- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3747
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
الثورة السورية بين العواطف .....وواقع الموت اليومي´...!!
الأحد 18 ديسمبر 2011, 19:40
الثورة السورية بين العواطف .....وواقع الموت اليومي
الدماء التي تسيل في سوريا، والثمن الدموي الذي يدفعه الشعب السوري بالقطع
مكلف جدا، فيما الحراك الذي تشهده سوريا عبر ذلك النفق بدا لكثيرين كما لو أنه
ثمنا باهظا جدا وقد لايستحق تلك التضحيات في ظل نظام لا يعرف إلا القتل الأعمى لكل
من يتحرك مطالبا بحقوقه.
بيد أن هذه الصورة التي تبدو على وتيرة واحدة من العنف والقتل الواقع
على الشعب السوري ـ كلما خرج متظاهرا ـ ربما أخفت كثيرا من الجذور الإشكالية
المنتجة لذلك الثمن كاستحقاق متخف وراء تلك الصورة.
ذلك أن الانسداد الذي وصلت إليه تلك المجتمعات العربية ـ ومن ضمنها المجتمع
السوري ـ لم يكن أبدا تعبيرا عن حالة طبيعية لمجتمع حي. والشعور الذي ينعكس
في مشاعر الناس في مثل هذه الحالات السكونية يضرب بجذوره في أعماق سحيقة من
حقب الاستبداد التاريخي.
بيد أن الألفة التي تسكن ذلك الإحساس فتجعله كما لو كان إحساسا عاديا، هي التي تبعث
الدهشة لدى أولئك الذين يفاجئون بردود فعل السلطة ذات العنف المميت والمؤدي
إلى مقتل أكثر من ألفي شهيد منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف آذار/ مارس الماضي.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل مثل هذا المآل الذي أدي إلى ذلك الكم الكبير
من الضحايا هو من ضرورات التحول الديمقراطي؟
قد تحتاج الإجابة إلى تفصيل بحسب كل بلد، وتكوينه وتاريخه، لكن
الأمر الذي لاخلاف فيه أن هناك ثمنا دمويا يدفعه كل شعب يريد الحرية خروجا
من نفق الديكتاتورية والاستبداد، وذلك الثمن يختلف كما ونوعا بحسب طبيعة
السلطة ومدى قدرتها على القمع، ويتصل بذلك أيضا طبيعة التكوين المجتمعي
للشعب ومدى تماسك الهوية في بنيته الداخلية.
وبهذا المعنى سنجد أن محاولة الخروج من ذلك الانسداد هي في بعض صورها
استدراك من الشعب لاستحقاق تنازل عنه ورضي نتيجة لذلك بالخضوع تحت إكراهات
عديدة مثلت السلطة السياسية ابرز رموزها الظاهرة، في وضع لعبت فيه سلطة
الاستبداد التاريخي الذي اخترق بنية المجتمع العربي لقرون طويلة الدور الأكبر.
بمعنى آخر أن المخاض العسير الذي تمر به الثورة السورية هو معادل موضوعي
للخروج من نفق الاستبداد ما يعني أن تفسير علاقات العنف المميت الذي تمارسه
السلطة على الشعب يعود إلى حقيقة التصورات المتبادلة بين الطرفين: السلطة عن
نفسها تجاه الشعب من ناحية، و الشعب حيال السلطة من ناحية ثانية.
فالنظام وفق هذا التصور القروسطي للسلطة يرى في ذلك العنف المميت أقل القليل
جزاء لمن يقفون في وجهه، فهؤلاء ـ بحسب تصوره ـ هم من كانوا ولقرون عديدة
ينطلقون من تصورات تشبه تصور النظام عن نفسه حيال سلطته، أي لقد كانت هناك
استعدادات أنتجها المجتمع في تصوره للسلطة ومن ثم القبول بطبيعة تلك السلطة
الدموية، إلى درجة جعلت من ذلك التصور الألو هي للنظام عن نفسه يبدو طبيعيا
وبلا غرابة سواء بالنسبة للسلطة عن نفسها أو للشعب عن السلطة.
الدماء التي تسيل في سوريا، والثمن الدموي الذي يدفعه الشعب السوري بالقطع
مكلف جدا، فيما الحراك الذي تشهده سوريا عبر ذلك النفق بدا لكثيرين كما لو أنه
ثمنا باهظا جدا وقد لايستحق تلك التضحيات في ظل نظام لا يعرف إلا القتل الأعمى لكل
من يتحرك مطالبا بحقوقه.
بيد أن هذه الصورة التي تبدو على وتيرة واحدة من العنف والقتل الواقع
على الشعب السوري ـ كلما خرج متظاهرا ـ ربما أخفت كثيرا من الجذور الإشكالية
المنتجة لذلك الثمن كاستحقاق متخف وراء تلك الصورة.
ذلك أن الانسداد الذي وصلت إليه تلك المجتمعات العربية ـ ومن ضمنها المجتمع
السوري ـ لم يكن أبدا تعبيرا عن حالة طبيعية لمجتمع حي. والشعور الذي ينعكس
في مشاعر الناس في مثل هذه الحالات السكونية يضرب بجذوره في أعماق سحيقة من
حقب الاستبداد التاريخي.
بيد أن الألفة التي تسكن ذلك الإحساس فتجعله كما لو كان إحساسا عاديا، هي التي تبعث
الدهشة لدى أولئك الذين يفاجئون بردود فعل السلطة ذات العنف المميت والمؤدي
إلى مقتل أكثر من ألفي شهيد منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف آذار/ مارس الماضي.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل مثل هذا المآل الذي أدي إلى ذلك الكم الكبير
من الضحايا هو من ضرورات التحول الديمقراطي؟
قد تحتاج الإجابة إلى تفصيل بحسب كل بلد، وتكوينه وتاريخه، لكن
الأمر الذي لاخلاف فيه أن هناك ثمنا دمويا يدفعه كل شعب يريد الحرية خروجا
من نفق الديكتاتورية والاستبداد، وذلك الثمن يختلف كما ونوعا بحسب طبيعة
السلطة ومدى قدرتها على القمع، ويتصل بذلك أيضا طبيعة التكوين المجتمعي
للشعب ومدى تماسك الهوية في بنيته الداخلية.
وبهذا المعنى سنجد أن محاولة الخروج من ذلك الانسداد هي في بعض صورها
استدراك من الشعب لاستحقاق تنازل عنه ورضي نتيجة لذلك بالخضوع تحت إكراهات
عديدة مثلت السلطة السياسية ابرز رموزها الظاهرة، في وضع لعبت فيه سلطة
الاستبداد التاريخي الذي اخترق بنية المجتمع العربي لقرون طويلة الدور الأكبر.
بمعنى آخر أن المخاض العسير الذي تمر به الثورة السورية هو معادل موضوعي
للخروج من نفق الاستبداد ما يعني أن تفسير علاقات العنف المميت الذي تمارسه
السلطة على الشعب يعود إلى حقيقة التصورات المتبادلة بين الطرفين: السلطة عن
نفسها تجاه الشعب من ناحية، و الشعب حيال السلطة من ناحية ثانية.
فالنظام وفق هذا التصور القروسطي للسلطة يرى في ذلك العنف المميت أقل القليل
جزاء لمن يقفون في وجهه، فهؤلاء ـ بحسب تصوره ـ هم من كانوا ولقرون عديدة
ينطلقون من تصورات تشبه تصور النظام عن نفسه حيال سلطته، أي لقد كانت هناك
استعدادات أنتجها المجتمع في تصوره للسلطة ومن ثم القبول بطبيعة تلك السلطة
الدموية، إلى درجة جعلت من ذلك التصور الألو هي للنظام عن نفسه يبدو طبيعيا
وبلا غرابة سواء بالنسبة للسلطة عن نفسها أو للشعب عن السلطة.
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3747
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: الثورة السورية بين العواطف .....وواقع الموت اليومي´...!!
الأحد 18 ديسمبر 2011, 19:43
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى