إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
الخميس 23 أغسطس 2012, 16:22
|
نمو مفهوم الذات لدى الطفل والمعاملة الوالدية المدركة يعرف مفهوم الذات من خلال كثير من التعاريف لباحثين من مختلف دول العالم، ولكنني أجدني أميل إلى هذا التعريف حول مفهوم الذات بأنه" الفكرة التي يحملها الفرد عن نفسه سواء كانت ايجابية أو سلبية". ولكن متى يا ترى يتشكل هذا المفهوم لدينا؟ أن مفهوم الذات يتشكل لدينا منذ السنوات الأولى في حياتنا ونحن صغار أي خلال خمس سنوات الأولى، ويؤثر في تشكيل مفهوم الذات لدى الطفل الأساليب الوالدية التي يمارسها عليه والديه أو من يقوم مقامهما، حيث يلاحظ بأن هناك عدد من الأساليب في التعامل مع الطفل قد تكون بعضها يدعم الشخصية وبناء الفكر الصحيح لدى الطفل مثل تربية الطفل على معرفة الخطأ الذي وقع فيه من خلال تبصيره بالطريقة الخاطئة التي وقع فيها ومن ثم توجيهه إلى السلوك الصحيح بعبارات غير جارحة لذات الطفل مثل "كان سلوكك أو تصرفك يا أبني خاطيء ولو أنك قمت بعمل كذا لكان هو السلوك أو التصرف المثالي" لاحظ هنا أن الحديث عن السلوك والتصرف وليس عن الذات، ولكن في الاتجاه الآخر عندما يصدر من الطفل سلوك حسن نشير إلى ذاته لكي تقوى ثقته بنفسه من خلال توليد الأفكار الإيجابية لديه نحو شخصيته من خلال بعض العبارات التالية"أنت ذكي، أنت فاهم ، أنت شجاع، أنت طموح" وغيرها من العبارات التي تعمل على تأكيد الذات الإيجابية لدى الطفل وتساعد في غرس الثقة بالنفس. بينما هناك من الآباء قد لا يدرك هذا حيث نجده يوجه اللوم عند خطأ الأبن إلى الذات لاحظ هذه العبارات(أنت غبي ، أنت سيء، أنت لا تفهم، أنت لا تصلح لعمل أي شيء). هذه العبارة بصيغة أنت هي موجه إلى ذات الطفل الصغير والذي لم يصل إلى سن التمييز والإدراك وبالتالي قد يتصور الطفل بأن ما قاله الأب هو الحقيقة والواقع حيث يبدأ يحاور نفسه"أنا لا أصلح أن أقوم بأي شيء، أنا غبي مثل ما قال والدي،أنا لا أفهم أو أنا قبيح أو غير ذلك من الاعتقادات الفكرية التي تتولد في ذهن الطفل عندما يسمعها من والديه بتكرار حيث تعمل على تكوين مفهوم ذات سلبي" عندما نتعامل مع الطفل من خلال تكرار هذه الطرق السلبية الموجهه إلى ذات الطفل كأننا نبني شخصية مع الوقت عديمة الثقة بالنفس وتفتقد إلى سلوك المبادرة والشجاعة ونبني سلوك الانسحاب من المواقف الحاسمة، أو قد تبني هذه الطرق في الاتجاه المعاكس شخصية عدوانية ساخطة على هذا التعامل الأسري وقد تتطور فيما بعد إلى العدوانية تجاه الآخرين في المجتمع.
تأمل: يجب أن نتوقف قليلاً وأن نحاول أن ندرك طريقة تعاملنا مع أبنائنا الأطفال لأننا قد نقسوا عليهم من أجل أن يكونوا الأفضل،ولكن نحن في حقيقة الأمر قد نؤدي بتعاملنا المندفع وغير المدرك تجاه ما يحدث من أطفالنا من أخطاء إلى تكوين مفهوم ذات سلبي قد يمتد معهم طوال حياتهم. |
|
|