الدين والإنسان
نشأت على خطاب دينى مغلوط، أوهمنى بأن حق الدين مقدم على حق الإنسان استدلالاً بحديث ضعيف
كما وصفه الشيخ الألبانى ومن سبقه من علماء الحديث فيما أخرجه ابن عدى فى «الكامل فى ضعفاء الرجال»
أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: «يا بن عمر دينك دينك، إنما هو لحمك ودمك»،
وأخرجه أحمد فى «الزهد» وأبونعيم فى «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء»
من أقوال الحسن البصرى بلفظ: «يا بن آدم دينك دينك، فإنه هو لحمك ودمك».
وانطلق المتشددون يغالون فى تقديم حقوق الدين على حقوق الآدميين،
حيث فرضوا تعطيل العمل يوم الجمعة من أجل صلاتها،
وتقليل أو توقف العمل فى شهر رمضان من أجل صيامه،
وتقصير أو حرمان الأبناء من سعة الحياة من أجل الإنفاق على تكرار الحج والعمرة.
وهكذا شاعت ثقافة توهم أن من يقدم مصالح الدين على مصالح الإنسان هو الفائز يوم القيامة،
واستطاعت بعض التيارات السياسية أن تستثمر هذا الوهم وتجعل منه نقطة ضعف
عند العامة للسيطرة على عقولهم وأصواتهم الانتخابية.
والإسلام يبرأ من كل خطأ أو فهم يحط من قدر الإنسان أو يجعله فى المرتبة الثانية
ولو كان لحساب الدين؛ إذ كيف يقام الدين إلا بالإنسان، وحسبنا قول الله تعالى:
«من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً
فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم» (النحل: 106)، وقد نزلت هذه الآية فى عمار بن ياسر
الذى أخذه المشركون، فلم يتركوه حتى سب النبى صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير،
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن عادوا فعد» (أخرجه البيهقى والحاكم وصححه).
وأما عبارة: «دينك دينك لحمك دمك» فإن صحت، فإن المطلوب منها أن الدين كلحم الإنسان ودمه
فى حق الحماية والرعاية وليس معناها أن الدين قبل الإنسان كما يوهمنا المغالون المغرضون.
وهل يجوز للمسلم أن يأخذ دينه من هؤلاء ويترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال فى الحديث
الذى أخرجه البخارى عن أنس: «أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له،
لكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى».
-وحاشاه- عندما قدم حق الآدميين على حق الدين فى حديث أهديه لأصحاب الفهم المغلوط
ولعلهم يستدركون ما بقى من حياتهم للتكفير عن خطيئة نشر ثقافة المغالاة بإحلال ثقافة اليسر والرحمة
وأن قوام الإنسان قبل قوام الأديان، فقد أخرج ابن حبان وأحمد وأبوداود والحاكم وصححه كما صححه الشيخ الألبانى
عن أبى سعيد الخدرى، قال: جاءت امرأة إلى النبى صلى الله عليه وسلم ونحن عنده
قالت: يا رسول الله، إن زوجى صفوان بن المعطل يضربنى إذا صليت، ويفطرنى إذا صمت،
ولا يصلى صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده، فسأله النبى صلى الله عليه وسلم
عما قالت، فقال: يا رسول الله (1) أما قولها: يضربنى إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها،
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «لو كانت سورة واحدة لكفت الناس»، (2)
وأما قولها: يفطرنى إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم -أى تطوعاً- وأنا رجل شاب فلا أصبر،
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها»، (3)
وأما قولها: إنى لا أصلى الفجر حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت عرف لنا ذاك،
لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «فإذا استيقظت فصل»،
هذا هو دين الله كما بيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم وليس كما يشوهه المغالون المغرضون.
- غربة الدين ..
- حياة سيف الدين قطز
- ملزمة الدين الشاملة كل فروع الدين بترتيب المنهج 2013 ترم أول للثالث الإبتدائى.
- الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر الشريف يطالب بتحويل مادة الدين لمعلومات تجمع بين الإسلامى والمسيحى
- أقوى ملزمة وضعت لشرح وتدريبات الدين شاملة القصة ترم أول 2013 للصف الأول الإعدادى