جيروزاليم بوست: زيارة كلينتون للقاهرة تهدف لاحتواء النوايا

وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون

كتب بيشوى رمزى






علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على الزيارة التى ستقوم
بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، اليوم السبت، للقاهرة، موضحة
أن الزيارة تهدف فى المقام الأولى إلى دفع العلاقات بين القاهرة وواشنطن،
فى ظل القيادة الإسلامية الجديدة للبلاد، بالإضافة إلى محاولة احتواء
النوايا أو التحركات المتشددة التى قد تتخذها الحكومة المصرية فى ظل الوضع
الجديد الذى تعيشه مصر حاليا.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن زيارة كلينتون للقاهرة تعد الأهم منذ أن
أقسم الدكتور مرسى اليمين الدستورية كأول رئيس منتخب للبلاد، لينهى بذلك
حوالى ستة عقود كاملة سيطرت خلالها المؤسسة العسكرية على مقاليد الأمور فى
البلاد. وأضافت أن المسئولة الأمريكية سوف تقوم بزيارة لإسرائيل عقب إنهاء
زيارتها لمصر مباشرة، لتكون أول زيارة من جانب كلينتون للدولة العبرية منذ
عامين.

وذكرت أن ويليام بيرنز- مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية- قد قام بزيارة
للقاهرة والقدس، قبيل الزيارات التى من المقرر أن تقوم بها كلينتون هذا
الأسبوع، موضحة أن بيرنز قد أكد خلال محادثاته مع مرسى التزام بلاده الكامل
للشراكة مع مصر الجديدة التى تتسم بديمقراطيتها.

وأكد الخبير السياسى الإسرائيلى إيتان جيلبوا- فى تصريح أبرزته الصحيفة- أن
زيارة كلينتون للقاهرة تعد فى غاية الأهمية، حيث إنها تهدف لإنقاذ الجهود
الأمريكية فى مصر، موضحاً أن السيدة كلينتون سوف تسعى للتأكد من أن السياسة
الخارجية التى سوف تتبناها مصر خلال العهد الجديد ستكون متوافقة مع
المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الخبير الإسرائيلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية سوف تضغط على الرئيس
الإسلامى ليقدم مزيداً من التطمينات حول نية بلاده تجاه إسرائيل، ومدى
التزامها بمعاهدة السلام التى أبرمتها معها فى منتجع كامب ديفيد عام 1979.

وقالت الصحيفة أن زيارة كلينتون لإسرائيل سوف تكون لها طبيعة مختلفة عن
زيارتها لمصر، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة،
وأهمية الملف الإسرائيلى فى هذا الصدد، موضحة أن الهدف من هذه الزيارة هو
هدف سياسى بحت وليس دبلوماسيا على غرار زيارتها للقاهرة.

وقد سار الخبير الأمريكى أرى فليشر- والذى شغل منصب المتحدث الرسمى باسم
الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش- فى هذا الاتجاه، مؤكدا أن زيارة كلينتون
لإسرائيل ترتبط تماما بالانتخابات الأمريكية المقبلة، والتى من المتوقع أن
تشهد تنافساً شرساً بين الرئيس أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى.

وأضاف فليشر أن كلينتون سوف تتناول خلال محادثاتها مع القادة التزام الرئيس
أوباما الكامل تجاه الدولة العبرية، موضحا أن الرئيس الأمريكى يعانى حاليا
من ضعف كبير فى شعبيته بين المجتمع اليهودى، نظرا لضعف ما قدمه خلال فترة
ولايته لإسرائيل، منذ أن دخل البيت الأبيض فى أوائل عام 2009.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس أوباما قد أخل بوعوده التى قدمها خلال لقائه مع
رموز المجتمع اليهودى فى الولايات المتحدة، عندما دعا الرئيس المصرى الجديد
لزيارة بلاده فى الخريف القادم، موضحة أن أوباما قد سبق أن أكد أنه لن
يقدم على مثل هذه الخطوة إلا بعد أن يقدم مرسى تأكيدات بشأن الالتزام
بالسلام مع إسرائيل.

وأضافت أن مرسى لم يذكر تحديدا معاهدة السلام مع إسرائيل عندما تحدث عن
التزام بلاده بالمعاهدات الدولية التى قامت بلاده بإبرامها خلال العهود
السابقة.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن محادثات مرسى مع كلينتون تأتى بعد الزيارة
الأخيرة التى أجراها الرئيس مرسى للمملكة العربية السعودية بهدف طمأنة
السعوديين حول نية النظام المصرى الجديد عدم تصدير الثورة للدولة الخليجية.
وأوضحت أن القضية الفلسطينية تبقى أحد أهم القضايا التى سوف يتم مناقشتها
خلال الزيارات التى سوف تقوم بها كلينتون هذه الأيام، موضحة أن واشنطن سوف
تسعى للترويج لفكرة دعمها لفتح الباب أمام التفاوض بين الإسرائيليين
والفلسطينيين، رغم أن الجميع يعلم أن المفاوضات سوف لا تبدأ قبل انتهاء
الانتخابات الأمريكية.