منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28471
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  1393418480781

قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  140

قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  Empty قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله

الجمعة 29 يونيو 2012, 17:58
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام
أبيدوا أهله (2)


للأستاذ
جلال العالم



الطبعة
التاسعة وفيها زيادات هامة



بسم
الله الرحمن الرحيم



صرخة


إلى
كل مخلص في هذه الأمة:



إلى
القادة والزعماء في كل مكانٍ من العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:



أعداؤنا
يقولون: يجب أن ندمّر الإسلام لأنه مصدر القوة الوحيد للمسلمين، لنسيطر عليهم ،
الإسلام يخيفنا، ومن أجل إبادته نحشد كل قوانا، حتى لا يبتلعنا ..



فماذا
تفعلون أنتم أيها القادة والزعماء ؟!!..



بالإسلام
تكتسحون العالم –
كما يقول علماء العالم وسياسيوه – فلماذا
تترددون ..؟! خذوه لعزتكم، لا تقاوموه فيهلككم الله بعذابه، ولا بد أن ينتصر
المؤمنون به …

اقرأوا
إن شئتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:



"تكون
نبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضي ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما
شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ثم يكون ملكاً عضوضاً (وراثياً) ما شاء الله له أن
يكون ثم ينقضى ، ثم تكون جبرية (ديكتاتوريات) ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ،
ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعم الأرض".



أيها
السادة والقادة في دول العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:



كونوا
أعوان الإسلام لا أعداءه .. يرضى الله عنكم، ويرضي الناس عنكم، وتسعدوا .. وتلتف
حولكم شعوبكم لتقودوها نحو أعظم ثورة عالمية عرفها التاريخ.



أيها
السادة والقادة:



رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو قريشاً لتكون معه، كان يَعِد رجالاتها أن يرثوا
بالإسلام الأرض، فأبى من أبى، وماتوا تحت أقدام جيوش العدل المنصورة التي انساحت
في الأرض …

وخلدهم
التاريخ، لكن أين ... في أقذر مكان منه، يلعنهم الناس إلى يوم الدين، وعذاب جهنم
أشد وأنكى …



ووعدنا
رسول الله أن يعم ديننا الأرض، وسيعم بدون شك.



فلا
تكونوا مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين أبد الدهر، بل كونوا مع المنصورين
الخالدين.



والله
غالب على أمره …
ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


طرابلس
في 15/8/1974



أنظروا
كيف يحقدون !!..



إن
المتتبع لتاريخ العلاقات ما بين الغرب وشعوب الإسلام، يلاحظ حقداً مريراً يملأ صدر
الغرب حتى درجة الجنون، يصاحب هذا الحقد خوف رهيب من الإسلام إلى أبعد نقطة في
النفسية الأوروبية.



هذا
الحقد، وذلك الخوف، لا شأن لنا بهما إن كانا مجرد إحساس نفسي شخصي، أما إذا كانا
من أهم العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب الإسلامية، سياسياً،
واقتصادياً، وحتى هذه الساعة، فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم.



سوف
تشهد لنا أقوال قادتهم أن للغرب، والحضارة الغربية بكل فروعها القومية، وألوانها
السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير، إنها تحاول تدمير الإسلام، وإنهاء وجود
شعوبه دون رحمة.



حاولوا
تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام
بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا .. ثم ليعودوا إلينا، بجيوش حديثة، وفكر
جديد .. وهدفهم تدمير الإسلام من جديد ..



كان
جنديهم ينادى بأعلى صوته، حين كان يلبس بذة الحرب قادماً لاستعمار بلاد الإسلام:



أماه



أتمى
صلاتك .. لا تكبى ..



بل
اضحكي وتأملي ..



أنا
ذاهب إلى طرابلس …



فرحاً
مسروراً ..



سأبذل
دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة …



سأحارب
الديانة الإسلامية …



سأقاتل
بكل قوتي لحمو القرآن ….( القومية والغزو الفكري –
ص 208.)


*
* *



وانتصرت
جيوش الحقد هذه على أمة الإسلام التي قادها أسوأ قادةٍ عرفهم التاريخ …
اضطهدوا
أممهم حتى سحقوها ..



انتصرت
جيوش الغرب بعد أن ذلل لها هؤلاء الحكام السبيل …



فماذا
فعلت هذه الجيوش؟..



استباحت
الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين .. ثم
أحرقت الشعوب نفسها.



لنقرأ
ما كتبه كتّابهم أنفسهم حول ما فعلوه أو يفعلونه بالمسلمين، ولن نستعرض هنا إلا
بعض النماذج فقط .. من أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي المستباح:



1-في
الأندلس :



تقول
الدكتورة سيجريد هونكه:



في
2 يناير 1492 م رفع الكاردينال (دبيدر) الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة
الناصرية، فكان إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على أسبانيا.



وبانتهاء
هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوربا طوال العصور
الوسطى، وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة، ثم
باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم.



لقد
حُرِّم الإسلام على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حُرِّم عليهم استخدام اللغة
العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كان يحرق حيًّا
بعد أن يعذّب أشد العذاب. ( القومية–
ص 174. )


وهكذا
انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في أسبانيا مسلم واحد يُظهر
دينه.



لكن
كيف كانوا يعذبون؟!!.. هل سمعت بدواوين التفتيش .. إن لم تكن قد سمعت فتعال أعرفك
عليها.



بعد
مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس، أرسل نابليون حملته إلى أسبانيا وأصدر مرسوماً
سنة 1808 م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الأسبانية.



تحدث
أحد الضباط الفرنسيين فقال:



"أخذنا
حملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيش، وكادت جهودنا تذهب سدى
ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها. فلم
نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش. فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان
الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة،
وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه
أن تطفر بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت
"دي ليل" استمهلني قائلاً: أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم
تنته حتى الآن؟!!. قلت له: فتشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً. فماذا تريد
يا لفتنانت؟!.. قال: إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر
تحتها.



عند
ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا
السجاجيد الفاخرة عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة

وكنا
نرقب الماء –

فإذا
بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف. فصفق الضابط "دي ليل" من شدة فرحه،
وقال ها هو الباب، انظروا، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة،
يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير.



أخذ
الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة.



وفُتح
الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على
متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع
راهب يسوعى يده على كتفي متلطفاً، وقال لي: يابني: لا تحمل هذه الشمعة بيدك
الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.



قلت
له، يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من
النجس فينا، ومن القاتل السفاك!؟!.



وهبطت
على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر
الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من
الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها.



وأمام
هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة
الأبرياء. ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على
مسافات كبيرة تحت الأرض.



رأيت
فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي.



رأينا
غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف
العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها
حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله
الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى
الفضاء الخارجي.



وقد
عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها.



كان
السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا
إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم ، وهم في الرمق الأخير من الحياة.



كان
بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا،
حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.



أخرجنا
السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبّلون
أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان
مشهداً يبكي الصخور.



ثم
انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة
للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام
الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من
الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا
كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين،



ثم
عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه
بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى
الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة
نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى
يموت.



وآلة
أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة.



كانوا
يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره. فإذا أغلق
مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً.



كما
عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص
قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر
بالسكاكين.



وعثرنا
على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر
لحومهم( (محاكم التفتيش للدكتور علي مظهر. نقلا عن كتاب التعصب والتسامح للأستاذ
محمد الغزالي. صفحات 311-318 باختصار.).



هذا
العذاب كان موجهاً ضد الطوائف المخالفة من المسيحيين فماذا كانوا يفعلون
بالمسلمين؟؟ …

أشد
وأنكى لا شك.



*
* *



2-
دواوين التفتيش في البلاد الإسلامية :



ويبدو
أن دواوين التفتيش هذه قد انتقلت إلى بقاع العالم الإسلامي، ليسلطها حكام مجرمون
فجرة على شعوبهم. فقد ذكر لي شاهد عيان بعض أنواع التعذيب التي كانت تنفذ في أحد
البلدان الإسلامية ضد مجموعة من العلماء المجاهدين فقال:



بعد
يوم من التعذيب الشديد ساقنا الزبانية بالبسياط إلى زنزاناتنا، وأمرنا الجلادون أن
نستعد ليوم آخر شديد.. صباح اليوم التالي أمرنا الجلادون أن نخرج فوراً، كنا
نستجمع كل قوتنا في أقدامنا الواهنة هرباً من السياط التي كانت تنزل علينا من حرس
كان عددهم أكبر منا.



وأخيراً
أوقفونا في سهل صحراوي، تحت أشعة الشمس اللاهبة، حول كومةٍ من الفحم الجيري، كان
يعمل الحرس جاهدين لإشعاله، وقرب النار مصلبة خشبية تستند إلى ثلاثة أرجل.



اشتعلت
كومة الفحم الحجري حتى احمرت، فجأة سمعنا شتائم تأتي من بعيد، التفتنا فوجدنا خمسة
من الحرس يقودون شاباً عرفه بعضنا، كان اسمه "جاويد خان إمامي" أحد
علماء ذلك البلد.



امتلأ
الأفق بنباح كلاب مجنونة، رأينا عشرة من الحرس يقودون كلبين، يبلغ ارتفاع كل واحد
منهما متراً، علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين.



اقترب
الحرس بالشاب جاويد من كومة النار الحمراء .. وعيونه مغمضة بحزام سميك.



كنا
نتفرج .. أكثر من مائة سجين، ومعنا أكثر من مائة وخمسين من الحرس، معهم البنادق
والرشاشات. فجأة اقترب من الشاب جاويد عشرة من الحراس، أجلسوه على الأرض، ووضعوا
في حضنه مثلثاً خشبياً، ربطوه إليه ربطاً محكماً، بحيث يبقى قاعداً، لا يستطيع أن
يتمدد، ثم حملوه جميعاً، وأجلسوه على الجمر الأحمر، فصرخ صرخة هائلة، ثم أغمى
عليه.



سقط
منا أكثر من نصفنا مغمى عليهم .. كانوا يصرخون متألمين .. وعمت رائحة شواء لحم
جاويد المنطقة كلها، ومن حسن حظي أنني بكيت بكاء مراً. لكنني لم أصب بالإغماء ..
لأرى بقية القصة التي هي أفظع من أولها.



حُمل
الشاب، وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه، وصلب على المصلبة الخشبية، وربط بها بإحكام،
واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين، وفكوا القيود عن أفواههما، وتركوهما يأكلان
لحم ظهر جاويد المشوى. بدأت أشعر بالانهيار، وجننت عندما سمعت صرخة خافتة تصدر عن
جاويد .. إنه لازال حياً والكلاب تأكل لحمه فقدت وعيي بعدها ..



لم
أفق إلا وأنا أصرخ في زنزانتى كالمجنون .. دون أن أشعر .. جاويد .. جاويد.. أكلتك
الكلاب يا جاويد .. جاويد …
كان إخواني في
الزنزانة قد ربطوني وأحاطوا رأسي وفمي بالأربطة حتى لا يسمع الجلادون صوتي فيكون
مصيري كمصير جاويد، أو كمصير شاهان خاني الذي أصيب بالهستيريا مثلي، فأصبح يصرخ
جاويد .. جاويد .. فأخذه الجلادون ووضعوا فوقه نصف برميل مملوء بالرمل، ثم سحبوه
على الأسلاك الشائكة التي ربطوها صفاً أفقياً، فمات بعد أن تقطع لحمه ألف قطعة،
وهو يصرخ: الله أكبر .. الله أكبر .. لابد أن ندوسكم أيها الظالمون.



وأخيراً
أغمى عليّ.



