- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
تنمية الثقافة الدينية للطفل
الإثنين 14 نوفمبر 2011, 19:56
يولد
الأطفال وهم كالصفحة البيضاء ، لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء اتجاهاتهم شيء ،
يحملون جميع معاني الطهر والبراءة ، ويتحمل الآباء والمربون مسؤولية ملء
هذه الصفحة بالأفكار السليمة التي تؤهل هؤلاء الأطفال ليكونوا شبابا ذوي
إنتاجية فعالة في المجتمع ، وسببا من أسباب تقدمه ورُقيّه ، وتعتبر
الثقافة الدينية من أهم ما يتوجب على الآباء والمربين غرسه في نفس الطفل ،
لأنها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم .
ما هي الثقافة الدينية المطلوبة ؟
نقصد
بالثقافة الدينية للطفل ، غرس مبادئ العقيدة الصحيحة ، ورفع المعاني
الإيمانية ، وتبصير الطفل بنعم الله تعالى ، وعجائب قدرته ، وإبداعه في
خلقه ، واتصافه بصفات الكمال .
كما تشمل تعليم الطفل مبادئ الأحكام
الفقهية ، وتبصيره بالحسن والقبيح من الأعمال والأخلاق ، وتنوير فكره
بسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسير الأئمة والصالحين ، بما يتناسب
مع مداركه العقلية ، واستعداداته الفكرية .
بالإضافة إلى توعيته بما
يدور حوله ، وما يحيط بالمسلمين من أخطار ، ومآس ، وتبصيره بكيد أعداء
المسلمين ، وحقدهم على المسلمين ، فاليهود والمجوس وغيرُهم ، لا يألون
جهدا في تلقين أطفالهم ، الحقدَ على الإسلام والمسلمين ، وغرس مبادئ
أديانهم الضالة في نفوسهم ، فلماذا ينشأ الطفل المسلم في واد وواقع أمته
في واد آخر ؟ .
ولا يعني ذلك إبعادُه عن العلوم الدنيوية الضرورية
لخدمة المجتمع والأمة ، فإن ذلك من صلب الثقافة الدينية ، ومطلب من مطالب
الشريعة .
أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة :
أولا : مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولا من عقله .
ثانيا :
مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة
الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه
الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة .
ثالثا :
مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ،
ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية
الدينية ، بخلاف لو بدأ التوجيه في مراحل متأخرة قليلا ، تكون قد تشكلت
لديه أفكار تحول دون تقبله لما تمليه الثقافة الدينية .
رابعا :
أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم
تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية
، أو تشوش عليه عقيدته ، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية ، ليكونون
على بصيرة من أمرهم ، ويواجهون هذه الأفكار ، بعقول واعية .
خامسا :
غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه
وحسن استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً
فعالا في المجتمع .
سادسا : الأبناء
رعية استرعاهم الله آباءَهم ، ومربييهم وأسرهم ، ومجتمعهم ، وهؤلاء جميعا
، مسئولون عن هذه الرعية ، ومحاسَبون على التفريط فيها ، كما أنهم مأجورون
إن هم أحسنوا وأتقنوا .
المؤثرات التي تؤثر على الاتجاهات الثقافية للطفل:
تتأثر الميول الثقافية للطفل بعوامل عدة داخلية وخارجية من أهمها :
(1)
الميول الثقافية للوالدين ، فإن ميول الطفل الثقافية تكون تبعاً لميول
والديه غالبا ، فإذا اعتنى الوالدان بثقافتهم الدينية ، وجعلا لها جزءا من
وقتهما وجهدهما ، فإن ذلك سينعكس بلا شك على اهتمام الطفل بهذه الناحية ،
أما إذا كان الوالدان لا يهتمان إلا بالعلوم الدنيوية البحتة ، وتدبير
أمور الشهوات والمصالح العاجلة ، وكان حديثهم ليل نهار يدور حول أنواع
السيارات والهواتف ، والعمارات والمنشآت ، والقيل والقال ، أو كان
اهتمامهما بالأمور التافهة أو المحرمة - والعياذ بالله - ويعيشان في غفلة
عن علوم الآخرة ، كما قال تعالى : { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن
الآخرة هم غافلون } ، فإن ذلك سيؤثر سلبا على ميل أبناءهما للناحية
الدينية ، فكم من أطفال تعلموا الرذائل وقبائح الأخلاق ، رأوها من والديهم
في مرحلة الطفولة – ظناً من أولئك الآباء أن الطفل لا يعي مثل هذه الأمور
في هذه المرحلة .
(2)
إثارة الخلافات العائلية والمشاكل الأسرية أمام الأبناء ، فهذا يعكر صفاء
تفكيرهم ، ويشوش صفاء أذهانهم ، وتشتت اهتماماتهم الثقافية ، فيجب إبعاد
الطفل عن مثل هذه الأجواء ، بحيث ينفرد الوالدان في مكان خاص لحل المشاكل
التي قد تحدث بينهما .
(3)
الإعلام ، وبرامج التلفزة المختلفة ، تزرع في نفس الطفل اتجاهات فكرية
متعددة ، فيجب إبعاد الطفل عن البرامج التي تشوش فكره الديني ، وتعكر صفاء
عقيدته ، وتغرس فيه نواح فكرية مضادة للسلوك الإسلامي القويم بطريق مباشر
أو غير مباشر .
(4)
الأصدقاء والأصحاب ، حيث يتأثر الطفل باتجاهاتهم الفكرية تأثرا بالغا ،
فيجب اختيار القرين العالي الهمة ، وإبعاد الطفل عن مصاحبة ذوي الاهتمامات
التافهة ، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الجيران الذين يرتضي الإنسان العيش
بقربهم ، ويرتضي لأولاده مخالطة أترابهم من تلك الأسر .
(5)
الاهتمامات الفكرية السابقة لأوانها ، فينبغي عدم التحدث عن الأمور
العاطفية أو الجنسية ، أو قضايا الشباب والمراهقين ، حتى لا تتولد لديه
أفكار لم يحن أوانها ، تبعده عن الاهتمام بالثقافة الدينية المطلوبة .
(6)
الاهتمام باللهو والغناء ، فلا بد من إبعاد الطفل عن الاستماع للأغاني
وآلات اللهو ، التي تورث فيه الميوعة ، وتغرس فيه بذور العشق والغرام ،
وتصده عن ذكر الله ، قال تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن
سبيل الله } .
وسائل تنمية الثقافة الدينية للأبناء
هناك العديد من الأساليب والوسائل لتوصيل المعلومة الدينية للطفل ، والسمو بمستواه الثقافي في هذا الجانب ، ومن أهمها :
أولا :
التلقين المباشر ، ويتمثل في تلقين الطفل ، وتحفيظه سور القرآن الكريم ،
إما عن طريق استماع الطفل لترديد الوالدين سور القرآن الكريم ، أو ترديد
الطفل خلفهما ، أو الاستعانة بالوسائل الحديثة في ذلك ، كالأشرطة السمعية
للقراء الصغار الذين تميل نفوس الأطفال لقراءتهم ، فالقرآن الكريم أو ما
ينبغي أن يلقن الطفل ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( علموا أولادكم
القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو) .
وقد أثبتت بعض
الدراسات الحديثة أن الطفل يلتقط ويحفظ ما يردد عليه في مرحلة مبكرة جدا ،
حتى وهو جنين في بطن أمه في أشهر الحمل المتأخرة ، وقد عمدت إحدى الأمهات
إلى الاستماع للقرآن الكريم ليل نهار ، أثناء الأشهر المتأخرة من حملها ،
فكانت النتيجة ، أن حفظ طفلُها القرآن الكريم في سن مبكرة جدا بفضل الله
تعالى .
بالإضافة إلى تلقينه الشهادتين ، وبعض المعلومات العقدية
المبسطة ، وتلقينه بعض أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبعض الآثار
القصيرة التي أُثرت عن أهل العلم ، حتى ترسخ في ذهنه وتعلي همته وتهذب
سلوكه في المستقبل .
ثانيا : إقامة مكتبة خاصة بالأطفال في المنزل تحتوي على ما يتناسب مع مداركهم وحاجتهم الثقافية ، ويراعى فيها الآتي :
الاهتمام بالناحية القصصية
، وذلك بأن تكون المكتبة محتوية على قصص من سيرة الرسول – صلى الله عليه
وسلم – وسير الأئمة والصالحين ، لأن القصص سرعان ما تعلق في ذهن الطفل ،
لتكون مواقف أولئك قدوة للطفل في سلوكه في المستقبل .
التنوع والتجديد :
فالاهتمام بجانب واحد ، أو إهمال التجديد في المكتبة ، يؤدي إلى ملل الطفل
، وسأمه من القراءة ، فينبغي أن تحتوي المكتبة بالإضافة إلى الناحية
القصصية ، كتيبات مبسطة تهتم بتهذيب الناحية الأخلاقية ، وتجدد من وقت
لآخر ، حسب حاجة الطفل .
الألوان الجذابة :
فلا بد من اختيار الألوان التي تشد انتباه الطفل ، وتثير اهتمامه ، حتى
تنفتح نفسيته للقراءة ، وتعطيه انطباعا جيدا عن المكتبة ويحرص على وقتها .
التنظيم : فيوضع كل مجال في رف خاص به ، حتى لا يتشتت ذهن الطفل ، وتختلط عليه المفاهيم ، وليتعود على النظام في كل شيء .
لا
بد من احتواء المكتبة على الأشرطة السمعية الخاصة بالأطفال ، كأناشيد
الأطفال ( مثل أناشيد أركان الإيمان وأناشيد أركان الإسلام ، وسبح الطير ،
وأناشيد حسان ، وأناشيد أروى ) ، وأشرطة القرآن بأصوات القراء المحببة
للطفل ، وأشرطة القصص المبسطة ، بالإضافة إلى الأفلام الإسلامية الخاصة
بالأطفال .
ينبغي أن تحتوي المكتبة على الوسائل الحديثة لتوصيل
المعلومة ، كعلب الفك والتركيب ، وبطاقات المعلومات التي تحتوي على
المعلومات الدينية الحديثة ، والمطويات ، وبطاقات الأسئلة المبسطة الخاصة
بالأطفال .
تخصيص وقت خاص بالمكتبة ، ويكون اختياره حسب فراغ الطفل ،
ووقت تقبله ، ولا يجبر على وقت لا يحب القراءة فيه ، ويتابع يوميا في ما
قرأه ، ويناقش فيه ، ليشجع على المزيد والمواصلة .
ينبغي أن تكون المكتبة في غرفة مستقلة يتوفر فيها الهدوء ، والتنظيم ، والجو المناسب ، ووسائل الراحة .
ثالثا :
إقامة المسابقات الدينية بين الطفل وإخوانه أو جيرانه ، ويمكن استخدام
بطاقات الأسئلة والأجوبة في ذلك ، أو إشراك الطفل في المسابقات العامة ،
أو المسابقات الثقافية التي تقيمها الأندية ، والمراكز الصيفية .
رابعا :
تعليق لوائح وملصقات تحتوي على آيات قرآنية ، وأحاديث نبوية ، وأقوال
مأثورة عن الأئمة والصالحين ، ومعلومات دينية أخرى ، حتى تعلق في ذهن
الطفل لكثرة تردده عليها ، وتجدد من وقت لآخر .
خامسا :
اصطحاب الطفل لزيارة مشايخ ، وطلبة العلم ، حتى يتعود على مجالسة أهل
العلم ، ويتعلم من ثقافاتهم ، ويميل إلى سلوكهم ، ويتعلم حسن الاستماع ،
وطرق السؤال والاستفتاء ، وتترسخ الجدية في قلبه ، واصطحابه إلى المساجد ،
وحلقات العلم ، ليتعود الاستماع إلى القرآن الكريم والدروس العلمية .
سادسا : تذكير الطفل دائما بفضل العلم ، وعظم أجر العالم وطالب العلم ، ومكانتهم ، والإشادة بمواقف العلماء ، وعظم منزلتهم .
سابعا :
التشجيع بنوعيه المادي والمعنوي ، كإطراء الطفل – بدون مبالغة – أمام
إخوانه وزملائه ، والإشادة بما حققه في المجالات الثقافية ، وتشجيعه على
المواصلة والاستمرار ، أو بالتشجيع المادي كأن يخصص لكل سورة أو حديث أو
حكمة يحفظها ، جائزة مادية معينة مشجعة .
ثامنا :
محاولة المربي اكتشاف نواحي الإبداع عند الطفل ، وتشجيعه على المحاولة ،
وطرق أبواب المحاولة في مختلف الفنون الثقافية ، وتشجيعه على إبداعاته
مهما كانت صغيرة.
المصدر : إذاعة طريق الإسلام
الأطفال وهم كالصفحة البيضاء ، لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء اتجاهاتهم شيء ،
يحملون جميع معاني الطهر والبراءة ، ويتحمل الآباء والمربون مسؤولية ملء
هذه الصفحة بالأفكار السليمة التي تؤهل هؤلاء الأطفال ليكونوا شبابا ذوي
إنتاجية فعالة في المجتمع ، وسببا من أسباب تقدمه ورُقيّه ، وتعتبر
الثقافة الدينية من أهم ما يتوجب على الآباء والمربين غرسه في نفس الطفل ،
لأنها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم .
ما هي الثقافة الدينية المطلوبة ؟
نقصد
بالثقافة الدينية للطفل ، غرس مبادئ العقيدة الصحيحة ، ورفع المعاني
الإيمانية ، وتبصير الطفل بنعم الله تعالى ، وعجائب قدرته ، وإبداعه في
خلقه ، واتصافه بصفات الكمال .
كما تشمل تعليم الطفل مبادئ الأحكام
الفقهية ، وتبصيره بالحسن والقبيح من الأعمال والأخلاق ، وتنوير فكره
بسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسير الأئمة والصالحين ، بما يتناسب
مع مداركه العقلية ، واستعداداته الفكرية .
بالإضافة إلى توعيته بما
يدور حوله ، وما يحيط بالمسلمين من أخطار ، ومآس ، وتبصيره بكيد أعداء
المسلمين ، وحقدهم على المسلمين ، فاليهود والمجوس وغيرُهم ، لا يألون
جهدا في تلقين أطفالهم ، الحقدَ على الإسلام والمسلمين ، وغرس مبادئ
أديانهم الضالة في نفوسهم ، فلماذا ينشأ الطفل المسلم في واد وواقع أمته
في واد آخر ؟ .
ولا يعني ذلك إبعادُه عن العلوم الدنيوية الضرورية
لخدمة المجتمع والأمة ، فإن ذلك من صلب الثقافة الدينية ، ومطلب من مطالب
الشريعة .
أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة :
أولا : مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولا من عقله .
ثانيا :
مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة
الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه
الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة .
ثالثا :
مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ،
ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية
الدينية ، بخلاف لو بدأ التوجيه في مراحل متأخرة قليلا ، تكون قد تشكلت
لديه أفكار تحول دون تقبله لما تمليه الثقافة الدينية .
رابعا :
أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم
تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية
، أو تشوش عليه عقيدته ، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية ، ليكونون
على بصيرة من أمرهم ، ويواجهون هذه الأفكار ، بعقول واعية .
خامسا :
غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه
وحسن استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً
فعالا في المجتمع .
سادسا : الأبناء
رعية استرعاهم الله آباءَهم ، ومربييهم وأسرهم ، ومجتمعهم ، وهؤلاء جميعا
، مسئولون عن هذه الرعية ، ومحاسَبون على التفريط فيها ، كما أنهم مأجورون
إن هم أحسنوا وأتقنوا .
المؤثرات التي تؤثر على الاتجاهات الثقافية للطفل:
تتأثر الميول الثقافية للطفل بعوامل عدة داخلية وخارجية من أهمها :
(1)
الميول الثقافية للوالدين ، فإن ميول الطفل الثقافية تكون تبعاً لميول
والديه غالبا ، فإذا اعتنى الوالدان بثقافتهم الدينية ، وجعلا لها جزءا من
وقتهما وجهدهما ، فإن ذلك سينعكس بلا شك على اهتمام الطفل بهذه الناحية ،
أما إذا كان الوالدان لا يهتمان إلا بالعلوم الدنيوية البحتة ، وتدبير
أمور الشهوات والمصالح العاجلة ، وكان حديثهم ليل نهار يدور حول أنواع
السيارات والهواتف ، والعمارات والمنشآت ، والقيل والقال ، أو كان
اهتمامهما بالأمور التافهة أو المحرمة - والعياذ بالله - ويعيشان في غفلة
عن علوم الآخرة ، كما قال تعالى : { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن
الآخرة هم غافلون } ، فإن ذلك سيؤثر سلبا على ميل أبناءهما للناحية
الدينية ، فكم من أطفال تعلموا الرذائل وقبائح الأخلاق ، رأوها من والديهم
في مرحلة الطفولة – ظناً من أولئك الآباء أن الطفل لا يعي مثل هذه الأمور
في هذه المرحلة .
(2)
إثارة الخلافات العائلية والمشاكل الأسرية أمام الأبناء ، فهذا يعكر صفاء
تفكيرهم ، ويشوش صفاء أذهانهم ، وتشتت اهتماماتهم الثقافية ، فيجب إبعاد
الطفل عن مثل هذه الأجواء ، بحيث ينفرد الوالدان في مكان خاص لحل المشاكل
التي قد تحدث بينهما .
(3)
الإعلام ، وبرامج التلفزة المختلفة ، تزرع في نفس الطفل اتجاهات فكرية
متعددة ، فيجب إبعاد الطفل عن البرامج التي تشوش فكره الديني ، وتعكر صفاء
عقيدته ، وتغرس فيه نواح فكرية مضادة للسلوك الإسلامي القويم بطريق مباشر
أو غير مباشر .
(4)
الأصدقاء والأصحاب ، حيث يتأثر الطفل باتجاهاتهم الفكرية تأثرا بالغا ،
فيجب اختيار القرين العالي الهمة ، وإبعاد الطفل عن مصاحبة ذوي الاهتمامات
التافهة ، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الجيران الذين يرتضي الإنسان العيش
بقربهم ، ويرتضي لأولاده مخالطة أترابهم من تلك الأسر .
(5)
الاهتمامات الفكرية السابقة لأوانها ، فينبغي عدم التحدث عن الأمور
العاطفية أو الجنسية ، أو قضايا الشباب والمراهقين ، حتى لا تتولد لديه
أفكار لم يحن أوانها ، تبعده عن الاهتمام بالثقافة الدينية المطلوبة .
(6)
الاهتمام باللهو والغناء ، فلا بد من إبعاد الطفل عن الاستماع للأغاني
وآلات اللهو ، التي تورث فيه الميوعة ، وتغرس فيه بذور العشق والغرام ،
وتصده عن ذكر الله ، قال تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن
سبيل الله } .
وسائل تنمية الثقافة الدينية للأبناء
هناك العديد من الأساليب والوسائل لتوصيل المعلومة الدينية للطفل ، والسمو بمستواه الثقافي في هذا الجانب ، ومن أهمها :
أولا :
التلقين المباشر ، ويتمثل في تلقين الطفل ، وتحفيظه سور القرآن الكريم ،
إما عن طريق استماع الطفل لترديد الوالدين سور القرآن الكريم ، أو ترديد
الطفل خلفهما ، أو الاستعانة بالوسائل الحديثة في ذلك ، كالأشرطة السمعية
للقراء الصغار الذين تميل نفوس الأطفال لقراءتهم ، فالقرآن الكريم أو ما
ينبغي أن يلقن الطفل ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( علموا أولادكم
القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو) .
وقد أثبتت بعض
الدراسات الحديثة أن الطفل يلتقط ويحفظ ما يردد عليه في مرحلة مبكرة جدا ،
حتى وهو جنين في بطن أمه في أشهر الحمل المتأخرة ، وقد عمدت إحدى الأمهات
إلى الاستماع للقرآن الكريم ليل نهار ، أثناء الأشهر المتأخرة من حملها ،
فكانت النتيجة ، أن حفظ طفلُها القرآن الكريم في سن مبكرة جدا بفضل الله
تعالى .
بالإضافة إلى تلقينه الشهادتين ، وبعض المعلومات العقدية
المبسطة ، وتلقينه بعض أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبعض الآثار
القصيرة التي أُثرت عن أهل العلم ، حتى ترسخ في ذهنه وتعلي همته وتهذب
سلوكه في المستقبل .
ثانيا : إقامة مكتبة خاصة بالأطفال في المنزل تحتوي على ما يتناسب مع مداركهم وحاجتهم الثقافية ، ويراعى فيها الآتي :
الاهتمام بالناحية القصصية
، وذلك بأن تكون المكتبة محتوية على قصص من سيرة الرسول – صلى الله عليه
وسلم – وسير الأئمة والصالحين ، لأن القصص سرعان ما تعلق في ذهن الطفل ،
لتكون مواقف أولئك قدوة للطفل في سلوكه في المستقبل .
التنوع والتجديد :
فالاهتمام بجانب واحد ، أو إهمال التجديد في المكتبة ، يؤدي إلى ملل الطفل
، وسأمه من القراءة ، فينبغي أن تحتوي المكتبة بالإضافة إلى الناحية
القصصية ، كتيبات مبسطة تهتم بتهذيب الناحية الأخلاقية ، وتجدد من وقت
لآخر ، حسب حاجة الطفل .
الألوان الجذابة :
فلا بد من اختيار الألوان التي تشد انتباه الطفل ، وتثير اهتمامه ، حتى
تنفتح نفسيته للقراءة ، وتعطيه انطباعا جيدا عن المكتبة ويحرص على وقتها .
التنظيم : فيوضع كل مجال في رف خاص به ، حتى لا يتشتت ذهن الطفل ، وتختلط عليه المفاهيم ، وليتعود على النظام في كل شيء .
لا
بد من احتواء المكتبة على الأشرطة السمعية الخاصة بالأطفال ، كأناشيد
الأطفال ( مثل أناشيد أركان الإيمان وأناشيد أركان الإسلام ، وسبح الطير ،
وأناشيد حسان ، وأناشيد أروى ) ، وأشرطة القرآن بأصوات القراء المحببة
للطفل ، وأشرطة القصص المبسطة ، بالإضافة إلى الأفلام الإسلامية الخاصة
بالأطفال .
ينبغي أن تحتوي المكتبة على الوسائل الحديثة لتوصيل
المعلومة ، كعلب الفك والتركيب ، وبطاقات المعلومات التي تحتوي على
المعلومات الدينية الحديثة ، والمطويات ، وبطاقات الأسئلة المبسطة الخاصة
بالأطفال .
تخصيص وقت خاص بالمكتبة ، ويكون اختياره حسب فراغ الطفل ،
ووقت تقبله ، ولا يجبر على وقت لا يحب القراءة فيه ، ويتابع يوميا في ما
قرأه ، ويناقش فيه ، ليشجع على المزيد والمواصلة .
ينبغي أن تكون المكتبة في غرفة مستقلة يتوفر فيها الهدوء ، والتنظيم ، والجو المناسب ، ووسائل الراحة .
ثالثا :
إقامة المسابقات الدينية بين الطفل وإخوانه أو جيرانه ، ويمكن استخدام
بطاقات الأسئلة والأجوبة في ذلك ، أو إشراك الطفل في المسابقات العامة ،
أو المسابقات الثقافية التي تقيمها الأندية ، والمراكز الصيفية .
رابعا :
تعليق لوائح وملصقات تحتوي على آيات قرآنية ، وأحاديث نبوية ، وأقوال
مأثورة عن الأئمة والصالحين ، ومعلومات دينية أخرى ، حتى تعلق في ذهن
الطفل لكثرة تردده عليها ، وتجدد من وقت لآخر .
خامسا :
اصطحاب الطفل لزيارة مشايخ ، وطلبة العلم ، حتى يتعود على مجالسة أهل
العلم ، ويتعلم من ثقافاتهم ، ويميل إلى سلوكهم ، ويتعلم حسن الاستماع ،
وطرق السؤال والاستفتاء ، وتترسخ الجدية في قلبه ، واصطحابه إلى المساجد ،
وحلقات العلم ، ليتعود الاستماع إلى القرآن الكريم والدروس العلمية .
سادسا : تذكير الطفل دائما بفضل العلم ، وعظم أجر العالم وطالب العلم ، ومكانتهم ، والإشادة بمواقف العلماء ، وعظم منزلتهم .
سابعا :
التشجيع بنوعيه المادي والمعنوي ، كإطراء الطفل – بدون مبالغة – أمام
إخوانه وزملائه ، والإشادة بما حققه في المجالات الثقافية ، وتشجيعه على
المواصلة والاستمرار ، أو بالتشجيع المادي كأن يخصص لكل سورة أو حديث أو
حكمة يحفظها ، جائزة مادية معينة مشجعة .
ثامنا :
محاولة المربي اكتشاف نواحي الإبداع عند الطفل ، وتشجيعه على المحاولة ،
وطرق أبواب المحاولة في مختلف الفنون الثقافية ، وتشجيعه على إبداعاته
مهما كانت صغيرة.
المصدر : إذاعة طريق الإسلام
تنمية الثقافة الدينية للطفل |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى