الصيد فى الماء العكر تل أبيب تواصل هجومها على القاهرة بسبب صواريخ "إيلات".. "الشاباك

صورة أرشيفية

كتب محمود محيى






أعربت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى بجهاز الأمن العام الداخلى
"الشاباك" عن قلقها البالغ بسبب إطلاق الصاروخين الـ"جراد" صباح أمس من جهة
شبه جزيرة سيناء بالقرب من مدينة إيلات.

وأوضحت المصادر العسكرية لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الشاباك أكد بأن
إطلاق الصاروخين يدل على نية عناصر مصرية معادية فى شبه الجزيرة زعزعة
الاستقرار الأمنى على الحدود مع إسرائيل، وأنه بالرغم من هذا فإن الجيش
الإسرائيلى لم يرفع مستوى التأهب على الحدود المصرية حتى لا يتطور الأمر
للدخول فى مواجهات عسكرية.

وأشارت المصادر الإسرائيلية بالشاباك إلى أن إسرائيل واعية للحساسية التى
تثيرها الانتخابات فى مصر، وأن تل أبيب لطفت حدة رد فعلها على إطلاق
الصواريخ بسبب الوضع الاستثنائى فى مصر.

وأشار مسئولى جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى إلى أن المداولات فى شأن
تفاقم إطلاق الصواريخ نحو مناطق إسرائيلية لم تكن فى الماضى تحت تهديد
الصواريخ المستمر.

وفى السياق نفسه، قال جيلى كوهين لمراسل العسكرى لهاآرتس، إن الجيش
الإسرائيلى يصف الواقع على الحدود مع مصر بأنه "غير واضح"، ويشير إلى أنه
توجد مناطق وحدود مع شبه جزيرة سيناء "سايبة".

وأوضحت هاآرتس أنه قبل إطلاق الصاروخين صباح أمس كان قد أشار ضباط رفيعى
المستوى بقيادة المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية خلال مداولات حول
طريقة العمل المحتملة فى حالة تنفيذ عملية مسلحة تم التخطيط لها فى
الأراضى المصرية إلى أن هذا الأمر سيكون مثيرا للقلق، وحدثا إشكاليا.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلى اللواء
يائير نافيه قد وصف مؤخرا سيناء بأنها "منطقة إرهاب"، على حد قوله، مضيفا:
"بدلا من أن تكون سيناء منطقة مجردة من السلاح بين دولتين وقع بينهما اتفاق
سلام أصبحت منطقة إرهابية".

وأوضحت المصادر بالشاباك أن التطورات الأخيرة فى سيناء التى تبعث التخوف
لأجهزة الأمن الإسرائيلية تتعلق بتهريب السلاح، مشيرة إلى أن عمليات تهريب
السلاح من ليبيا إلى مصر لا يزال مستمرا، وأنه قد طرأ ارتفاع فى حالات
التهريب عبر سيناء ومن هناك إلى قطاع غزة.

وأضاف هاآرتس أن هناك مسار تهريب آخر يقلق الجيش الإسرائيلى وهو مسار من
السودان باتجاه شبه الجزيرة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلى يرى أن سيناء
تحدى أمنى غير بسيط، وذلك بسبب عدم إمكانية العمل ومواجهة الأخطار التى
تهدد إسرائيل فيها.

وقالت الصحيفة العبرية إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتل أبيب تقدر أن
الجهة المسئولة عن تنفيذ إطلاق الصواريخ فى الحالتين كانت خلية من الذراع
العسكرى لحركة "حماس"، وأنه بهذا الشكل تستطيع حماس توسيع نشاطها الإرهابى
إلى خارج أراضى قطاع غزة أيضا، حيث تكبح جماح النشاطات نسبيا.

وأضافت هاآرتس أن الجيش الإسرئيلى يعتقد بأن حماس تستغل الوضع السائد اليوم
فى سيناء، وتستخدم هذه المنطقة كى تشجع النشاط الإرهابى فيها، على حد
زعمها.

وكان قد زعم مسئولين فى إسرائيل صباح اليوم الأحد، أن إطلاق الصواريخ تم
حسب طلب من مسئولين كبار فى جماعة "الإخوان المسلمين" فى مصر، موضحين أن
الصاروخين اللذين أطلقا أمس من سيناء سقطا فى مناطق مفتوحة ولم يسفرا عن
وقوع إصابات أو أضرار، وتعتبر هذه أول مرة تصل فيها الصواريخ لمثل هذه
المناطق، وأن عملية الإطلاق تمت من قبل خلية بدوية ناشطة فى سيناء وتعمل
بواسطة توجيه من حركة "حماس".

وزعم المسئولون الإسرائيليون لهاآرتس أن هذه المرة لم تتم عملية الإطلاق
بتوجيه من حركة حماس، بل صدرت الأوامر من حركة "الإخوان المسلمين" فى عملية
تعتبر الأولى من نوعها من قبل الحركة اتجاه إسرائيل، وأنه ليس واضحاً بعد
هدف الحركة من هذه العملية، ولم يتبين بعد إذا كان الإطلاق جزءا من محاولة
للإطلاق فى المستقبل باتجاه منشآت إسرائيلية حيوية، على حد قولهم.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه قد أطلق من أراضى شبه جزيرة سيناء ستة
صواريخ من طراز "جراد" بقطر 122 ملم، ثم أطلق فى شهر أبريل من العام الجارى
ثلاثة صواريخ أخرى من سيناء نحو إيلات والعقبة، وأخيرا سقوط الصاروخين
بالقرب من إيلات أيضا صباح أمس.