فتحت
عيوني .. فوجئت أنني في أحد المشافى ، وفوجئت أكثر من ذلك بسفير بلدي يقف فوق
رأسي، قال لي: كيف حالك .. يبدو أنك ستشفى إن شاء الله. لو لم تكن غريباً عن هذه
البلاد لما استطعت إخراجك .. فاجأني سائلاً: لكن بالله عليك، قل لي، من هو هذا
جاويد الذي كنت تصرخ باسمه. أخبرته بكل شيء، فامتقع لونه حتى خشيت أن يغمى عليه.



لم
نكمل حديثنا إلا والشرطة تسأل عني .. اقترب من سريري ضابط بوليس، وسلمني أمراً
بمغادرة البلاد فوراً. ولم تنجح تدخلات السفير في ضرورة إبقائي حتى أشفى، حملوني
ووضعوني في باخرة أوصلتني إلى ميناء بلدي، كنت بثياب المستشفى، ليس معي أي وثيقة
تثبت شخصيتي، اتصلت بأهلي تليفونيا، فلما حضرا لم يعرفوني لأول وهلة، حملوني إلى
أول مستشفى، بقيت فيه ثلاثة أشهر في بكاء مستمر، ثم شفاني الله …



وأنهى
المسكين حديث قائلاً:



بقى
أن تعرف أن مدير السجون يهودي، والمسؤول عن التعذيب خبير ألماني نازي، أطلقت تلك
الحكومة في ذلك البلد الإسلامي يده يفعل في علماء المسلمين كيف يشاء.



*
* *



3-
ومن الحبشة أمثلة أخرى:



استولت
الحبشة على أرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا وانكلترا .. فماذا فعلت فيها؟!!..



صادرت
معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي
مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في
الوقت الذي يريد …



فُتحت
للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة، يجلد فيها الفلاحون بسياطٍ تزن أكثر من عشر
كيلوا غرامات، وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن
تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، عندما كانوا يخرجون من
السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.



كل
ذلك كان قبل استلام هيلاسيلاسي السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع
خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاماً، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس
الأمريكى.



سن
تشريعات لإذلال المسلمين منها أن عليهم أن يركعوا لموظفى الدولة وإلا يقتلوا.



أمر
أن تستباح دماؤهم لأقل سبب، فقد وجد شرطى قتيلاً قرب قرية مسلمة، فأرسلت الحكومة
كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق
المقتول، الذي اعتدى على زوجته حاول أحد العلماء واسمه الشيخ عبد القادر أن يثور
على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم
وشيوخهم في أكواخٍ من الحشيش والقصب، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً.



ومن
قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في
عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب
البنادق .. وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحاً قبل أن يموت
لتأكله الحيوانات الجارحة، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.



أصدر
هيلاسيلاسى أمراً بإغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين
على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين.



عين
حُكاماً فجرة على مقاطعات أرتيريا منهم واحد عينه على مقاطعة جَمَة، ابتدأ عمله
بأن أصدر أمراً أن لا يقطف الفلاحون ثمار أراضيهم إلا بعد موافقته، وكان لا يسمح
بقطافها إلا بعد أن تتلف، وأخيراً صادر 90% من الأراضي، أخذ هو نصفها وأعطى
الإمبراطور نصفها. ونهب جميع ممتلكات الفلاحين المسلمين..



أمرهم
أن يبنوا كنيسة كبرى في الإقليم فبنوها .. ثم أمرهم أن يعمروا كنسية عند مدخل كل
قرية أو بلدة ولم يكتف بذلك بل بنى دوراً للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي
كان يسكر فيها الجنود، ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا بها ويتغوطوا ، وليراقصوا
العاهرات فيها وهم سكارى .



كما
فرض على الفلاحين أن يبيعوا أبقارهم لشركة أنكودا اليهودية .



كافأه
الإمبراطور على أعماله هذه بأن عينه وزيراً للداخلية .



كانت
حكومة الإمبراطور تلاحق كل مثقف مسلم. لتزجه في السجن حتى الموت، أو تجبره على
مغادرة البلاد حتى يبقى شعب أرتيريا المسلم مستعبداً جاهلاً. وغير ذلك كثير( كفاح
دين للأستاذ محمد الغزالي، صفحات 60 - 80.



4-
ومن بنغلاديش :



قتل
الجيش الهندي الذي كان يقوده يهود عشرة آلاف عالمٍ مسلم بعد انتصاره على جيش
باكستان عام 1971 وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية ، وموظفي الدولة ، وسجن
خمسين ألف من العلماء وأساتذة الجامعات وقتل ربع مليون مسلم هندي هاجروا من الهند
إلى باكستان قبل الحرب وسلب الجيش الهندي ما قيمته ( 30 ) مليار روبية من باكستان
الشرقية التي سقطت من أموال الناس والدولة ( مأسات بنكلاديش ( محمد خليل الله )
صفحات : 7 ، 19 ، 20 ، 22 ، 23 ) .



ولن
نتعرض هنا لأشكال التعذيب التي صبها الجيش الهندي على المسلمين العزل في ما دعي
بعد ذلك ببنغلاديش .



***


والأمثلة
من كل مكان من العالم الإسلامي، يكاد الصدر يتفجر ضيقاً من تذكرها ..



لكنها
بداية الخلاص إن شاء الله .. إنها سياط اليقظة التي ستُذهب نوم القرون، وتُخرج من
تحت الأرض سكان القبور.



وما
ذلك على الله بعزيز.



نتساءل
أخيراً:



هل
مواقف الغرب وأتباعه التي رأيناها هي مواقف عاطفية استثنائية ؟!..



لا
.. إنها مواقف مقررة مسبقاً في فكر الغرب وعقول قادته .. يمارسها الغربيون
وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وبإرادة واعية تماماً …
وعن عمدٍ
..



ولماذا
ذلك كله …

؟!!…


هذا
ما سنبينه بوضوح في هذه الدراسة التي سنبنيها على أقوال قادة الغرب فقط .. دون أن
نُدخل فيها أي اجتهاد أو استنتاج لتسهل الحجة، ويظهر الحق، ويستنير طريق المضللين
الذين يمارسون بأيديهم إبادة مقومات القوة في أممهم ليسهلوا على العدو الكبير
المتربص التهامها.



وما
أفظعها من مهمة يمارسها العملاء .. حين يدمرون أممهم، ثم يدفعونها في فم الغول
الاستعماري البشع …
ليلتهمها … فيارب متى ينتبهون … ؟!!..


*
* *



موقف
الغرب من الإسلام



الحروب
الصليبية مستمرة:



يبنى
الغرب علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه:



1-فسياسة
أمريكا معنا تخطط على هذا الأسس :



يقول
أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية
الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م يقول:



"يجب
أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو
شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية". لقد كان
الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه
اللحظة، بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث
الإسلامي للتراث المسيحي .



ويتابع
:



إن
الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته،
وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته
المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف
المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس
ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها. إن روستو يحدد أن هدف
الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء
من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية. ( معركة المصير –
صفحات
87-94. )



2-
والحرب الصليبية الثامنة قادها اللنبى :



يقول
باترسون سمث في كتابه "حياة المسيح الشعبية" باءت الحروب الصليبية
بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك، حينما بعثت انكلترا بحملتها الصليبية
الثامنة، ففازت هذه المرة، إن حملة اللنبى على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى
هي الحملة الصليبية الثامنة، والأخيرة. ( مجلة الطليعة القاهرية، مقال وليم
سليمان، عدد ديسمبر عام 1966 –
صفحة 84.)


لذلك
نشرت الصحف البريطانية صور اللنبى وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما
فتح القدس:



اليوم
انتهت الحروب الصليبية.



ونشرت
هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف اللنبى وحده بل موقف السياسة
الإنكليزية كلها، قالت الصحف :



هنأ
لويد جورج وزير الخارجية البريطاني الجنرال اللنبى في البرلمان البريطاني، لإحرازه
النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية
الثامنة.



3-
والفرنسيون أيضاً صليبيون:



فالجنرال
غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي
عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له:



"ها
قد عدنا يا صلاح الدين".( القومية والغزو الفكري –
ص 84. )


ويؤكد
صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين
الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم:



"إنها
معركة بين الهلال والصليب".( مأساة مراكش –
روم رولاند

ص
310.)



4-
وحزب الكتائب وشمعون يعتبرون أن حرب لبنان هي حرب صليبية :



صفحة
من جريدة العمل في خدمة لبنان يشرف على سياستها بيير الجميل كما هو مكتوب في
الصفحة .



5-
وقالوا عام 1967م بعد سقوط القدس:



قال
راندولف تشرشل:



لقد
كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور
المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود. إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر
الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في
أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود. ( راندولف تشرشل، حرب الأيام الستة –
ص 129 من الترجمة
العربية.)



6-
والصهاينة أيضاً:



عندما
دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967 تجمهر الجنود حول حائط المبكى، وأخذوا يهتفون مع
موشى دايان:



هذا
يوم بيوم خيبر …
يالثارات خيبر.


وتابعوا
هتافهم:



حطوا
المشمش عالتفاح، دين محمد ولى وراح ..



وهتفوا
أيضاً:



محمد
مات .. خلف بنات ..



كل
ذلك دعا الشاعر محمد الفيتورى إلى تنظيم قصيدته الرائعة مخاطباً نبينا محمداً صلى
الله عليه وسلم:



يا
سيدي ..



عليك
أفضل الصلاة والسلام ..



من
أمة مُضاعة ..



تقذفها
حضارة الخراب والظلام ..



يا
سيدي …

منذ
ردمنا البحر بالسدود ..



وانتصبت
ما بيننا وبينك الحدود ..



متنا
..



وداست
فوقنا ماشية اليهود.. ( الشعب والأرض –
ج1- ص 34 – ودرس من
النكبة الثانية –
ص 76.).


6-
واستغلت إسرائيل صليبية الغرب :



خرج
أعوانها بمظاهرات قبل حرب الـ 1967 تحمل لافتات في باريس، سار تحت هذه اللافتات
جان بول سارتر، كتبت على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة
واحدة من كلمتين، هما:



"قاتلوا
المسلمين"



فالتهب
الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط …
كما طبعت
إسرائيل بطاقات معايدات كتبت عليها "هزيمة الهلال". بيعت بالملايين …
لتقوية
الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام
وتدمير المسلمين ( طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية –
ص 20
-21.).



***


الجدَار
الصلب



نتساءل
هنا:



هل
يشن الغرب حرباً صليبيةً على العالم الإسلامي استجابةً لظروف تاريخية التحم فيها
الإسلام مع المسيحية، وانتزع من المسيحية أممها وعواصمها ؟؟



أم
أن هناك عوامل أخرى تدفع الغرب إلى شن حروبه الصليبية ضد عالم الإسلام ؟ …



يبدو
من تصريحات قادة الغرب أنهم يشنون الحرب على الإسلام لعوامل أخرى …



إنهم
يرونه الجدار الصلب الذي يقف في وجه سيطرتهم على العالم واستغلالهم له :



1-فهم
يرونه الجدار الوحيد أمام الاستعمار :



يقول
لورنس براون:



"إن
الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربى"( التبشير والاستعمار –
ص 104. ).


ويقول
غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً :



ما
دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق . (
الإسلام على مفترق الطرق، لمحمد أسد –
ص 39.)


ويقول
الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:



إننا
لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل
القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم( ( المنار –
عدد
9/11/1962.).



2-ويرون
أن الإسلام هو الجدار الذي يقف في وجه انتشار النفوذ الشيوعي :



في
افتتاحية عدد 22 أيار عام 1952من جريدة "كيزيل أوزباخستان" الجريدة
اليومية للحزب الشيوعي الأورباخستاني ذكر المحرر ما يلي:



من
المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائياً. ( الإسلام والتنمية الاقتصادية –
جاك أوسترى
- 56.)



3-ويرون
أنه الجدار الذي يحول دون انتشار المسيحية وتمكن الاستعمار من العالم الإسلامي :



يقول
أحد المبشرين :



إن
القوة الكامنة في الإسلام هي التي وقفت سداً منيعاً في وجه انتشار المسيحية ، وهي
التي أخضعت البلاد التي كانت خاضعة للنصرانية( جذور البلاء –
ص 201.).


ويقول
أشعياء بومان في مقالة نشرها في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية:



لم
يتفق قط أن شعباً مسيحياً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً. (التبشير والاستعمار للخالدين
وفورخ –

ص
131 –

الطبعة
الرابعة. )



4-ويرون
أن الإسلام هو الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل :



يقول
بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سابقاً :



إن
أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد. ( (جريدة الكفاح الإسلامي لعام
1955 –

عدد
الأسبوع الثاني من نيسان.)



وحدّث
ضابط عربي كبير وقع أسيراً في أيدي اليهود عام 1948 أن قائد الجيش اليهودي دعاه
إلى مكتبه قبيل إطلاق سراحه، وتلطف معه في الحديث.



سأله
الضابط المصري : هل أستطيع أن أسأل لماذا لم تهاجموا قرية صور باهر ؟0



وصور
باهر قرية قريبة من القدس.



أطرق
القائد الإسرائيلي إطراقة طويلة ثم قال: أجيبك بصراحة، إننا لم نهاجم صور باهر لأن
فيها قوة كبيرة من المتطوعين المسلمين المتعصبين.



دهش
الضابط المصرى، وسأل فوراً: وماذا في ذلك، لقد هجمتم على مواقع أخرى فيها قوات
أكثر .. وفي ظروف أصعب ؟!.



أجابه
القائد الإٍسرائيلي: إن ما تقوله صحيح، لكننا وجدنا أن هؤلاء المتطوعين من
المسلمين المتعصبين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين، يختلفون تماماً،
فالقتال عندهم ليس وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة إليهم، بل هو هواية
يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني، وهم في ذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن عقيدة
راسخة لحماية إسرائيل.



ولكن
هناك فارقاً عظيماً بين جنودنا وهؤلاء المتطوعين المسلمين. إن جنودنا يقاتلون
لتأسيس وطن يعيشون فيه، أما الجنود المتطوعون من المسلمين فهم يقاتلون ليموتوا،
إنهم يطلبون الموت بشغف أقرب إلى الجنون، ويندفعون إليه كأنهم الشياطين، إن الهجوم
على أمثال هؤلاء مخاطرة كبيرة، يشبه الهجوم على غابة مملوءة بالوحوش، ونحن لا نحب
مثل هذه المغامرة المخيفة، ثم إن الهجوم عليهم قد يثير علينا المناطق الأخرى
فيعملون مثل عملهم، فيفسدوا علينا كل شيء، ويتحقق لهم ما يريدون.



دهش
الضابط المصرى لإجابة القائد الإسرئيلي، لكنه تابع سؤاله ليعرف منه السبب الحقيقي
الذي يخيف اليهود من هؤلاء المتطوعين المسلمين.



قال
له: قل لي برأيك الصريح، ما الذي أصاب هؤلاء حتى أحبوا الموت، وتحولوا إلى قوة
ماردة تتحدى كل شيءٍ معقول؟!!.



أجابه
الإسرائيلي بعفوية: إنه الدين الإسلامي يا سيادة الضابط. ثم تلعثم، وحاول أن يخفى
إجابته، فقال:



إن
هؤلاء لم تتح لهم الفرصة كما أتيحت لك، كي يدرسوا الأمور دراسة واعية تفتح عيونهم
على حقائق الحياة، وتحررهم من الخرافة وشعوذات المتاجرين بالدين، إنهم لا يزالون
ضحايا تعساء لوعد الإسلام لهم بالجنة التي تنتظرهم بعد الموت.



وتابع
مسترسلاً: إن هؤلاء المتعصبين من المسلمين هم عقدة العقد في طريق السلام الذي يجب
أن نتعاون عليه وهم الخطر الكبير على كل جهد يبذل لإقامة علاقات سليمة واعية بيننا
وبينكم.



وتابع
مستدركاً، وكأنه يستفز الضابط المصرى ضد هؤلاء المسلمين، تصور يا سيدي أن خطر
هؤلاء ليس مقتصراً علينا وحدنا، بل هو خطر عليكم أنتم أيضاً. إذ أن أوضاع بلادكم
لن تستقر حتى يزول هؤلاء، وتنقطع صرخاتهم المنادية بالجهاد والاستشهاد في سبيل
الله، هذا المنطق الذي يخالف رقى القرن العشرين، قرن العلم وهيئة الأمم والرأي
العام العالمي، وحقوق الإنسان.



واختتم
القائد الإسرائيلي حديثه بقوله:



يا
سيادة الضابط، أنا سعيد بلقائك، وسعيد بهذا الحديث الصريح معك، وأتمنى أن نلتقى
لقاءً قادماً، لنتعاون في جو أخوى لا يعكره علينا المتعصبون من المسلمين المهووسين
بالجهاد وحب الاستشهاد في سبيل الله. ( مجلة المسلمين –
العدد
الأول من المجلد الثامن –
شهر تموز عام 1963، مع
بعض الاختصار بما يناسب المقام، مع رجائنا عفو الكاتب وإخوانه.)



5-ويرون
أن بقاء اسرائيل مرهون بازالة المتمسكين بالإسلام :



يقول
الكاتب الصهيوني (( إيرل بوغر )) في كتابه العهد والسيف الذي صدر عام 1965 ما نصه
بالحرف :



((
ان المبدأ الذي قام عليه وجود اسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا
ذات يوم إلى التعاون معها ، ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً فيجب القضاء على جميع
العناصر التي تغذي شعور العداء ضد اسرائيل في العالم العربي ، وهي عناصر رجعية
تتمثل في رجال الدين والمشائخ ( الاسلام في معترك الحاضري ص 28 ( عمر بهاء الدين
الأميري –

طبعة
دار الفتح ، بيروت عام 1968 .) .



6-
ويقول اسحاق رابين غداة فوز جيمي كارتر برئاسة الولايات المتحدة ، ونقلت قوله جميع
وكالات الأنباء :



ان
مشكلة الشعب اليهودي هي أن الدين الإسلامي ما زال في دور العدوان والتوسع ، وليس
مستعدا لمواجهة الحول وان وقتا طويلا سيمضي قبل أن يترك الإسلام سيفه ( العدد (
324 ) من مجلة المجتمع الكويتية / 9 نوفمبر 1976 .) .



***


العدو
الوحيد



إنهم
لا يرون الإسلام جداراً في وجه مطامعهم فقط، بل يعتقدون جازمين أنه الخطر الوحيد
عليهم في بلادهم.



1-يقول
لورانس براون :



كان
قادتنا يخوفننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف.



كانوا
يخوفنا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي.



لكنه
تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيون حلفاؤنا، أما اليابانيون،
فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم.



لكننا
وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والاخضاع،
وفي حيويته المدهشة. ( المجلد الثامن صحفة 10، لورانس بروان نقلاً عن التبشير
والاستعمار، صفحة 184. )



2-ونكرر
هنا قول غلادستون :



ما
دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين، فلن تستطع أوربة السيطرة على الشرق، ولا
أن تكون هي نفسها في أمان. ( الإسلام على مفترق الطرق –
ص 39.)


3-ويقول
المستشرق غاردنر:



إن
القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربة. ( التبشير والاستعمار –
ص 36 – طبعة
رابعة.)



4-ويقول
هانوتر وزير خارجية فرنسا سابقاً:



لا
يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه، فهو الدين الوحيد
الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر. ( الفكر الإسلامي الحديث،
وصلته بالاستعمار الغربي، ص 18.)



5-
ويقول البر مشادر:



من
يدري؟! ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين، يهبطون إليها
من السماء، لغزو العالم مرة ثانية، وفي الوقت المناسب.



ويتابع:
لست متنبئاً، لكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة .. ولن تقوى الذرة ولا
الصواريخ على وقف تيارها.



إن
المسلم قد استيقظ، وأخذ يصرخ، ها أنذا، إنني لم أمت، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون
أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها. ( لم هذا الرعب كله من الإسلام –
للأستاذ
جودت سعيد.)



6-
ويقول أشعيا بومان في مقال نشره في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية:

________________________________________________
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28471
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  1393418480781

قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  140

قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  Empty رد: قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله

الجمعة 29 يونيو 2012, 18:00
إن
شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام، لهذا الخوف أسباب،
منها أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار،
من أسباب الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد. ( التبشير والاستعمار - 131.)



7-
ويقول أنطوني ناتنج في كتابه "العرب"



منذ
أن جمع محمد صلى الله عليه وسلم أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي، وبدأ أول
خطوات الانتشار الإسلامي، فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة،
وصلبة، تواجهنا عبر المتوسط. ( وليم بولك. الولايات المتحدة والعالم الغربي –
والفقومية
والغزو الفكر ص 42.)



8-
وصرح سالازار في مؤتمر صحفي قائلاً:



إن
الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يُحدثه المسلمون حين يغيرون نظام
العالم.



فلما
سأله أحد الصحفيين: لكن المسلمين مشغولون بخلافاتهم ونزاعاتهم ، أجابه: أخشى أن
يخرج منهم من يوجه خلافهم إلينا. ( جند الله ص 22.)



9-
ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952:



ليست
الشيوعية خطراً على أوربة فيما يبدو لي، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً
مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا
الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم. ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة،
فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية
والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع،
انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها
قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ.



وقد
حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب
المسلمة، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة.



إن
العالم الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو
حائر، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبةً يخالطها الكسل والفوضى في
مستقبل أحسن، وحرية أوفر …



فلنعط
هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي،
والفني ، حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفاً،
وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر
العالم العربي،وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به
الغرب،وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم . ( مجلة روز اليوسف في عددها
الصادر بتاريخ 29/6/1963.)



10-
ويقول مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر":



إن
الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند
العرب، بل بسبب الإسلام .



يجب
محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب
تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره.



إن
الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية. ( الفكر الإسلامي
وصلته بالاستعمار الغربي –
ص 19.)


11-
ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا :



رغم
انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها، فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتفاض المقهورين
الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لأن همتهم لم تخمد بعد…
( الفكر
الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي –
ص 19. ) .


12-
بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها: لماذا كنا
نحاول البقاء في الجزائر.



أجاب
على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه :



إننا
لم نكن نسخر النصف مليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها .. أو زيتونها ..



إننا
كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون
وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها، وليدخلوا معنا
في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوربا الواهنة، ويكملون
ما كانوا قد عزموا عليه



أثناء
حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة.



من
أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر. ( جريدة الأيام –
سنة 1963.)


13-
في أول الشهر الحادي عشر من عام 1974 ذكرت إذاعة لندن مساء زيارة وزير خارجية
فرنسا سوفانيارك لاسرائيل . واجتماعه بقياداتها ، بعد أن اجتمع في بيروت برئيس
منظمة التحرير الفلسطينية. ما جرى في آخر اجتماع عقد بين القادة الاسرائيليين
وسوفانيارك ، وانتقاداتهم للسياسة الفرنسية لأنها تقف إلى جانب العرب ضد اسرائيل ،
وتؤيد الفلسطينيين ، وهاجموا سوفانيارك شخصيا لأنه اجتمع بياسر عرفات . عندها غضب
وزير الخارجية الفرنسية وصرخ في وجوههم : إما أن تعترفوا بمنظمة التحرير ، أو أن
يعلن العرب كلهم عليكم الجهاد ..



