الثورة والثوب الجديد

الثورة والثوب الجديد

السادة الأفاضل مازال
الخلاف دائر علي صانع الثوب الجديد, فالنظام الحالي وكل الأنظمة تدعي أنها هي التي
صنعت هذا الثوب , وكذلك النظام السابق بلا خجل يدعي أنه الصانع فهو سيد قراره, فهل
سيظل هذا الثوب محل جدل؟؟؟ فالمشكلة ليست فيمن يلبس الثوب أو من قام بصناعته ,
ولكن المشكلة فيمن يقتنع أن هناك أشخاصا لم يكونوا مجهولين الهوية أمسوا وأصبحوا يدعون
أنهم أ صحاب هذا الثوب وأمسهم القريب يشهد علي أن ثيابهم الأنيقة كانت من
نسج نظام قديم إن لم يك هم النسيج أو النساج, فلا نتعجب عندما يخرج علينا هؤلاء بفكرهم الجديد في ثوبهم الجديد ولا عزاء
للثوار, ونسوا أو تناسو أن ثيابهم الوطنية البالية التي طالما تمرغوا بها علي
أعتاب السلاطين لاتزال تلتصق بأجسادهم و لايستطيعون خلعها , ولايستطيعون التخلص من ثقافتهم القديمة وفكرهم
العجوز فالطبع يغلب عادة التطبع , فيا
سادتي الكرام بالأمس قلنا واليوم نكرر أتت الثورة فغيرت من أشخاص ولم تغير من
أفكار , فطيبة الشعب المصري المتسامح ولا أقول ـــ سذاجة الشعب الصابر ـــ ستظل
عائقا في طريق التغيير والإصلاح, فضلا عن التشكيك والتخوين والقذف بوابل من التهم
لكل من يتعفف عن ذكر اسمه أنه شارك في صناعة هذا الثوب الجميل وربما قد يكون من الذين ابلوا بلاءً حسنا في صناعته ,علي
قدر مهارته وحسب طريقته, وتحمل المشاق
الكبيرة من أجل أن يجد ثوبا جديدا يواري به سوءة الماضي الأليم,اليوم ادعي غيره
بهتانا وظلماً أنه صانع هذا الثوب, رغم أننا نعلم انه كان لايملك مُخيطا أو خيطا
لصناعة هذا الثوب ولكنها أثواب طالما لبسها هؤلاء فهي تتواري من لابسيها خجلاً, فاليوم مثلا لو
أطل علينا الرئيس السابق في ثوب جديد من علي سريره في غرفة الإنعاش بمساعدة أكبر
محاميه الديب المؤلف الكبير , والروائي البارع , والمخرج المنفذ خرج علينا في أحد اللقاءات التلفزيونية ـــ كما هو
مترقب ـــ وقدم اعتذارا للشعب سيخرج من بين جلدتنا ألسنة لاتٌعد ولاتٌحصي من ساسة
, وكتاب , ودعاة سلطة ,خرجوا كغيرهم بثوب جديد وعبارات مفعمة بالآسي والأسف
وطالبوا بالعفو عن رب البيت وحامي الحمي رفقا بزوجته العجوز وأبنائه المسجونين ,
فعلي كل حال ربما نغفر ولكن التاريخ لايغفر , قد ننسي ولكن التاريخ يسجل, لك الله
يامصر وأتساءل كل الشموس أشرقت وأضاءت فمتي تشرق وتبدد الظلمات شمسك الساطعة