من طرائف الأدباء..!!

من طرائف الأدباء..!!








يؤكد جابرييل جارسيا ماركيز على أن سلفه في نوبل الآداب الأميركي وليم
فولكنر، كان له تأثير كبير عليه، وفيما كتب ماركيز أعماله الأولى جائعا في
باريس، كتب فولكنر روايته "فيما استلقيت أنازع" خلال عمله في منجم، وفي ستة
أسابيع، وهي المدة التي قضاها فرانز كافكا في كتابه "التحول".

وقبل أن يعمل في منجم طرد أحد أشهر أدباء أميركا من عمله كموظف في دائرة
البريد في جامعة الميسيسبي، وقد شكا أحد أساتذة الجامعة من أن الوسيلة
الوحيدة لتسلم رسائله هي التقاطها من سلة المهملات، حيث كان فولكنر يرمي كل
الرسائل الواردة.

وظل طوال عمره - كما جاء بجريدة "الشرق الأوسط" - لا يفتح رسالة واحدة من
آلاف الرسائل التي تأتيه، وكان يفتح فقط الظروف التي تحمل شيكا اليه، ولا
يقرأ الرسائل المرفقة، وعندما توفي عثر لديه على أكداس مكدسة من الرسائل
التي لم يلمسها.

وكان ينسى ولا يتذكر شيئا، وذات مرة شاهده شاب يمسك رباط أتان تمتطيه ابنته
وفي يده غليون مطفأ، وسأله إن كانت ابنته تركب الأتان منذ وقت طويل،
فأجاب: "منذ ثلاث سنوات".

وعندما نال جائزة نوبل لعام 1950 تردد كثيرا في السفر الى السويد لتسلمها،
لكنه قبل أخيرا القيام بجولة في أوروبا، وخلال وجوده في باريس دعت دار
"غاليمار" إلى مؤتمر صحافي يعقده، وكان كلما رد على سؤال تراجع خطوة الى
الوراء حتى أصبح في الحديقة، ولحق به الصحافيون، فما كان منه إلا إن عاد
وهو يقول "الطقس بارد جدا هناك".

كان يحب الصمت والعزلة، وكان يقرأ كتاب "دون كيخوتي" كل عام، ولم يقرأ فرويد ولم يذهب الى المسرح إلا 5 مرات طوال عمره.

وقال مرة إنه كتب روايته الشعبية "الملجأ" لأسباب مادية فقط وبدون أي
اهتمام أدبي: كان يريد أن يشتري حصانا، وقال إنه لا يذهب الى المدن الكبيرة
لأنه لا يستطيع الذهاب الى هناك على ظهر حصان.

وعندما تقدم به العمر ظل يمارس رياضة القفز على الخيل، وظل يقع إلى أن رماه
حصانه مرة وعاد إلى المنزل وحيدا وأصيب فولكنر من جراء السقطة وتوفي قبل
أن يتعافى، وقبل أن يكمل الخامسة والستين من العمر.

كان يسأل من هم أفضل الكتاب الأميركيين لديه، فيقول إنهم جميعا أخفقوا، لكن
أفضل الفاشلين كان طوماس وولف، وثاني أفضل الفاشلين وليم فولكنر!

ووفقا لنفس المصدر - كان الكاتب البولوني البريطاني جوزف كونراد كثير
النسيان وعاشت زوجته حياتها وهي ترقب السيجارة في يده قبل أن تسقط وتحرق كل
شيء.

وعندما كانت زوجته تضع طفلهما الأول، بوريس، خرج الى الحديقة يتمشى بعصبية،
وفجأة سمع صراخ طفل فركض الى المطبخ وقال للخادمة "خذي هذا الطفل بعيدا
على الفور لئلا يزعج المسز كونراد وهي في المخاض".

كان عصبيا ويكره الشعر، وكان يكره بصورة خاصة عظيم الأدب الروسي
دوستويفسكي: لأنه روسي ومجنون ومضطرب، وكان يصاب بنوبة عصبية إذا ذكر اسمه
أمامه! وكان ينتقد باستمرار الطريقة التي تقرأ بها زوجته: "أنتم الانجليز
تلفظون جميع الأحرف وكأنها حرف واحد"، ومع أن كونراد أصبح من كبار كتاب
اللغة الانجليزية فإن العجمة لم تفارقه.