والعجب
أن اذاعة لندن لم تعد إلى اذاعة هذا الخبر مرة أخرى ، كما أن جميع اذاعات العرب لم
تذكره .



ففرنسا
حين تتحرك إلى جانب العرب لا تتحرك إلا خوفاً من أن يثير عداء العالم الغربي للعرب
روح الجهاد في المسلمين ، فيعلنوه ويشنوا حربا على الحضارة الغربية تؤدي إلى دمار
الغرب ويقظة المسلمين وهذا وحده كاف أن يدفع فرنسا إلى مهادنتهم ودعوة الآخرين
لمهادنتهم !!! .



14-
قالت اذاعة لندن صباح 10/4/1976 بمناسبة افتتاح مهرجان العالم الإسلامي في لندن :



ان
الشعور العام السائد في الغرب أن المسيحية اذا لم تغير موقفها من الإسلام بحيث
تتعاون معه للقضاء على الشر في العالم ، لا أن تعتبر الإسلام مصدرا من مصادر الشر
، إن لم تفعل ذلك فان المستقبل لا يؤذن بخير بالنسبة للمسيحية والعالم .



*
* *



دمروا
الإسلام



كيف
يعملون إذن :



ليس
أمامهم إلا حل واحد هو تدمير الإسلام:



1-"ها
قد هبت النصرانية والموسوية لمقاتلة المحمدية. وهما تأملان أن تتمكنا من تدمير
عدوتهما".( استعباد الإسلام –
ص 44.)


2-يقول
غاردنر:



إن
الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام. ( التبشير والاستعمار
ص 115 –

جذور
البلاء ص 201.)



3-ونشيد
جيوش الاستعمار كان يقول:



أنا
ذاهب لسحق الأمة الملعونة،



لأحارب
الديانة الإسلامية،



ولأمحو
القرآن بكل قوتى.



4-وشعار
"قاتلوا المسلمين" الذي وزعته إسرائيل في أوربا عند حرب الـ 67، لقى
تجاوباً لا نظير له في دول الغرب كلها …



5-يقول
فيليب فونداسي:



إن
من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم وأن تنتهج سياسة عدائية
للإسلام، وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره. ( الاستعمار الفرنسي في أفريقيا
السوداء، تأليف فيليب فونداسى –
ص 2.)


6-
يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام":



"إن
الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً، بل هو مرض
مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول
والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء، والإدمان على معاقرة الخمور، وارتكاب جميع القبائح.
وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رؤوس المسلمين، فيأتون بمظاهر الصرع
والذهول العقلي إلى ما لا نهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة، ككراهة
لحم الخنزير، والخمر والموسيقي.



إن
الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات.



ويتابع
هذا المستشرق المجنون:



اعتقد
أن من الواجب إبادة خُمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير
الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر. ( الاتجاهات الوطنية ج1 –
ص 321 ،
وتاريخ الإمام ج2- ص 409، والفكر الإسلامي الحديث ص 51، والقومية والغزو الفكري –
ص 192.)


ويبدو
أن قائد الجيوش الإنكليزية في حملة السودان قد طبق هذه الوصية، فهجم على قبر
المهدى الذي سبق له أن حرر السودان وقتل القائد الإنكليزي غوردون، هجم القائد
الإنكليزي على قبر المهدي، ونبشه، ثم قطع رأسه وأرسله إلى عاهر إنكليزي وطلب إليه
أن يجعله مطفأة لسجائره. ( القومية والغزو الفكري، ص 222.)



6-صرَّح
الكاردينال بور ، كاردينال برلين لمجلة تابلت الانكليزية الكاثوليكية يوم سقوط
القدس عام 1967 بعد أن رعى صلاة المسيحيين مع اليهود في كنيس يهودي لأول مرة في
تاريخ المسيحية قال : إن المسيحيين لا بد لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على
الإسلام وتخليص الأرض المقدسة . ( نشرة التعايش المشبوه –
ص 4 )


8-
قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة ، في وثيقة محفوظة
في دار الوثائق القومية في باريس :



إنه
لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وانما يمكن الانتصار عليهم بواسطة
السياسة باتباع ما يلي :



-
إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ، واذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى
يكون هذا الخلاف عاملاً في اضعاف المسلمين .



-عدم
يمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح .



-إفساد
أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء ، حتى تنفصل القاعدة عن
القمة .



-الحيلولة
دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه ، يضحي في سبيل مبادئه .



-العمل
على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة .



-العمل
على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً ، انطاكية شمالاً
، ثم تتجه شرقاً ، وتمتد حتى تصل إلى الغرب ( العدد 2106 آخر ساعة ، 5 آذار 1975
من خطبة أمير الحاج المصري لعام 1975 الوزير أحمد كمال وزير الري المصري ) .



*
* *



خططهم
لتدمير الإسلام



بعد
فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام،
قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، وبدؤوا منذ قرنين يسعون بكل
قوة للقضاء على الإسلام.



كانت
خطواتهم كما يلي:



أولاً:
القضاء على حكم الإسلامي :



بإنهاء
الخلافة الإسلامية المتمثلة بالدولة العثمانية، التي كانت رغم بعد حكمها عن روح
الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافة من خلافة شكلية إلى
خلافة حقيقية تهددهم بالخطر.



كانت
فرصتهم الذهبية التي مهدوا لها طوال قرن ونصف هي سقوط تركيا مع حليفتها ألمانيا
خاسرة في الحرب العالمية الأولى.



دخلت
الجيوش الإنكليزية واليونانية، والإيطالية، والفرنسية أراضي الدولة العثمانية،
وسيطرت على جميع أراضيها، ومنها العاصمة استانبول.



ولما
ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد صلح بين المتحاربين اشترطت إنكلترا على تركيا
أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط التالية:



أ
- إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.



ب
- أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.



ج-
أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.



د

أن
تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام. ( الأرض
والشعب –

ص
46 –

مجلد
أول.)



فنفذ
كمال أتاتورك الشروط السابقة، فانسحبت الدول المحتلة من تركيا.



ولما
وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا،
احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال
تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب.



فأجاب
كرزون: لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على
قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة.



فصفق
النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة . (كيف هدمت الخلافة ص190)



ثانياً:
القضاء على القرآن ومحوه:



لأنهم
كما سبق أن قلنا يعتبرون القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين
أيديهم حياً يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم.



1-
يقول غلادستون: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق،
ولا أن تكون هي نفسها في أمان. ( الإسلام على مفترق الطرق –
ص 39. )


2-ويقول
المبشر وليم جيفورد بالكراف:



متى
توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق
الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه. ( جذور البلاء –
ص 201.)


3-ويقول
المبشر تاكلي:



يجب
أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضى عليه
تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس
صحيحاً. (التبشير والاستعمار –
ص 40 (طبعة رابعة). )


4-ويقول
الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل
القرآن العربي من وجودهم .. ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم. (
المنار عدد 9/11/1962.)



وقد
أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن
في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات،
أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن
الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.



وبعد
أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون
والصحفيون …

ولما
ابتدأت الحفلة، فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري



فثارت
ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة
وثمانية وعشرين عاماً !!! ؟؟



أجاب
لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!!.(
جريدة الأيام –

عدد
7780، الصادر بتاريخ 6 كانون أول 1962..)



ثالثاً:
تدمير أخلاق المسلمين، وعقولهم، وصلتهم بالله، وإطلاق شهواتهم:



1-يقول
مرماديوك باكتول:



إن
المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها
سابقاً.



بشرط
أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم
الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم. ( جند الله - ص 22.)



2-يقول
صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935 م:



إن
مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست في
إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ، إن مهمتكم أن تخرجوا
المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله ، وبالتالي لا صلة تربطه
بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح
الاستعماري في الممالك الإسلامية ، لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلامية
لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له ، ألا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها،
أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي
مطابقاً لما أراده له الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة، والكسل،
ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب، حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن
تعلم فللحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي
سبيل الشهوات .. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم
تتم على أكمل الوجوه. ( جذور البلاء –
ص 275. )


3-ويقول
صموئيل زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي :



إن
للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتان، مزية هدم ، ومزية بناء



أما
الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه، ولو بدفعه إلى الإلحاد ..



وأما
البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه. ( الغارة
على العالم الإسلامي –
ص11. )


4-ويقولون
إن أهم الأساليب للوصول إلى تدمير أخلاق المسلم وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم
العلماني.



أ-
يقول المبشر تكلى:



يجب
أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع
اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات
الأجنبية. ( التبشير والاستعمار –
ص 88.)


ب-
ويقول زويمر: مادام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشيء لهم
المدارس العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على
الروح الإسلامية عند الطلاب. ( الغارة على العالم الإسلامي –
ص 82.)


ج-
يقول جب: لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه
تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً عن
غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع
فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حدٍ بعيدٍ على القادة والزعماء في العالم
الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة. كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي
العلماني. ( الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر –
ج2 – ص 204 – 206، تأليف
محمد حسين.)



رابعاً:
القضاء على وحدة المسلمين:



1-
يقول القس سيمون:



إن
الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد التملص من السيطرة الأوربية،
والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوّل بالتبشير
اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية. ( كيف هدمت الخلافة –
ص 190.)


2-ويقول
المبشر لورنس براون:



إذا
اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنةً على العالم وخطراً، أو
أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن
ولا تأثير. ( جذور البلاء –
ص 202.)


ويكمل
حديثه:



يجب
أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.



3-
ويقول أرنولد توينبى في كتابه الإسلام والغرب والمستقبل: ( الإسلام والغرب
والمستقبل –

ص
73.)



إن
الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ.



4-
وقد فرح غابرائيل هانوتو وزير خارجية فرنسا حينما انحل رباط تونس الشديد بالبلاد
الإسلامية، وتفلتت روابطه مع مكة، ومع ماضيه الإسلامي، حين فرض عليه الفرنسيون فصل
السلطة الدينية عن السلطة السياسية. ( هانوتو –
ص 21.)


5-
من أخطر ما نذكره من أخبار حول هذه النقطة هو ما يلي:



في
سنة 1907 عقد مؤتمر أوربى كبير ، ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوربيين
برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح:



إن
الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضى علينا أن نبحث في هذا
المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا.



واستمر
المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش.



واستعرض
المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضى على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا
أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوربة.



فقرر
المؤتمرون وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول
الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل
أوربة.



وأخيراً
قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس، ليبقى العرب
متفرقين.



وبذا
أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى
إنشاء دولة يهودية في فلسطين. ( المؤامرة ومعركة المصير –
ص 25. )


خامساً:
تشكيك المسلمين بدينهم:



في
كتاب مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين يقول:



إن
المسلمين يدّعون أن في الإسلام ما يلبى كل حاجة اجتماعية في البشر، فعلينا نحن
المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الفكرية والروحية. ( التبشير والاستعمار –
ص 191. )


تنفيذاً
لذلك وضعت كتب المستشرقين المتربصين بالإسلام، التي لا تجد فيها إلا الطعن
بالإسلام، والتشكيك بمبادئه، والغمز بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.



سادساً:
إبقاء العرب ضعفاء:



يعتقد
الغربيون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية يقول مورو بيرجر في كتابه
"العالم العربي":



لقد
ثبت تاريخياً أن قوة العرب تعني قوة الإسلام فليدمر العرب ليدمروا بتدميرهم
الإسلام.



سابعاً:
إنشاء ديكتاتوريات سياسية في العالم الإسلامي:



يقول
المستشرق و. ك. سميث الأمريكي، والخبير بشؤون الباكستان:



إذا
أعطى المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية، فإن
الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب
الإسلامية ودينها.



وينصح
رئيس تحرير مجلة تايم في كتابه "سفر آسيا" الحكومة الأمريكية أن تنشئ في
البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام إلى السيطرة على
الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره. ( جند الله –
ص 29.)


لكنهم
لا ينسوا أن يعطوا هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تتفجر.



يقول
هانوتو وزير خارجية فرنسا:



إن
الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها
بهم، لكنها لم تثبط من عزائهم. (الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي - 19. )



ثامناً:
إبعاد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية ومحاولة إبقائهم مستهلكين لسلع الغرب:



يقول
أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952 إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا
تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي …
(ويتابع):


فلنعط
هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني ، فإذا
عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي، أصبح خطر
العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة، خطراً داهماً ينتهي به
الغرب ، وينتهي معه دوره القيادي في العالم. ( جند الله –
ص22.)


تاسعاً:
سعيهم المستمر لإبعاد القادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في دول العالم
الإسلامي حتى لا ينهضوا بالإسلام:



1-
يقول المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية، في آذار من عام
1968:



إذا
وجد القائد المناسب، الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا
الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى.( الحلول المستوردة

ص
11.)



2-
ويقول جب:



إن
الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة، تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً
مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها،
فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة، لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين
جديد. ( الاتجاهات الحديثة في الإسلام –
ص365، (عن الاتجاهات
الوطنية في الأدب المعاصر) ج2 –
ص 206. )


3-وقد
سبق أن ذكرنا قول بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق:



"
إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد".



4-كما
ذكرنا قول سالازار، ديكتاتور البرتغال السابق:



أخشى
أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا.



عاشراً:
إفساد المرأة، وإشاعة الانحراف الجنسي:



1-تقول
المبشرة آن ميليغان:



لقد
استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشاوات وبكوات، ولا
يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ
المسيحى، وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة. (
التبشير والاستعمار - 87.)



ماذا
يعنون بذلك ؟ إنهم يعنون أنهم بإخراج المرأة المسلمة من دينها يخرج الجيل الذي
تربيه ويخرج معها زوجها وأخوها أيضاً وتصبح أداة تدمير قوية لجميع قيم المجتمع
الإسلامي الذي يحاولون تدميره وإلغاء دوره الحضاري من العالم .



2-
حكى قادم من الضفة الغربية أن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي بحملات منظمة
وهادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر وتتعمد اليهوديات دعوة
هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وأن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون
هذه العروض، بحجة أنهم من المنتمين للحركات الفدائية ، كما أنها لا تُدخل إلى
الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المعامل
الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً،
كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب، لضمان عدم انضمامهم إلى حركات المقاومة
في الأرض المحتلة.

________________________________________________
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28471
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  1393418480781

قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  140

قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  Empty رد: قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله

الجمعة 29 يونيو 2012, 18:02
هل هناك تغيير في موقف الغرب تجاه الإسلام وأهله ؟! ..




ظهرت
في السنوات الأربع ألأخيرة بعض المواقف في الغرب تتميز بروح الأعتدال ، وتدعو إلى
التأمل . سنستعرض هذه المواقف ، ثم نحلل ما تعنيه ..



1-أذاعت
إذاعة صوت العرب الخبر التالي :



قررت
الحكومة الفرنسية ما يلي :



أ
-منح الديانة الإسلامية فترة إذاعية في إذاعتها .



ب
-فتح مساجد في المشافي والسجون الفرنسية .



ت
-منح العمال المسلمين إجازات بمناسبة الأعياد الإسلامية .



2-أقيم
في لندن في نيسان 1976 مهرجان اسمه مهرجان العالم الإسلامي .



حدد
المدير العام للمهرجان بول كيلر أهداف المهرجان كما يلي :



إن
الإنسان في الغرب يعاني فراغاً ثقافياً وروحياً ، ومن هنا كان رحيله المستمر إلى
الشرق على صورة موجات (( هيبية )) باحثاً عن ثقافة جديدة يواجه بها أزمته الروحية
التي يعاني منها .



يقول
مدير المهرجان :



أنا
أعتقد أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتجاه إلى حضارة الشرق ، والإسلام بصورة
خاصة لم يتجه إليه الغرب ، وهو أغنى حضارة بالقيم الروحية . فقلت لماذا لا نقيم
هذا الاتصال الثقافي والحضاري مع الإسلام ، وخاصة وأن الدول الإسلامية بدأت تفرض
نفسها على العالم بشتى الصور .. لذلك فكرنا بإقامة مهرجان العالم الإسلامي .



ويقول
: يجب اقتلاع التعصب ضد الحضارة الإسلامية ، ونحن نتوقع أن يساهم المهرجان بهذه
العملية .



ويقول
: إن الغاية من المهرجان هي إيصال القيم الإسلامية إلى جماهير الشعب البريطاني ،
واننا نتوقع أن يجري نقاش واسع حول القيم الإسلامية أثناء فترة المهرجان ، وهي
فترة طويلة –

ثلاثة
أشهر –

وهكذا
تتهيأ الفرصة لشرح القيم الإسلامية بصورة وافية ، وان الفرصة التي ستتاح لعلماء
المسلمين والمختصين لشرح الحضارة الإسلامية وإبرازها ، ومحاولة مد الجسور بين
الشرق والغرب ستكون كبيرة



وهذه
هي المناسبة الحقيقية لا زالة الشبهات التي فرضت على الحضارة الإسلامية من مجموعة
من المتعصبين المسيحيين واليهود ، وقصة تعدد الزوجات في الإسلام واحدة من تلك
القصص التي تشرح للرأي العام البريطاني من قبل ( مجلة الأسبوع العربي ، العدد 868
الاثنين 9 آذار 1976 .) .



3-
في دراسة نشرها في عام 1976 المستشرق الصهيوني الانكليزي المشهور برنارد لويس تحت
عنوان (( عودة الإسلام )) وبعد مقدمات تحليلية واسعة للحركات الإسلامية في العالم
الإسلامي يقول :



مما
تقدم تبرز نتائج عامة محددة : فالإسلام لا يزال الشكل الأكثر فعالية في الرأي
العام في دول العالم الإسلامي ، وهو يشكل اللون الأساسي لجماهير ، وتزداد فعاليته
كلما كانت أنظمة الحكم أكثر شعبية . أي قائمة على أساس اعطاء الحرية للشعوب ،
ويمكن للمرء أن يدرك الفرق الواضح بين أنظمة الحكم الحالية ، وبين القيادات
السياسية ذات الثقافة الغربية التي أبعدت عن الحكم . والتي حكمت حتى عشرات قليلة
مضت من السنين .



وكلمات
التصقت الحكومات أكثر بعامة الناس ، حتى ولو كانت يسارية ، فانها تصبح أكثر
إسلامية . ولقد بنيت مساجد في ظل أحد أنظمة الحكم في منطقة المواجهة مع اسرائيل
خلال ثلاث سنوات أكثر مما بني في السنوات الثلاثين التي سبقتها .



إن
الإسلام قوي جدا ، إلا أنه لا يزال قوة غير موجهَّة في ميدان السياسة الداخلية .



وهو
يبرز كعامل أساسي محتمل في السياسة الدولية ، وقد جرت محاولات كثيرة في سبيل سياسة
تضامن إسلامي أو جامعة إسلامية للدول الإسلامية الا أنها أخفقت كلها في تحقيق تقدم
نحو إقامة هذا التضامن . وان أحد الأسباب المهمة هو عجز الذين قاموا بهذه
المحاولات في اقناع الشعوب الإسلامية بجدية ما يريدون .



ولا
يزال المجال مفتوحا لبروز قيادات أكثر اقناعا وان هناك أدلة كافية في كل الدول
الإسلامية قائمة فعلا تدل على الشوق العميق الذي تكنه الشعوب الإسلامية لمثل هذه
القيادة ، والاستعداد العظيم للتجاوب معها



إن
غياب القيادة العصرية المثقفة ، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من
تنظيم وعلم . ان غياب هذه القيادة قد قيَّد حركة الإسلام كقوة منتصرة ، ومنع غيابُ
القيادة العصرية المثقفة الحركات الإسلامية من أن تكون منافساً خطيرا على السلطة
في العالم الإسلامي . لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية محلية هائلة
اذا تهيأ لها النوع الصحيح من القيادة ( صفحة 48 من مجلة
commentary عام 1976 .) .


نقول
ماذا تعني هذه المواقف ، وهذه الأقوال ؟! هل هي بداية تحوُّل غربي تجاه الإسلام ..
أم أنها مكر من نوع جديد !!!



إنما

فيما
نعتقد –

طلاء
لون به الغرب وجهه بعد أن برزت قوى العالم الإسلامي الاقتصادية والسياسية بشكل ضخم
.



إن
القوة الاقتصادية التي برزت لدول النفط قد أقضت مضاجع العالم الغربي ، فان كان
تقرير البنك الدولي صادقاً ، وبأن السعودية وحدها سوف تملك عام 1980 نصف النقد
المتداول في العالم ، فان هذا خطر واضح .



واذا
أضفنا إلى ذلك الموقع الاستراتيجي العجيب للعالم الإسلامي ، اذ أن جميع مضائق
العالم الاساسية فيه ومعظم السهول الخصبة الرخيصة فيه ، وجميع البحار الدافئة
والتي تخترقها طرق العالم فيه ، وإن عدد سكانه يشكل ثلث سكان العالم .. وهم معظم
المستهلكين لبضائع الغرب ، فرواج الصناعة الغربية كله قائم عليهم ، والمواد
الأولية متوفرة فيه بشكل هائل ، كما أن لسكانه أثرا هائلا في جميع شعوب العالم
فإننا بذلك ندرك مدى الشعور بالخطر الذي دفع الغرب إلى ما سبق أن فعله .



إذا
كان برنارد لويس ذلك الصهيوني المستشرق قد اقتنع أن الإسلام في طريقه إلى العودة
إلى العالم كقوة مهيمنة ،فكأنه يقول للغربيين انتبهوا..المسلمون قادمون ..دمروهم
قبل أن يكسروا قمقمهم ..



وما
الدليل على ما نقول !؟! إن الدليل الواضح هو حرب الصومال التي تشبه إلى حد كبير
حرب بنغلادش فالشيوعيون يقدمون الأسلحة والجنود للحبشة والغربيون –
أمريكا – وانكلترا – وفرنسا – وألمانيا
تمتنع عن تقديم الدعم للصومال ببيعها السلاح ... فهو تآمر مكشوف من كلا الطرفين
الشيوعي والرأسمالي لانقاذ الحبشة المسيحية الصليبية . ولو كان ذلك على حساب
الشعبين المسلمين الارتيري والصومالي .



هذا
يدل بوضوح على أن الغرب لا زال كما كان .. وإن ما يقوم به من أعمال تنبئ عن مهادنة
الإسلام ما هي الا محاولات للتغرير بالمسلمين ... فلننتبه بشدة .



فان
الغرب لا زال حريصا على شرب دمائهم وابتلاع امكاناتهم . ان آخر ما قام به ضدهم هو
قتل ألف مسلم في مسجد مدينة ريرداد باقليم أوجادين الصومالي ، حين فتح الأحباش
نيران رشاشاتهم الروسية ( مجلة الاعتصام المصرية تشرين أول 1977 .) على المصلين
فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة . ولم تتحرك لهذه الفعله الوحشية دولة من دول الغرب
كله ... فهل في هذا ما يدل ... ؟!! إنه أكبر دليل ...



يجب
أن نكسر ما يقيدنا .. ونعود إلى العالم سادة له ، نحرر من ظلم الجبارين .. والله
غالب أمره .



أخيراً


يا
ويح أعدائنا ما أقذرهم، إنهم يفرضون علينا أن نحقد عليهم حين يرقصون على أشلائنا
بعد أن يمزقوها ويطحنوها ويطعموها للكلاب.



لقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقادة أعدائه حين فتح مكة: "اذهبوا فأنتم
الطلقاء"، وهم الذين ذبحوا أهله وأصحابه …



وترك
صلاح الدين الصليبيين في القدس بعد أن فتحها دون أن يذبحهم كما ذبحوا أهله
وإخوانه.



لكننا
نتساءل:



إن
أحقاد هؤلاء وما فعلوه بأمة الإسلام من ذبح، هل ستمكننا من العطف عليهم مرة أخرى
حين ننتصر ؟؟! ولابد أن ننتصر، لأن الله قدر هذا وانتهى، هل سنبادلهم حقداً بحقد،
وذبحاً بذبح، ودماً بدم ؟؟!!



إن
الله سمح لنا بذلك، لكنه قال { فمن عفى وأصلح فأجره على الله } ، إننا لا نستطيع
إلا أن نقول لهم يومنا ذلك : اذهبوا أحراراً حيث شئتم في ظل عدل أمة الإسلام –
الذي لا حد
له –

والحمد
لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمد وآله ومن سار على درب الجهاد الذي خطّه إلى
يوم الدين .



3/1978


********************


إن جميع الأنبياء والمرسلين قد
أوذوا من قبل أقوامهم ومن قبل غيرهم:



قال تعالى : {
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ
لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا
سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
(35) [الأحقاف/35] }



وعَنْ
أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ
أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَعُودُهُ فِى نِسَاءٍ فَإِذَا
سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ
مِنْ حَرِّ الْحُمَّى قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ
فَشَفَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ مِنْ أَشَدِّ
النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » رواه أحمد في مسنده وهو صحيح



وعَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ النَّاسِ
أَشَدُّ بَلاَءً قَالَ « الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى
الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ
وَإِنْ كَانَ فِى دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِىَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ
الْبَلاَءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ
خَطِيئَةٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.



الصبر في القرآن الكريم





الإيمان
نصفان: صبر وشكر،ولما كان كذلك كان حريا بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما، و أن لا
يعدل عنهما، وأن يجعل سيره إلى ربه بينهما ومن هنا كان حديثنا عن الصبر في القرآن
الكريم فقد جعله الله جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو وجندا لا يهزم،وحصنا لا يهدم.
فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال
بلا عدة ولا عدد ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد، والحديث عن مكانته وفضيلته
آتية بإذن الله الإشارة إليه. فلا تستعجلها قبل أوانها وقبل الشروع في المقصود
نبين المسائل التي سيدور عليها حديثنا وهي:



-
مقدمات في تعريفه وضرورته وحكمه ودرجاته.



-
فضله.



-
مجالاته.



-
الوسائل المعينة عليه.



-
نماذج من الصابرين.






1-
المقدمات :



أ
– تعريفه:



الصبر
لغة: الحبس والكف، قال تعالى: ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي...)) الآية، أي احبس نفسك معهم.



واصطلاحاً:
حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله قال تعالى: ((والذين صبروا ابتغاء
وجه ربهم)).



وقد
أشرنا في التعريف إلى أنواع الصبر الثلاثة والباعث عليه.



أما
أنواعه فهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
ففي قولنا (على فعل شيء) دخل فيه الأول، وفي قولنا (أو تركه) دخل فيه النوعان
الثاني والثالث: أما دخول الثاني فظاهر لأنه حبس للنفس على ترك معصية الله، وأما
دخول الثالث فلأنه حبس للنفس عن الجزع والتسخط عند ورود الأقدار المؤلمة.



أما
الباعث عليه: فهو في قولنا ((ابتغاء وجه الله)) قال تعالى ((ولربك فاصبر)) فالصبر
الذي لا يكون باعثه وجه الله لا أجر فيه وليس بمحمود، وقد أثنى الله في كتابه على
أولي الألباب الذين من أوصافهم ماذكره بقوله: ((والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم
وأقاموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية)).



وهذا
النص يشير إلى حقيقة هامة جداً وهي أن صبغة الأخلاق ربانية فيه ليست أخلاقاً وضعية
أو مادية وإنما ربانية سواء من جهة مصدر الإلزام بها أو من جهة الباعث على فعلها،
فالعبد لا يفعلها تحت رقابة بشرية حين تغيب ينفلت منها، بل يفعلها كل حين وعلى كل
حال لأن الرقابة ربانية، والباعث إرادة وجه الله تعالى.






ب
– أهميته:



الصبر:
أبرز الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن حتى لقد زادت مواضع ذكره فيه عن مائة موضع،
وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه، وصدورها منه، فكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت
أساسها وركيزتها الصبر، فالعفة: صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمة، وشرف النفس:
صبر عن شهوة البطن، وكتمان السر: صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام،
والزهد: صبر عن فضول العيش، والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا، والحلم:
صبر عن إجابة داعي الغضب، والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش، والشجاعة:
صبر عن داعي الفرار والهرب، والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام، والجود: صبر عن
إجابة داعي البخل، والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل وهذا يدلك على ارتباط
مقامات الدين كلها بالصبر، لكن اختلفت الأسماء واتحد المعنى، والذكي من ينظر إلى
المعاني والحقائق أولاً ثم يجيل بصره إلى الأسامي فإن المعاني هي الأصول والألفاظ
توابع، ومن طلب الأصول من التوابع زل. ومن هنا ندرك كيف علق القرآن الفلاح على
الصبر وحده ((وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً)) ((أولئك يجزون الغرفة بما صبروا،
ويلقون فيها تحية وسلاماً)) ((سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)).



وترجع
عناية القرآن البالغة بالصبر إلى ماله من قيمة كبيرة في الحياتين الدنيا والأخرى،
فليس هو من الفضائل الثانوية، بل من الضرورات اللازمة التي لا انفكاك للإنسان
عنها، فلا نجاح في الدنيا ولا نصر ولا تمكين إلا بالصبر، ولا فلاح في الآخرة ولا
فوز ولا نجاة إلا بالصبر، فلولا صبر الزارع والدارس والمقاتل وغيرهم ماظفروا بمقاصدهم:






وقلّ
من جدّ في أمر يحاوله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر



وقال
آخر:



لا
تيأسن وإن طالت مطالبة *** إذا استعنت بصبر أو ترى فرجا



أخلق
بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجا






ولئن
كان الأمر كذلك في الدنيا، فهو في الآخرة أشد وأوكد، يقول أبو طالب المكي:
"اعلم أن الصبر سبب دخول الجنة، وسبب النجاة من النار لأنه جاء في الخبر
"حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"، فيحتاج المؤمن إلى صبر على
المكاره ليدخل الجنة، وإلى صبر عن الشهوات لينجو من النار". وقال: "اعلم
أن كثرة معاصي العباد في شيئين: قلة الصبر عما يحبون، وقلة الصبر على
مايكرهون".



وإذا
كان هذا شأن الصبر مع كل الناس، فأهل الإيمان أشد الناس حاجة إليه لأنهم يتعرضون
للبلاء والأذى والفتن ((ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون،
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))، وقال:
((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء
والضراء، وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله
قريب))، وكان التأكيد أشد في قوله: ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين
أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من
عزم الأمور))، لقد بينت الآية أن قوى الكفر على ما بينها من اختلاف متحدة ضد
الإسلام، وقرنت لبيان موقف المؤمنين بين الصبر والتقوى فلا يكتفوا بالصبر وحده حتى
يضيفوا إليه تقواهم لله بتعففهم عن مقابلة الخصم بمثل أسلحته الدنيئة فلا يواجه
الدس بالدس لأن المؤمنين تحكمهم قيمهم الأخلاقية في السلم والحرب والرخاء والشدة.
ثم وصفت الآية الأذى المسموع بأنه كثير، فلا بد أن يوطن المسلمون أنفسهم على سماع
الافتراء والزور والتلفيق والبهتان من عدوهم حتى يأتي نصر الله.



ورسل
الله صلوات الله وسلامه عليهم أشد أهل الإيمان حاجة إلى الصبر لأنهم الذين يقومون
أساساً بالدعوة ويجابهون الأمم بالتغيير وهم حين يقومون بذلك يكون الواحد منهم
فرداً في مواجهة أمة تعانده وتكذبه وتعاديه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل"، وكلما كان القوم أشد
عناداً وأكثر إغراقاً في الضلال كانت حاجة نبيهم إلى الصبر أكثر كأولي العزم
مثلاً، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام.



لقد
كانت أوامر الرب سبحانه لمحمد عليه الصلاة والسلام بالصبر كثيرة في القرآن وما ذاك
إلا لأنها دعوة شاملة تواجه أمم الأرض كلها فخصومها كثيرون وحاجة إمام الدعوة إلى
الصبر أعظم لقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم صنوف الأذى البدني والنفسي والمالي
والاجتماعي والدعائي وغيره، وقاوم ذلك كله بالصبر الذي أمره به الله في عشرين
موضعاً في القرآن كلها إبان العهد المكي لأنه عهد البلاء والفتنة والضعف وتسلط
الكافر، وكان مما قاله الله له: ((تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك. ما كنت تعلمها
أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين))، ((واصبر وما صبرك إلا بالله
ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون... الآية)). ((واصبر لحكم ربك، فإنك
بأعيننا، وسبح بحمد ربك حين تقوم)). فأمر بالصبر لحكمه وهو سبحانه لا يحكم إلا
بالحق والعدل، وقال له ((فإنك بأعيننا)) فصيغة الجمع لزيادة التثبيت والتأنيس،
وقال الله لموسى: ((ولتصنع على عيني)) ومن كان بعين الله ومرأى منه فلن يضيع ولن
يغلب، ثم أمر بالتسبيح كما أمره به في جملة آيات على أعقاب أمره بالصبر، ولعل السر
فيه أن التسبيح يعطى الإنسان شحنة روحية تحلو بها مرارة الصبر، ويحمل التسبيح بحمد
الله معنيين جليلين لابد أن يرعاهما من ابتلي:



1-
تنزيه الله تعالى أن يفعل عبثاً، بل كل فعله موافق للحكمة التامة، فبلاؤه لحكمة.



2-
أن له تعالى في كل محنة منحة وفي كل بلية نعماء ينبغي أن تذكر فتشكر وتحمد وهذا هو
سر اقتران التسبيح بالحمد هنا. وفي قوله (ربك) إيذان بكمال التربية ومزيد العناية.



ج
– حكمه:



الصبر
من حيث الجملة واجب، ويدل لذلك:



أ
- أمر الله به في غير ما آية قال تعالى: ((استعينوا بالصبر والصلاة)) ((اصبروا
وصابروا)).



ب
- نهيه عن ضده كما في قوله ((فلا تولوهم الأدبار)) وقوله ((ولا تبطلوا أعمالكم))
((ولا تهنوا ولا تحزنوا)) ((فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم)).



ج
- أن الله رتب عليه خيري الدنيا والآخرة وما كان كذلك كان تحصيله واجباً، أما من
حيث التفصيل فحكمه بحسب المصبور عنه أو عليه، فهو واجب على الواجبات وواجب عن
المحرمات، وهو مستحب عن المكروهات، ومكروه عن المستحبات، ومستحب على المستحبات، ومكروه
على المكروهات، ومما يدل على أن الصبر قد لا يكون لازماً قوله تعالى ((وإن عاقبتم
فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين))، فالصبر عن مقابلة
السيئة بمثلها ليس واجباً بل مندوباً إليه.



وقد
أمر الله المؤمنين بالصبر والمصابرة والمرابطة فقال: ((ياأيها الذين آمنوا اصبروا
وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون))، وصيغة المصابرة تفيد المفاعلة من
الجانبين، والمعنى هنا: مغالبة الأعداء في الصبر، فإذا كنا نصبر على حقنا، فإن
المشركين يصبرون على باطلهم؛ فلا بد أن نغلبهم بمصابرتنا، ثم أمرنا بالمرابطة على
تلك المصابرة والثبات عليها لنحقق موعود الله ونظفر بالفلاح، فانتقلت الآية بالأمر
من الأدنى إلى الأعلى فالصبر مع نفسك، والمصابرة بينك وبين عدوك والمرابطة: الثبات
وإعداد العدة، وكما أن الرباط لزوم الثغر لئلا يهجم منه العدو فكذلك الرباط أيضاً
لزوم ثغر القلب لئلا يهجم منه الشيطان فيملكه أو يخربه أو يناله بأذى. وعليه فقد
يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد
بالتقوى، فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله بالتقوى.



د
– درجاته:



الصبر
نوعان، بدني ونفسي وكل منهما قسمان: اختياري واضطراري، فصارت أربعة:



أ
- بدني اختياري، كتعاطي الأعمال الشاقة.



ب
- بدني اضطراري كالصبر على ألم الضرب.



ج
- نفسي اختياري كصبر النفس عن فعل مالا يحسن فعله شرعاً ولا عقلاً.



د
- نفسي اضطراري كصبر النفس عن فقدان محبوبها الذي حيل بينها وبينه.



والبهائم
تشارك الإنسان في النوعين الاضطراريين لكنه يتميز عليها بالنوعين الاختياريين،
والصبر الاختياري أكمل من الاضطراري، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا
يتأتى منه الصبر الاختياري، ولذلك كان صبر يوسف على مطاوعة امرأة العزيز وصبره على
ما ناله من السجن أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه في الجب وفرقوا
بينه وبين أبويه، وباعوه بيع العبد، ومن الصبر الاختياري صبره على العز والتمكين
الذي أورثه الله إياه فجعله مسخراً لطاعة الله ولم ينقله ذلك إلى الكبر والبطر،
وكذلك كان صبر نوح والخليل وموسى الكليم والمسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم فإن
صبرهم كان على الدعوة إلى الله ومجاهدة أعداء الله ولهذا سموا أولي العزم، وأمر
الله رسوله أن يصبر كصبرهم ((فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)) ونهاه عن أن
يتشبه بصاحب الحوت حيث لم يصبر فخرج مغاضباً قبل أن يؤذن له ((فاصبر لحكم ربك ولا
تكن كصاحب الحوت)) ولهذا دارت قصة الشفاعة يوم القيامة على أولي العزم حتى ردوها
إلى خيرهم وأفضلهم وأصبرهم.



واعلم
أن الصبر المتعلق بالتكليف وهو صبر إما على الطاعة أو عن المعصية أفضل من الصبر
على مر القدر فإن هذا الأخير يأتي به البر والفاجر والمؤمن والكافر فلابد لكل أحد
من الصبر على القدر اختياراً أو اضطراراً، أما الصبر على الأوامر وعن النواهي فهو
صبر أتباع الرسل، والصبر على الأوامر أفضل من الصبر عن النواهي لأن فعل المأمور
أحب إلى الله من ترك المحظور والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى






2-
فضائل الصبر في القرآن الكريم:



حديث
القرآن عن فضائل الصبر كثير جداً، وهذه العجالة لا تستوعب كل ما ورد في ذلك لكن
نجتزىء منه بما يلي:



1-
علق الله الفلاح به في قوله: ((ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا
الله لعلكم تفلحون)).



2-
الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره: ((أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا))
وقال: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)).



3-
تعليق الإمامة في الدين به وباليقين: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا،
وكانوا بآياتنا يوقنون)).



4-
ظفرهم بمعية الله لهم : ((إن الله مع الصابرين)).



5-
أنه جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم: ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك
هم المهتدون)).



6-
أنه جعل الصبر عوناً وعدة، وأمر بالاستعانة به : ((واستعينوا بالصبر والصلاة)).



7-
أنه علق النصر بالصبر والتقوى فقال: ((بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا
يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)).



8-
أنه تعالى جعل الصبر والتقوى جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فما استجن العبد بأعظم
منهما: ((وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً)).



9-
أن الملائكة تسلم في الجنة على المؤمنين بصبرهم ((والملائكة يدخلون عليهم من كل
باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)).



10-
أنه سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر والعمل الصالح فقال: ((إلا الذين
صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)).



11-
أنه سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور: أي مما يعزم من الأمور التي إنما
يعزم على أجلها وأشرفها: ((ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور)).



12-
أنه سبحانه جعل محبته للصابرين: ((والله يحب الصابرين)).



13-
أنه تعالى قال عن خصال الخير: إنه لا يلقاها إلا الصابرون: ((وما يلقاها إلا الذين
صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)).



14-
أنه سبحانه أخبر أنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبار الشكور: ((إن في ذلك لآيات
لكل صبار شكور)).



15-
أنه سبحانه أثنى على عبده أيوب أجل الثناء وأجمله لصبره فقال: ((إنا وجدناه صابراً
نعم العبد إنه أواب))، فمن لم يصبر فبئس العبد هو.



16-
أنه حكم بالخسران التام على كل من لم يؤمن ويعمل الصالحات ولم يكن من أهل الحق
والصبر: ((والعصر، إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا... السورة)).



قال
الإمام الشافعي:"لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم، وذلك أن العبد
كماله في تكميل قوتيه: قوة العلم، وقوة العمل، وهما: الإيمان والعمل الصالح وكما
هو محتاج لتكميل نفسه فهو محتاج لتكميل غيره، وهو التواصي بالحق، وقاعدة ذلك وساقه
إنما يقوم بالصبر".



17-
أنه سبحانه خص أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والمرحمة الذين قامت بهم هاتان
الخصلتان ووصوا بهما غيرهم فقال تعالى: ((ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر
وتواصوا بالمرحمة، أولئك أصحاب الميمنة)).



18-
أنه تبارك وتعالى قرن الصبر بمقامات الإيمان وأركان الإسلام وقيم الإسلام ومثله
العليا، فقرنه بالصلاة ((واستعينوا بالصبر والصلاة)) وقرنه بالأعمال الصالحة
عموماً ((إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات))، وجعله قرين التقوى ((إنه من يتق
ويصبر))، وقرين الشكر ((إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور))، وقرين الحق ((وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر))، وقرين المرحمة ((وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة))،
وقرين اليقين ((لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون))، وقرين التوكل ((نعم أجر
العاملين))، ((الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون))، وقرين التسبيح والاستغفار ((فاصبر
إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار))، وقرنه بالجهاد
((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين)).



19-
إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم ((ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا
يعملون)).



وبعد،
فهذا غيض من فيض في باب فضائل الصبر ولولا الإطالة لاسترسلنا في ذكر تلك الفضائل
والمنازل، ولعل فيما ذكر عبرة ودافع على الصبر فالله المستعان.






3-
مجالات الصبر في القرآن الكريم:



أ
- الصبر على بلاء الدنيا:



لقد
أخبرنا الله تعالى بطبيعة الحياة الدنيا، وأنها خلقت ممزوجة بالبلاء والفتن فقال:
((لقد خلقنا الإنسان في كبد)) أي مشقة وعناء، وأقسم على ذلك بقوله: ((ولنبلونكم
بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين الذين إذا
أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون،)) وإذا أطلق الصبر فلا يكاد ينصرف إلى غيره عند كثير من
الناس.



ب
- الصبر على مشتهيات النفس:



وهو
ما يسمى بالسراء فإن الصبر عليها أشد من الصبر على الضراء، قال بعضهم: البلاء يصبر
عليه المؤمن والعافية لا يصبر عليها إلا صِدِّيق، وقال عبد الرحمن بن عوف:
"ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر". إن المؤمن مطالب
بأن لا يطلق لنفسه العنان في الجري وراء شهواتها لئلا يخرجه ذلك إلى البطر
والطغيان وإهمال حق الله تعالى فيما آتاه وبسط له، قال تعالى: ((ياأيها الذين
آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم
الخاسرون))، ويمكن أن نجمل حاجة الإنسان إلى الصبر في هذا النوع بأربعة أمور :



1-
أن لا يركن إليها، ولا يغتر بها، ولا تحمله على البطر والأشر والفرح المذموم الذي
لا يحب الله أهله.



2-
أن لا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها، فإنها تنقلب إلى أضدادها، فمن بالغ في
الأكل والشرب والجماع انقلب ذلك إلى ضده، وحرم الأكل والشرب والجماع.



3-
أن يصبر على أداء حق الله تعالى فيها، ولا يضيعه فيسلبها.



4-
أن يصبر عن صرفها في الحرام، فلا يمكن نفسه من كل ما تريده منها، فإنها توقعه في
الحرام، فإن احترز كل الاحتراز أوقعته في المكروه، ولا يصبر على السراء إلا
الصديقون وإنما كان الصبر على السراء شديداً لأنه مقرون بالقدرة، والجائع عند غيبة
الطعام أقدر منه على الصبر عند حضوره.



ومما
يدخل في هذا النوع من الصبر، الصبر عن التطلع إلى مابيد الآخرين من الدنيا، والصبر
عن الاغترار بما ينعمون به من مال وبنين قال تعالى: ((أيحسبون أنما نمدهم به من
مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون)) وقد نهى الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم عن ذلك بقوله: ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة
الحياة الدنيا لنفتنهم فيه، ورزق ربك خير وأبقى))، فالمؤمن من يعتز بنعمة الهداية
ويعلم أنما هم فيه من الدنيا ظل زائل وعارية مستردة ولا يبالي بمظاهر الفخامة التي
يتبجح بها الطغاة، لقد قال الذين يريدون الحياة الدنيا لما رأوا قارون في زينته
((يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون، إنه لذو حظ عظيم))، أما أهل العلم والإيمان
فقالوا: ((ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون)).



ج
- الصبر على طاعة الله تعالى:



إن
الصبر على طاعة الله أعظم مجالات الصبر وهو لذلك أشدها على النفوس وقد جاءت صيغة
الأمر بالصبر على الطاعة مغايرة لغيرها فقال تعالى: ((رب السماوات والأرض وما
بينهما فاعبده واصطبر لعبادته، هل تعلم له سمياً))، وقال: ((وأمر أهلك بالصلاة
واصطبر عليها، لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))، فاستخدم صيغة الافتعال
وهو يدل على المبالغة في الفعل إذ زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، وما ذاك إلا
لمشقة مجاهدة النفوس على القيام بحق العبودية في كل الأحوال. واعلم أن الصبر على
الطاعة له ثلاث أحوال:



1-
قبل الطاعة، بتصحيح النية والصبر على شوائب الرياء، وعقد العزم على الوفاء ولعل
هذا يظهر سر تقديم الصبر على العمل الصالح في قوله: ((إلا الذين صبروا وعملوا
الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)).



2-
حال الطاعة بأن لا يغفل عن الله فيها، ولا يتكاسل عن تحقيق آدابها وسننها، ولعله
المراد بقوله: ((نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون)) صبروا إلى
تمام العمل.



3-
بعد الفراغ منها فيصبر على عدم افشائها والمراءاة والإعجاب بها، وترك ما يبطلها
قال تعالى: ((ولا تبطلوا أعمالكم))، وقال: ((لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى)).



د
- الصبر على مشاق الدعوة إلى الله:



غير
خاف عليك ضرورة صبر الداعية على ما يلاقيه في دعوته، فإنه يأتي الناس بما لا
يشتهونه ولا يألفونه، وبما يخالف ما وجدوا عليه آباءهم، فلذلك يقاومون الدعوة بكل
ما أوتوا من قوة، ويوصلون الأذى بالداعية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.



-
إن اعراضهم عن الدعوة يحتاج إلى صبر كصبر نوح الذي بقي في قومه يدعوهم ألف سنة إلا
خمسين عاماً وحكى الله عنه قوله: ((رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم
دعائي إلا فراراً، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا
ثيابهم، وأصروا واستكبروا استكباراً... الآية)).



-
وما يحيكه المغرضون من مؤامرات الكيد التي تؤذي الداعية في أهله ونفسه وماله تحتاج
إلى صبر، وهذا ما أكده الله تعالى بقوله: ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من
الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا، فإن
ذلك من عزم الأمور))، وقد أمر الله رسوله بقوله: ((واصبر على ما يقولون واهجرهم
هجراً جميلاً))، وقد أجمع الأنبياء على رد أذى أقوامهم بالصبر ((ولنصبرن على ما
آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون))، ((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما
كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله))، وسحرة فرعون لما وقر
الإيمان في قلوبهم قابلوا تهديده بالقتل والصلب بقولهم ((إنا إلى ربنا منقلبون،
وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا، ربنا أفرغ علينا صبراً، وتوفنا
مسلمين)).



-
إن طول الطريق، واستبطاء النصر يحتاج إلى صبر، وصبر حار شديد ولذا خوطب المؤمنون
في القرآن بقوله تعالى: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من
قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر
الله، ألا إن نصر الله قريب))، وقوله: ((حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا
جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)).



هـ
الصبر حين البأس :



أي
الصبر في الحرب وعند لقاء العدو والتحام الصفوف، فالصبر ثَمّ شرط للنصر، والفرار
كبيرة، وقد أثنى الله تعالى على الصابرين في ساعة القتال فقال في آية البر:
((والصابرين في البأساء)) أي الفقر ((والضراء)) أي المرض، وحين البأس، ((أولئك
الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)) ويوجبه على عباده بقوله: ((ياأيها الذين آمنوا
إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا
تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا، إن الله مع الصابرين)).



وعندما
تضطرب أمور المعركة، وينفرط عقدها تكون الحاجة إلى الصبر أعظم وأشد كما حدث في أحد
حين انكشف المسلمون وشاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل، انجفل فريق من
المسلمين منهزمين، وصبر آخرون فنزل من القرآن إشادة بمن صبروا، وإنكار على أولئك:
((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) ثم
لا يعذرهم في فرارهم وانهزامهم ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإين
مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي
الله الشاكرين)) إلى أن قال: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما
أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)).



وقد
حدثنا عن الثلة المؤمنة مع طالوت عندما انتصرت لما اعتصمت بالصبر، وقد اختبر طالوت
من معه بقوله: ((إن الله مبتليكم بنهر..)) ((فصبر ثلة مؤمنة على ترك الشرب من
النهر إلا غرفة باليد)) ((فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه، قالوا لا طاقة لنا
اليوم بجالوت وجنوده، قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله، كم من فئة قليلة غلبت فئة
كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين، ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا: ربنا أفرغ
علينا صبراً، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين))، لقد سألوا الله حين
اللقاء صبراً وأوعبوا، فقالوا ((أفرغ))، إذ هم بحاجة إلى صبر كثير، وكانت النتيجة
((فهزموهم بإذن الله، وقتل داود جالوت.. )).



و
- الصبر في مجال العلاقات الإنسانية:



لا
تستقيم الحياة مع الناس إلا بالصبر بدءاً بأقرب من يعاشرك وهي الزوجة وانتهاءً
بأبعد الناس عنك، وقد قال الله تعالى مبيناً ما ينبغي أن يتحلى به الزوج من صبر في
مواجهة مشاكل الزوجية: ((وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً
ويجعل الله فيه خيراً كثيراً))، أي فاصبروا فعاقبة الصبر حميدة، ويوصي الله عباده
بالصبر على ما يلاقونه من الناس من ضر، وأن لا يقابلوا السيئة بمثلها فيقول: ((ولا
تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي
حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)).



ومما
يُنظم في هذا العقد صبر التلميذ على التعلم والمعلم، وهذا ما حدثنا عنه في القرآن
عندما ذهب موسى إلى الخضر ليعلمه مما علمه الله، قال له الخضر إما لأن الله أخبره
بالحقيقة أو تهييجاً على الصبر -قال: ((إنك لن تستطيع معي صبراً، وكيف تصبر على
مالم تحط به خبراً))، فتعهد موسى بالصبر - قال: ((ستجدني إن شاء الله صابراً))...






4-
الأسباب المعينة على الصبر:



أ
- المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا:



إن
من عرف طبيعة الدنيا وما جبلت عليه من الكدر والمشقة والعناء هان عليه ما يبتلى به
فيها لأنه وقع في أمر يتوقعه، والشيء من معدنه لا يستغرب، وقد عرفنا الله بهذه
الحقيقة فقال: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد))، أي في مشقة وعناء، وقال: ((ياأيها
الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه))، وبين جل جلاله أنها لا تدوم على حال بل
يوم لك ويوم عليك ((إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين
الناس)).



إن
من لا يعرف هذه الحقيقة سيفاجأ بوقائع الأحداث تصب على رأسه صباً فيظن أنه الوحيد
من بين بني الإنسان الذي يصاب بذلك لشؤمه وسوء حظه، ولذلك يبادر بعضهم بالإجهاز
على نفسه بالانتحار، لأنه ما علم أن لكل فرحة ترحة وما كان ضحك إلا كان بعده بكاء،
وما ملئ بيت حبرة إلا ملىء عبرة، وما عبت دار من السرور إلا عبت من الحزن،
"وأنه لو فتش العالم لم ير فيه إلا مبتلى: إما بفوات محبوب أو حصول مكروه،
وأن سرور الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرت
يوماً أساءت دهراً، وإن متعت قليلاً، منعت طويلاً...".



ب
- معرفتك بأنك وما بيدك ملك لله تعالى ومرجعك إليه:



قال
تعالى: ((ومابكم من نعمة فمن الله))، وقد علمنا في كتاب ربنا أن نقول عند حلول
المصائب: ((إنا لله وإنا إليه راجعون))، يقول ابن القيم: "وهذه الكلمة من
أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فإنها تتضمن أصلين عظيمين، إذا
تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته:



أحدهما:
أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل، وقد جعل عند العبد عارية. وأيضاً، فإنه
محفوف بعدمين، عدم قبله، وعدم بعده حتى يكون ملكه حقيقة، ولا هو الذي يحفظه من
الآفات بعد وجوده، ولا يبقى عليه وجوده، فليس له فيه تأثير ولا ملك حقيقي.



والثاني:
أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره. ويجيء
ربه فرداً كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات،
فإذا كانت هذه بدايته ونهايته، فكيف يفرح بموجود ويأسى على مفقود؟ ففكره في مبدئه
ومعاده أعظم علاج هذا الداء« ولذلك يقال عند تعزية المصاب (إن لله ماأخذ وله ما
أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى). وقد أدركت أم سليم هذا المعنى عندما توفي ابنها،
فلما جاء أبوه (أبو طلحة) يسأل عنه قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح
(تعني الموت، وقد ظن أنها تريد النوم لمجيء العافية) وكانت قد هيأت نفسها لزوجها
فتعرضت له فأصاب منها فلما أراد الخروج لصلاة الفجر، قالت له: يا أبا طلحة، أرأيت
لو أن قوماً أعاروا أهل بيت عارية، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، إن
العارية مؤداة إلى أهلها، فقالت: إن الله أعارنا فلاناً ثم أخذه منه فاسترجع...
إلى آخر القصة.



ج
- اليقين بحسن الجزاء عند الله تعالى:



أن
مما يرغب الإنسان في العمل، ويزيده ثباتاً فيه علمه بحسن جزائه في الآخرة ولا نجد
في القرآن شيئاً ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر فيقول نعم أجر العاملين الذين
صبروا وعلى ربهم يتوكلون ويقول مبيناً أن الصابرين يجزون بأحسن ماعملوا: ((ما
عندكم ينفد وما عند الله باق، ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))،
ويصرح بأن أجرهم غير معدود ولا محدود فيقول: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب))، وقد ذُكِّر المؤمنون بهذه الحقيقة في الكلمة التي أمروا أن يقولوها عند
حلول المصائب: ((إنا لله وإنا إليه راجعون))، فيتذكرون أنهم سيرجعون إلى الله
فيجزيهم على عملهم وصبرهم أحسن الجزاء وأوفاه.



يقول
أبو طالب المكي: "وأصل قلة الصبر: ضعف اليقين بحسن جزاء من صبرت له، لأنه لو
قوي يقينه، كان الآجل من الوعد عاجلاً إذا كان الواعد صادقاً، فيحسن صبره لقوة
الثقة بالعطاء...".



د
- الثقة بحصول الفرج:



إن
يقين العبد بأن النصر مقرون بالصبر وأن الفرج آت بعد الكرب وأن مع العسر يسراً
يقويه على الصبر على ما يلاقيه، وقد كثرت الآيات الدالة على هذا المعنى لما له من
أثر في مزيد التحمل والثبات، قال تعالى: ((فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا))،
قال بعضهم: "لن يغلب عسر يسرين" يقصد بذلك أن العسر ورد معرفة في
الموضعين والمعرفة إذا كررت في الجملة لا تفيد التعدد بخلاف النكرة وهي التي ورد
به اليسر في الموضعين، فإذا قلت: جاء الرجل وأكرمت الرجل، كان الرجل في المواطنين
واحداً، وإذا قلت: جاء رجلٌ وأكرمت رجلاً، كان المقصود رجلين. وقد جعل العسر في
الآيتين مع العسر لا بعده أو عقبه لينبه إلى قرب تحققه بعده حتى كأنه معه ولينبه
أيضاً إلى أن كل عسر مقرون بيسر وأكثر فما من مصيبة يبتلى بها عبد إلا ولله فيه
إلطاف بأن لم يجعلها على نحو أعظم أو أكبر أو أطول مما هي عليه.



وقد
تكرر في القرآن الأمر بالصبر مقروناً بالتذكير بأن وعد الله حق لا يتخلف أبداً قال
تعالى: ((وعد الله لا يخلف الله الميعاد))، وقال: ((فاصبر إن وعد الله حق، ولا
يستخفنك الذين لا يوقنون)).



إن
اشتداد الأزمة في سنن الله تعني قرب انبلاج الفجر وظهور طلائع النصر كما قيل:



اشتدي
أزمةُ تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج



ولهذا
نجد يعقوب يكون أمله في العثور على يوسف أشد عندما أخذ ابنه الثاني فيقول: ((فصبر
جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً))، وقال لأبنائه ((يا بني اذهبوا فتحسسوا من
يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم
الكافرون)).



هـ
- الاستعانة بالله:



مما
يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى ويلجأ إلى حماه فيشعر بمعيته سبحانه
وأنه في حمايته ورعايته، ومن كان في حمى ربه فلن يضام ولذا قال موسى لقومه بعد أن
هددهم فرعون بما هددهم به ((استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء
من عباده والعاقبة للمتقين)).



إذا
لم يكن عون من الله للفتى فأكثر ما يجني عليه اجتهاده



ولعل
حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران الصبر
بالتوكل على الله في آيات كثيرة كقوله ((نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم
يتوكلون))، وقوله عن رسله: ((ولنصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل
المتوكلون)).



و
- الاقتداء بأهل الصبر:



إن
التأمل في سير الصابرين يعطي الإنسان شحنة دافعة على الصبر، ومن هنا ندرك سر حرص
القرآن المكي على ذكر صبر الأنبياء على ما لاقوه من أممهم وهذا ما صرح الله به في
قوله: ((وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة
وذكرى للمؤمنين))، وقال الله: ((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا
حتى أتاهم

________________________________________________
قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله  12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى