- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49029
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
النضج الوجداني / الجزء الثاني
الأربعاء 22 أغسطس 2012, 06:11
النضج الوجداني / الجزء الثاني
مولد مفهوم الذكاء الوجداني:
يقول جولمان إن فهمه للذكاء الوجداني مبني على
مفهوم هوارد جاردنر في الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences وخاصة الذكاء العاطفي الشخصي Intrapersonal Intelligence والذكاء البينشخصي(Interpersonal Intelligence ) .
وقد اكتشف ماير أن الناس يميلون
إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل معها كالتالي:
1- الوعي
بالنفس:
إن أولئك البشر يدركون حالتهم النفسية في
أثناء معايشتها ، عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية ، ويمثل
إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساساً لسماتهم الشخصية ، فهم شخصيات استقلالية ،
واثقة من إمكاناتها ، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة ، ويميلون أيضاً إلى النظر للحياة
نظرة إيجابية ، وعندما يتكدر مزاجهم لا يجترون ذلك المزاج السيئ ولا يستبد بأفكارهم
، فهم قادرون على الخروج من مزاجهم السيئ في أسرع وقت ممكن.
باختصار تساعدهم عقلانيتهم على إدارة عواطفهم
وانفعالاتهم.
2- الغارقون
في انفعالاتهم:
هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون غالباً بأنهم
غارقون في انفعالاتهم ، عاجزون عن الخروج منها ، وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماماً
، هم أيضاً متقلبوا المزاج ، غير مدركين لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها
ويتوهون عن أهدافهم إلى حد ما ، ومن ثم فهم قليلاً ما يحاولون الهرب من حالتهم
النفسية السيئة ، كما يشعرون بعجزهم عن التحكم في حياتهم العاطفية.
إنهم أناس مغلوبون على أمرهم ، فاقدوا السيطرة
على عواطفهم.
3- المتقبلون
لمشاعرهم:
هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة
لمشاعرهم ، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية دون محاولة لتغييرها ، ويبدو أن
هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم:
المجموعة الأولى:
تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة ، ومن ثم
ليس لديهم دافع لتغييرها.
والمجموعة الثانية:
تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية، ومع
ذلك فحين يتعرضون لحالة نفسية سيئة يتقبلونها كأمر واقع، ولا يفعلون أي شيء لتغييرها
على الرغم من اكتئابهم ، وهذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين
استكانوا لليأس.
والعقل الوجداني ليس كياناً معنوياً هائماً في
الفراغ ولكنه يستند إلى تركيب تشريحي ووظائف فسيولوجية واضحة:
1- فهناك ما
يسمى بالنظام الطرفي (الجهاز الحوفي) Limbic System وهو ما يقع في المنطقة الوسطي من المخ حيث تعلوه القشرة المخية Cerebal Cortex
2- ويليه من
أسفل جذع المخ
Brain Stem
3- وفي وسط
الجهاز الطرفي توجد لوزتين تسمى كل واحدة منهما Amygdala
وقد تبين من الدراسات الفسيولوجية
العصبية أن هاتين اللوزتين يستقبلان ويرسلان كل الرسائل الوجدانية ، وهما لا
يعملان منفصلين عن باقي أجزاء المخ بل لهما اتصالات هامة بتلك الأجزاء وخاصة
القشرة المخية حيث تنجز المهام التحليلية واللغوية وحيث الذاكرة العاملة.
يقول جولمان:
إن العقل الوجداني يقوم بفحص كل ما يقع لنا
لحظة بلحظة ليتبين ما إذا كان يحدث الآن يشبه حدثاً وقع في الماضي وتسبب في
إيلامنا أو إثارة غضبنا.
فإذا حدث هذا تدق اللوزة Amygdala ناقوس الخطر لتعلن عن وجود طوارئ وتحرك السلوك في أقل من الثانية ،
وهي تقوم بهذا التحريك بسرعة تفوق ما يحتاجه العقل المفكر ليتبين ما يحدث.
وهذا يفسر لنا كيف يسيطر الغضب أحياناً ويدفع
الإنسان لارتكاب أفعال يتمنى لو لم يكن ارتكبها.
إن العواطف تؤثر في التفكير التحليلي ، فإذا
كان الاتصال بينهما ناضجاً وسليماً فإننا نستطيع أن نتحكم في استجاباتنا لما ترسله
اللوزة من رسائل حيث تستطيع القشرة المخية Cerebral Cortex أن توقف الهجوم، فكل إنسان يغضب ، ولكن ليس كل إنسان يستجيب استجابات
تتسم بالعنف ، أما الذين يعانون من حزن أو غضب أو قلق مرضي فيكون نشاط اللوزة Amygdala لديهم سابق للنشاط التحليلي الذي تقوم به القشرة المخية.
الأبعاد الخمسة للذكاء الوجداني:
ربما لم يجد جولمان تعريفاً لغوياً أو
اصطلاحياً محدداً وموجزاً للذكاء الوجداني في هذه المرحلة ، لذلك تحدث عن أبعاد
خمسة لذلك النوع من الذكاء نوردها بإيجاز فيما يلي:
1- الوعي
بالذات
( Self – awareness ):
الوعي بالذات هو أساس الثقة بالنفس وحسن
إدارتها ، فنحن في حاجة دائماً لمعرفة مواطن القوة ومواطن الضعف لدينا بشكل موضوعي
، ونتخذ من هذه المعرفة أساساً لقدراتنا ، كما أننا بحاجة لأن نتعلم منذ الصغر
التعرف على مشاعرنا وتسميتها التسمية الصحيحة فلا نخلط بين القلق والاكتئاب والغضب
والشعور بالوحدة والشعور بالجوع.. الخ.
فهذا الوعي الموضوعي بالذات يجعلنا أكثر كفاءة
في إدارتها ويجعل قراراتنا أقرب للصواب.
2- التعاطي
مع الجوانب الوجدانية بشكل عام (Handling emotions generally ) :
نحن نحتاج أن نعرف كيف نعالج ونتناول المشاعر
التي تؤذينا وتزعجنا وتلك التي تسعدنا ، وهذا المران المستمر في المعرفة والمعالجة
والتناول يزيدنا خبرة يوماً بعد يوم في إدارة جهازنا الوجداني لنستفيد من مميزاته
الهائلة ونتجنب مخاطره الضارة.
3- الدافعية (Motivation
):
إن وجود دوافع قوية تحثنا على التقدم والسعي
نحو أهدافنا هو العنصر الثالث للذكاء الوجداني ، ويعتبر الأمل مكون أساسي في الدافعية
، أن يكون لدينا هدف وأن نعرف خطواتنا خطوة خطوة نحو تحقيقه ، أن يكون لدينا
الحماس والمثابرة لاستمرار السعي.
4- التعاطف
العقلي ( التفهم
)..(Empathy ):
التعاطف العقلي ( التفهم ) هو المكون الرابع
في الذكاء الوجداني ويعني: قراءة مشاعر الآخرين من صوتهم أو تعبيرات وجههم وليس بالضرورة
مما يقولون ، إن معرفة مشاعر الغير قدرة إنسانية أساسية نراها حتى لدى الأطفال.
يقول جولمان أن الطفل في الثالثة من عمره
والذي يعيش في أسرة محبة يسعى لتهدئة غيره من الأطفال أو التعاطف معهم إذا بكوا ،
على حين أن الأطفال الذين يسئ آباؤهم معاملتهم أو يهملونهم فإنهم يصرخون في وجه
الطفل الذي يبكي وأحياناً يضربونه.
ويؤكد جولمان أن الذكاء الوجداني متعلم ، وأن
التعلم يبدأ منذ السنوات الأولى في الحياة ويستمر.
ويذكر جولمان حالة قاتل ارتكب سبعة جرائم قتل
وفي إحدى المقابلات الإكلينيكية أجاب على السؤال: هل كنت تشعر بأي شفقة نحو الضحايا؟
أجاب: لا أبداً، ولو كنت شعرت بشفقة لما استطعت فعل ما فعلت. ونستخلص
من ذلك أن التعاطف هو الذي يكبح قسوة الإنسان ، وهو يحافظ على تحضر الإنسان وأن
الذكاء الوجداني لا يرتبط بنسبة الذكاء العقلي المعروفة.
5- المهارات
الاجتماعية
(Social Skills ):
كلما كان الإنسان مزوداً بمهارات اجتماعية
مناسبة وكافية كلما كانت قدرته على التعامل مع المواقف والأزمات أفضل ، أما أولئك الذين
يفتقرون للمهارات الاجتماعية فإنهم يتخبطون ويعانون من اضطرابات سوء التوافق.
- النضج الوجداني / الجزء الأول
- النضج الوجداني / الجزء الثالث
- النضج الوجداني / الجزء الرابع
- مراجعة اللغة الإنجليزية الوحدة الأولى والثانية والثالثة الجزء الثالث الجزء الثاني ثانوية عامة
- نتيجة الصفين الأول و الثاني الثانوي انتهاء نصحيح ومراجعة الجزء المقالي و في انتظار الفرج و إرسال نتيجة الجزء الألكتروني من الوزارة لتعلن في المدارس
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى