأولى لليل لمشاهدة تلك
الظاهرة المبهرة التى تشهد على إعجاز الحضارة المصرية القديمة التى وصلت إلى بعض الاكتشافات
التى لم نعرفها إلا أخيراً، بينما هناك من بين أبناء تلك الحضارة من يقولون إنها حضارة الوثنية والأصنام.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى