فى مدينة الـ70 قتيلا عقب أحداث مباراة الأهلى والمصرى.. هدوء حزين يعم بورسعيد وتسليم الجثث المعروفة لأهاليهم والمجهولة لمشرحة زينهم.. وأغلب أسباب الوفاة إصابات بالجمجمة والمخ

الأسعاف تتجول فى مدينة الـ70 قتيلا


بور سعيد - محمد كمال:






"ليلة حزينة".. هكذا وصفها أبناء محافظة بورسعيد الباسلة، بعد
الأحداث المؤسفة التى شهدتها المحافظة بوقوع عشرات القتلى والمصابين، عقب
مباراة شهدت توترا عصبيا كبيرا، حيث احتشدت ما يقرب من 10 سيارات إسعاف
أمام مستشفى الحميات، تحسبا لأى تطورات جديدة، فيما شهدت شوارع بورسعيد
هدوءا يكاد يصل إلى حد توقف الحركة بالشوارع الرئيسية للمدينة، فضلا عن غلق
جميع المحال خوفا من حدوث أى أعمال عنف.

الجثث والمصابين..

أعلنت إدارات مستشفيات بورسعيد "الأميرى والمبرة والحميات" تسليم جميع
الجثث التى تم التعرف عليها إلى ذويهم، وخروج جميع المصابين، حيث استقبلت
المستشفى الأميرى لواء أمن مركزى وعددا من أفراد الأمن فى الساعة الثالثة
بعد منتصف الليل فى حالة يرثى لها، مصابين بجروح فى مختلف أنحاء الجسد، وتم
عمل إسعافات أولية للواء، وتبين إصابته بكسر فى القدم، وهو نفس الوضع
لأفراد الأمن، حيث أجريت لهم الإسعافات الأولية.

وقد جرت مناقشة حادة بين عدد من المواطنين وضباط الأمن القادمين مع بعض
المصابين من الشرطة، وقد اتهم المواطنون رجال الأمن بأنهم وراء أحداث
المباراة، وأن التشكيلات الأمنية لهذه المباراة كانت أقل من المتوقع، وهو
ما حاول الضباط نفيه.

نفس المشهد تكرر بمستشفى المبرة، حيث قامت إدارة المستشفى بغلق الباب
الرئيسى لها، ولم يسمح بدخول أى شخص إلا بعد التحقق من شخصيته، وموافقة
المسئولين عن بالمستشفى على دخوله من عدمه، حيث أكد الطبيب المسئول عن
العمل المسائى بالمستشفى أن جميع الحالات المتوفاة تم تسليمها لذويهم والتى
بلغت ما يقرب من 13 متوفى، وفيما يتعلق بالمصابين فقد خرجوا بالكامل.

ولم يختلف الوضع كثيرا عن مستشفى الحميات الذى احتشدت أمامها 10 سيارات
إسعاف، حيث أكد الدكتور أمير المصرى المسئول عن العمل المسائى، أن جميع
الحالات التى دخلت المستشفى كانت نتيجة اختناق وكسور مضاعفة، إضافة إلى
إصابات بالجمجمة والمخ، وهو ما أدى إلى وفاة 18 شخصا لقوا أنفاسهم الأخيرة
داخل المستشفى، وكان من بينهم أمين شرطة.

وفيما يتعلق بوفاة أمين الشرطة بطلق نارى حى، نفى الطبيب المسئول صحة هذه
الأنباء، وأكد أنه لقى مصرعه أثر إصابة بالغة فى الرأس نتيجة تدافع
الجماهير، مضيفا أنه قام بزيارة المستشفى أثناء وجود الحالات وكيل وزارة
الصحة ببورسعيد الدكتور حلمى العفن، مؤكدا أن الحالات إما حالات وقوع من
فوق المدرج، أو حالات وقوع نتيجة التدافع.


وعن الأسماء المتوفاة بمستشفى الحميات فهم "باسم الدسوقى – دمياط"، و"محمد
السيد – القاهرة"، و"محمد سعيد – أمين شرطة"، و"مصطفى المنيرى – بورسعيد "،
و"أحمد فوزى – القاهرة 6 أكتوبر"، و"أحمد طه – القاهرة"، و"كريم السيد على
– بورسعيد"، و"محمد سمير جمعة – القاهرة"، و"محمد على محمد على – إمبابة"،
و"مصطفى محمد مصطفى السعيد – القاهرة"، فيما بقت 8 جثث غير معلومة ومجهولة
الهوية تم نقلها إلى مشرحة زينهم بالقاهرة.

الأهالى والحزن الشديد..

عبر أهالى بورسعيد والذين تواجدوا حتى الساعات الأولى من الصباح بشوارع
بورسعيد، عن حزنهم، حيث قال محمد جابر سائق أجرة، إن بورسعيد اليوم حزينة،
وما حدث كان مدبرا، لتشويه سمعة النادى المصرى وبورسعيد، مؤكدا أن الجماهير
الحقيقية التى نزلت الملعب كانت ذاهبة إلى حسام حسن، المدير الفنى للفريق،
وحملته على الأعناق، مع أن ذلك تصرف غير لائق، ولكن الفرحة هى ما دفعت
جماهير المصرى الحقيقية إلى الذهاب لدكة لاعبى المصرى لتحتفل معهم، ولكن من
ذهب للتعدى على لاعبى الأهلى وجماهيره فهم ليسوا أبناء بورسعيد.

الأمر نفسه أكده رضا دياب موظف بمجمع المحاكم والمتواجد أمام مستشفى
الحميات، مشيرا إلى أن النية كانت مبيته قبل المباراة، وكان هناك مخطط لها
منذ عدة أيام، متسائلا، أين مديرية أمن بورسعيد من هذا الكلام، وكيف لم
تؤمن ملعب المباراة الذى استبيح أكثر من مرة خلال سير اللعب، وبعد كل هدف
للنادى المصرى.

مشجعون متعصبون..

وأثناء متابعة الأحداث بشوارع بورسعيد التقت "اليوم السابع" أحد مشجعى
النادى المصرى، رفض ذكر اسمه، وبسؤاله عن الأحداث الذى شاهدها ملعب
المباراة، قال: وجهنا قبل المباراة بـ72 ساعة رسائل تحذيرية لجماهير الأهلى
عبر الإنترنت، وخاصة صفحات "الفيس بوك" بعدم القدوم إلى بورسعيد.

وعن العنف فى المباراة قال: جماهير الأهلى هى من قامت باستفزاز جماهير
المصرى عن طريق تعليق لافتات تهاجم إدارة المصرى، وبها بعد التهكم على
جماهير المصرى وأبناء محافظة بورسعيد.