- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28461
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي
السبت 30 يونيو 2012, 14:10
[size=21][size=9]
[center]
[center]
[size=21]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام
على سيدنا محمد رسول الله
عن إِيَاس بْن سَلَمَةَ - في حديث طويل - قال: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً َلاَ تُرْوِيهَا, قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ, فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصَقَ فِيهَا, قَالَ:
فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا, قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ, قَالَ: فَبَايَعْتُهُ
أَوَّلَ النَّاسِ, ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ
مِن النَّاسِ قَالَ: بَايِعْ يَا سَلَمَةُ, قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ, قَالَ: وَأَيْضًا. قَالَ: وَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَزِلاً يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُ سِلاَحٌ, قَالَ: فَأَعْطَانِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً, ثُمَّ
بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: أَلاَ تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ, قَالَ: وَأَيْضًا. قَالَ: فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ. ثُمَّ قَالَ لِي: يَا سَلَمَةُ أَيْنَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلاً
فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا, قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:
إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ:
اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. الحديث(1).
شرح المفردات(2):
(الْجَبَا): بِفَتْحِ الْجِيم وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحَّدَة مَقْصُور, وَهِيَ مَا حَوْل الْبِئْر.
(والرَّكِيّ):
هُوَ الْبِئْر, وَالْمَشْهُور فِي اللُّغَة: رَكِيّ بِغَيْرِ هَاء,
وَوَقَعَ هُنَا الرَّكِيَّة بِالْهَاءِ, وَهِيَ لُغَة حَكَاهَا
الأَصْمَعِيّ وَغَيْره.
(بَصَقَ): ويأتي: ( بَسَقَ ) بِالسِّينِ, وَهِيَ صَحِيحَة يُقَال: ( بَزَقَ وَبَصَقَ وَبَسَقَ ) ثَلاَث لُغَات بِمَعْنًى, وَالسِّين قَلِيلَة الاسْتِعْمَال.
( جَاشَتْ ): أي: ارْتَفَعَتْ وَفَاضَتْ, يُقَال: جَاشَ الشَّيْء يَجِيش جَيَشَانًا إِذَا ارْتَفَعَ.
( عَزِلاً ) الذِي لاَ سِلاح مَعَهُ.
( حَجَفَة أَوْ دَرَقَة ): هُمَا شَبِيهَتَانِ بِالتُّرْسِ.
( اللَّهُمَّ اِبْغِنِي حَبِيبًا ) أي: أَعْطِنِي.
شرح الحديث:
في الحديث بيان ما كان عليه
الصحابة م من ضيق ذات اليد، وأن ذلك لم يمنعهم من أن يؤثروا على أنفسهم،
كما جرى من سلمة بن الأكوع_ _ مع عمه لما وجده بلا سلح، حيث بذل له سلاحه،
وبقي بلا سلاح. وقد أثنى عليه النبي بذلك.
فوائد الحديث:
1-فيه علم من أعلام نبوة النبي لما جرى من البركة في الماء بدعائه وبصقه في الماء.
2-تفقد النبي لأصحابه، ونصحه لهم، وثنائه على من أحسن منهم.
3-في الحديث بيان ما كان عليه
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من أوصاف حميدة، وأخلاق عظيمة، من النصرة
والشجاعة والتراحم فيما بينهم، وغيرها من الخصال الكريمة.
4-فضل سلمة بن الأكوع --، حيث آثر عمه على نفسه، وقد أثنى الله تبارك وتعالى الأنصار في محكم تنزيله، فقال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الحشر: 9].
(1) صحيح مسلم، برقم: (1807).
(2) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 175.
*
*
الإيثار ..فما أعظمه من خلق ..!
*
*
جاءت امرأة إلى الرسول صلـى الله عليه وسلم، وأعطته بردة هدية، فلبسها صلـى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه، وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه.. اكْسُنِيها. فخلعها النبيصلـى الله عليه وسلم وأعطاها إياه. فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلـى الله عليه وسلم
محتاجًا إليها، ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله
ما سألتُه لألبسها، إنما سألتُه لتكون كفني. [البخاري]. واحتفظ الرجل بثوب
الرسول صلـى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه.
*
*
جاء رجل جائع إلى الرسول صلـى الله عليه وسلم وهو في المسجد، وطلب منه طعامًا، فأرسل صلـى الله عليه وسلم ليبحث عن طعام في بيته، فلم يجد إلا الماء، فقال رسول الله صلـى الله عليه وسلم: (من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله؟)،
فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله...وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال
لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني، فلم يكن عندها إلا طعام
قليل يكفي أولادها الصغار، فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام وتنومهم،
وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج(المصباح)،
وتقدم كل ما عندها من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف، وجلس معه
في الظلام حتى يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع، وبات الرجل وزوجته
وأولادهما جائعين.
وفي الصباح، ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي صلـى الله عليه وسلم، فقال للرجل: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [مسلم]. ونزل فيه قول الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9]. والخصاصة: شدة الحاجة
*
*
انطلق حذيفة العدوي في معركة
اليرموك يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء. وبعد أن وجده جريحًا قال له:
أسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة. وقبل أن يسقيه سمعا رجلا يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛ ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء،
فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع
إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره
بشربة ماء.
*
*
اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل، فلما رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.
*
*
ما هو الإيثار؟
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].
وتقول السيدة عائشة -ا-: ما شبع رسول الله صلـى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على أنفسنا.
فضل الإيثار:
أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
الأثرة:
الأثرة هي حب النفس، وتفضيلها على
الآخرين، فهي عكس الإيثار، وهي صفة ذميمة نهى عنها النبي ، فما أقبح أن
يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين.
*
*
اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت
واصرف عنا سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا أنت
اللهم وأبغني حبيبا هو أحبّ إليّ من نفسي
اللهم آمين
[center]
[center]
[size=21]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام
على سيدنا محمد رسول الله
عن إِيَاس بْن سَلَمَةَ - في حديث طويل - قال: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً َلاَ تُرْوِيهَا, قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ, فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصَقَ فِيهَا, قَالَ:
فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا, قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ, قَالَ: فَبَايَعْتُهُ
أَوَّلَ النَّاسِ, ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ
مِن النَّاسِ قَالَ: بَايِعْ يَا سَلَمَةُ, قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ, قَالَ: وَأَيْضًا. قَالَ: وَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَزِلاً يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُ سِلاَحٌ, قَالَ: فَأَعْطَانِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً, ثُمَّ
بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: أَلاَ تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ, قَالَ: وَأَيْضًا. قَالَ: فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ. ثُمَّ قَالَ لِي: يَا سَلَمَةُ أَيْنَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلاً
فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا, قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:
إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ:
اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. الحديث(1).
شرح المفردات(2):
(الْجَبَا): بِفَتْحِ الْجِيم وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحَّدَة مَقْصُور, وَهِيَ مَا حَوْل الْبِئْر.
(والرَّكِيّ):
هُوَ الْبِئْر, وَالْمَشْهُور فِي اللُّغَة: رَكِيّ بِغَيْرِ هَاء,
وَوَقَعَ هُنَا الرَّكِيَّة بِالْهَاءِ, وَهِيَ لُغَة حَكَاهَا
الأَصْمَعِيّ وَغَيْره.
(بَصَقَ): ويأتي: ( بَسَقَ ) بِالسِّينِ, وَهِيَ صَحِيحَة يُقَال: ( بَزَقَ وَبَصَقَ وَبَسَقَ ) ثَلاَث لُغَات بِمَعْنًى, وَالسِّين قَلِيلَة الاسْتِعْمَال.
( جَاشَتْ ): أي: ارْتَفَعَتْ وَفَاضَتْ, يُقَال: جَاشَ الشَّيْء يَجِيش جَيَشَانًا إِذَا ارْتَفَعَ.
( عَزِلاً ) الذِي لاَ سِلاح مَعَهُ.
( حَجَفَة أَوْ دَرَقَة ): هُمَا شَبِيهَتَانِ بِالتُّرْسِ.
( اللَّهُمَّ اِبْغِنِي حَبِيبًا ) أي: أَعْطِنِي.
شرح الحديث:
في الحديث بيان ما كان عليه
الصحابة م من ضيق ذات اليد، وأن ذلك لم يمنعهم من أن يؤثروا على أنفسهم،
كما جرى من سلمة بن الأكوع_ _ مع عمه لما وجده بلا سلح، حيث بذل له سلاحه،
وبقي بلا سلاح. وقد أثنى عليه النبي بذلك.
فوائد الحديث:
1-فيه علم من أعلام نبوة النبي لما جرى من البركة في الماء بدعائه وبصقه في الماء.
2-تفقد النبي لأصحابه، ونصحه لهم، وثنائه على من أحسن منهم.
3-في الحديث بيان ما كان عليه
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من أوصاف حميدة، وأخلاق عظيمة، من النصرة
والشجاعة والتراحم فيما بينهم، وغيرها من الخصال الكريمة.
4-فضل سلمة بن الأكوع --، حيث آثر عمه على نفسه، وقد أثنى الله تبارك وتعالى الأنصار في محكم تنزيله، فقال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الحشر: 9].
(1) صحيح مسلم، برقم: (1807).
(2) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 175.
*
*
الإيثار ..فما أعظمه من خلق ..!
*
*
جاءت امرأة إلى الرسول صلـى الله عليه وسلم، وأعطته بردة هدية، فلبسها صلـى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه، وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه.. اكْسُنِيها. فخلعها النبيصلـى الله عليه وسلم وأعطاها إياه. فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلـى الله عليه وسلم
محتاجًا إليها، ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله
ما سألتُه لألبسها، إنما سألتُه لتكون كفني. [البخاري]. واحتفظ الرجل بثوب
الرسول صلـى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه.
*
*
جاء رجل جائع إلى الرسول صلـى الله عليه وسلم وهو في المسجد، وطلب منه طعامًا، فأرسل صلـى الله عليه وسلم ليبحث عن طعام في بيته، فلم يجد إلا الماء، فقال رسول الله صلـى الله عليه وسلم: (من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله؟)،
فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله...وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال
لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني، فلم يكن عندها إلا طعام
قليل يكفي أولادها الصغار، فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام وتنومهم،
وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج(المصباح)،
وتقدم كل ما عندها من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف، وجلس معه
في الظلام حتى يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع، وبات الرجل وزوجته
وأولادهما جائعين.
وفي الصباح، ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي صلـى الله عليه وسلم، فقال للرجل: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [مسلم]. ونزل فيه قول الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9]. والخصاصة: شدة الحاجة
*
*
انطلق حذيفة العدوي في معركة
اليرموك يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء. وبعد أن وجده جريحًا قال له:
أسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة. وقبل أن يسقيه سمعا رجلا يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛ ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء،
فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع
إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره
بشربة ماء.
*
*
اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل، فلما رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.
*
*
ما هو الإيثار؟
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].
وتقول السيدة عائشة -ا-: ما شبع رسول الله صلـى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على أنفسنا.
فضل الإيثار:
أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
الأثرة:
الأثرة هي حب النفس، وتفضيلها على
الآخرين، فهي عكس الإيثار، وهي صفة ذميمة نهى عنها النبي ، فما أقبح أن
يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين.
*
*
اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت
واصرف عنا سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا أنت
اللهم وأبغني حبيبا هو أحبّ إليّ من نفسي
اللهم آمين
[/size]
[/center]
________________________________________________
- «-¦[• آصْـدَرَاتْ صَحِـيفَةْ الآتِـحَادْ الامراتية مِنْ 10 الى 20 غشت •]¦-»
- «-¦[• فَــتَــاةْ آلأحْــلآمْ مِنْ رِيشَةْ الرَسَامَةَ Nadi •]¦-»
- مُنَظَّمَة الصِّحَّة تُحَذِّر مِنْ وَبَاء بِإنْفلوَنْزَا الخَنَازِير
- كيف تَتَلَقَّى رِسَالاتِ القرآن؟ وتَكُونُ مِنْ أهلِ اللهِ وخَاصَّتِهِ!
- التَّرْغِيبُ فِيمَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى المَسْجِدِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا دَخَلَهُمَا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى