- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3754
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
التوحيد..
الإثنين 14 نوفمبر 2011, 19:34
التوحيد
التوحيد:
هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، هو دين الرسل كلهم عليهم الصلاة
والسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصلح الأعمال إلا به،
إذ هو أصلها الذي تُبنى عليه، ومتى لو يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط إذ
لا تصح العبادة إلا به.
هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، هو دين الرسل كلهم عليهم الصلاة
والسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصلح الأعمال إلا به،
إذ هو أصلها الذي تُبنى عليه، ومتى لو يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط إذ
لا تصح العبادة إلا به.
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية.
(1) توحيد الربوبية:
وهو
الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم وهذا النوع من
التوحيد قد أقرّ به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق
المالك والمدبر والمحيي والمميت وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (61)}
[العنكبوت: 61] ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم
تنجهم من النار ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد
الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئاً منها لغيره.
الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم وهذا النوع من
التوحيد قد أقرّ به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق
المالك والمدبر والمحيي والمميت وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (61)}
[العنكبوت: 61] ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم
تنجهم من النار ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد
الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئاً منها لغيره.
(2) توحيد الأسماء والصفات:
وهوالإيمان
بأن الله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه
دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى: 11].
بأن الله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه
دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى: 11].
وأيضاً
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا تحريف، ولا
تأويل ولا تكييف، ولا نحاول لا بقلوبنا وتصوراتنا ولا بألسنتنا أن نكيف
شيئاً من صفاته ولا أن نمثلها بصفات المخلوقين.
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا تحريف، ولا
تأويل ولا تكييف، ولا نحاول لا بقلوبنا وتصوراتنا ولا بألسنتنا أن نكيف
شيئاً من صفاته ولا أن نمثلها بصفات المخلوقين.
(3) توحيد الألوهية:
وهو توحيد
العبادة أي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة التي أمر بها
كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية،
والإنابة، والاستعانة، والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات
التي أمر الله بها كلها، والدليل قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}
[الجن: 18]، بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله سبحانه
وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من
المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد
أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
العبادة أي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة التي أمر بها
كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية،
والإنابة، والاستعانة، والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات
التي أمر الله بها كلها، والدليل قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}
[الجن: 18]، بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله سبحانه
وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من
المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد
أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
وحاصله هو البراءة من عبادة كل
ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد
دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من
دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر
وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي
تنافي التوحيد تماماً.
ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد
دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من
دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر
وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي
تنافي التوحيد تماماً.
وتحقيق التوحيد:
هو بمعرفته والأطلاع على حقيقته والقيام بها علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو
انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً ودعاءً
وإخلاصاً وإجلالاً وهيبةً وتعظيماً وعبادةً، وبالجملة فلا يكون في قلب
العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات والبدع والمعاصي
كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة التوحيد وحقيقة
لا إله إلا الله.
هو بمعرفته والأطلاع على حقيقته والقيام بها علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو
انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً ودعاءً
وإخلاصاً وإجلالاً وهيبةً وتعظيماً وعبادةً، وبالجملة فلا يكون في قلب
العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات والبدع والمعاصي
كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة التوحيد وحقيقة
لا إله إلا الله.
معنى لا إله إلا الله
أي لا
معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له، لأن
المعبودات الباطلة كثيرة لكن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له. قال
تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)} [الحج: 62] وليس معناها لا خالق إلا
الله كما يظنه بعض الجهلة، فإن كفار قريش الذين بُعث فيهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم كانوا يقرون بأن الخالق المدبر هو الله تعالى ولكنهم
أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له، كما في قوله تعالى
عنهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)} [ص:
5]، ففهموا من هذه الكلمة أنها تُبطل عبادة أي أحد من دون الله وتحصر
العبادة لله وحده وهم لا يريدون ذلك، فلذلك حاربهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقوموا بحقها وهو إفراد الله
بالعبادة وحده لا شريك له.
معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له، لأن
المعبودات الباطلة كثيرة لكن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له. قال
تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)} [الحج: 62] وليس معناها لا خالق إلا
الله كما يظنه بعض الجهلة، فإن كفار قريش الذين بُعث فيهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم كانوا يقرون بأن الخالق المدبر هو الله تعالى ولكنهم
أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له، كما في قوله تعالى
عنهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)} [ص:
5]، ففهموا من هذه الكلمة أنها تُبطل عبادة أي أحد من دون الله وتحصر
العبادة لله وحده وهم لا يريدون ذلك، فلذلك حاربهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقوموا بحقها وهو إفراد الله
بالعبادة وحده لا شريك له.
وبهذا يبطل ما
يعتقده عبّاد القبور اليوم وأشباههم من أن معنى لا إله إلا الله هو
الإقرار بأن الله موجود أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع وأشباه ذلك
وأن من اعتقد ذلك فقد حقق التوحيد المطلق ولو فعل ما فعل من عبادة غير
الله ودعاء الأموات والتقرب إليهم بالنذور والطواف بقبورهم والتبرك
بتربتهم.
يعتقده عبّاد القبور اليوم وأشباههم من أن معنى لا إله إلا الله هو
الإقرار بأن الله موجود أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع وأشباه ذلك
وأن من اعتقد ذلك فقد حقق التوحيد المطلق ولو فعل ما فعل من عبادة غير
الله ودعاء الأموات والتقرب إليهم بالنذور والطواف بقبورهم والتبرك
بتربتهم.
ولقد عرف كفار قريش من قبل
أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله وإفراد الله بالعبادة،
وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام لتناقضوا مع أنفسهم وهم
يأنفون من التناقض، وعباد القبور اليوم لا يأنفون من هذا التناقض الشنيع
فهم يقولون لا إله إلا الله، ثم ينقضونها بدعاء الأموات من الأولياء
والصالحين والتقرب إلى أضرحتهم بأنواع من العبادات، فتباً لمن كان أبو جهل
وأبو لهب أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.
أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله وإفراد الله بالعبادة،
وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام لتناقضوا مع أنفسهم وهم
يأنفون من التناقض، وعباد القبور اليوم لا يأنفون من هذا التناقض الشنيع
فهم يقولون لا إله إلا الله، ثم ينقضونها بدعاء الأموات من الأولياء
والصالحين والتقرب إلى أضرحتهم بأنواع من العبادات، فتباً لمن كان أبو جهل
وأبو لهب أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.
ولقد
جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبين أن معنى لا إله إلا الله هو البراءة من
عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد، وإفراد الله بالعبادة، فهذا هو
الهدى ودين الحق الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، أما قول الإنسان
لا إله إلا الله من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها، أو دعواه أنه من
أهل التوحيد وهو لا يعرف التوحيد بل ربما يخلص لغير الله في عبادته من
الدعاء والخوف والذبح والنذر والاستغاثة والتوكل وغير ذلك من أنواع
العبادات فإن هذا مناقض للتوحيد بل يكون مشركاً والحالة هذه!!
جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبين أن معنى لا إله إلا الله هو البراءة من
عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد، وإفراد الله بالعبادة، فهذا هو
الهدى ودين الحق الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، أما قول الإنسان
لا إله إلا الله من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها، أو دعواه أنه من
أهل التوحيد وهو لا يعرف التوحيد بل ربما يخلص لغير الله في عبادته من
الدعاء والخوف والذبح والنذر والاستغاثة والتوكل وغير ذلك من أنواع
العبادات فإن هذا مناقض للتوحيد بل يكون مشركاً والحالة هذه!!
قال ابن رجب:
"فإنّ تَحقُق القلب بمعنى لا إله إلا الله وصِدْقه فيها وإخلاصه يقتضي أن
يرسخ فيه تأله الله وحده إجلالاً وهيبة ومخافة ومحبة ورجاءً وتعظيماً
وتوكلاً ويمتلئ بذلك وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك
لم تبق فيه محبة ولا إرادة ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه،
وينتفي بذلك من القلب جميع أهواء النفس وإراداتها ووسواس الشيطان، فمن أحب
شيئاً أو أطاعه وأحب عليه وأبغض عليه فهو إلهه فمن كان لا يحب ولا يبغض
إلا لله ولا يوالي ولا يعادي إلا لله فالله إلهه حقاً، ومن أحب لهواه
وأبغض له ووالى عليه وعادى عليه فإلهه هواه كما قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43].
"فإنّ تَحقُق القلب بمعنى لا إله إلا الله وصِدْقه فيها وإخلاصه يقتضي أن
يرسخ فيه تأله الله وحده إجلالاً وهيبة ومخافة ومحبة ورجاءً وتعظيماً
وتوكلاً ويمتلئ بذلك وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك
لم تبق فيه محبة ولا إرادة ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه،
وينتفي بذلك من القلب جميع أهواء النفس وإراداتها ووسواس الشيطان، فمن أحب
شيئاً أو أطاعه وأحب عليه وأبغض عليه فهو إلهه فمن كان لا يحب ولا يبغض
إلا لله ولا يوالي ولا يعادي إلا لله فالله إلهه حقاً، ومن أحب لهواه
وأبغض له ووالى عليه وعادى عليه فإلهه هواه كما قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43].
فضائل كلمة الإخلاص
لقد اجتمع لكلمة الإخلاص فضائل جمة، وثمرات عديدة،
ولكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط، ولا تتحقق إلا لمن
قالها مؤمناً بها عاملاً بمقتضاها، ومن أعظم فضائلها أن الله حرم على
النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله. كما في حديث عتبان أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: «إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله»
[متفق عليه]. وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من
قال لا إله إلا الله. لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال، وأكثر
من يقولها يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها بسبب ذنوبٍ
أصر عليها وتهاون بها، وأكثر من يقولها إنما يقولها تقليداً أو عادة، ولم
يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفي القبور أمثال
هؤلاء كما في الحديث «سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته» [رواه أحمد وأبو داوود].
ولكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط، ولا تتحقق إلا لمن
قالها مؤمناً بها عاملاً بمقتضاها، ومن أعظم فضائلها أن الله حرم على
النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله. كما في حديث عتبان أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: «إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله»
[متفق عليه]. وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من
قال لا إله إلا الله. لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال، وأكثر
من يقولها يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها بسبب ذنوبٍ
أصر عليها وتهاون بها، وأكثر من يقولها إنما يقولها تقليداً أو عادة، ولم
يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفي القبور أمثال
هؤلاء كما في الحديث «سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته» [رواه أحمد وأبو داوود].
وحينئذ
فلا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه
الحالة مصراً على ذنب أصلاً، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله
أحب إليه من كل شيء فلا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهة لما
أمر الله به، وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن
هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص، وهذه المحبة وهذا اليقين لا تترك
له ذنباً إلا ويمحى كما يمحو الليل النهار.
فلا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه
الحالة مصراً على ذنب أصلاً، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله
أحب إليه من كل شيء فلا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهة لما
أمر الله به، وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن
هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص، وهذه المحبة وهذا اليقين لا تترك
له ذنباً إلا ويمحى كما يمحو الليل النهار.
أركانها
للشهادة ركنان: (1) نفي في وقوله "لا إله".
(2) إثبات في قوله: "إلا الله".
"فلا إله" نفت الألوهية عن كل ما سوى الله، " وإلا الله" أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.
شروط لا إله إلا الله
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة، لا تصح إلا
إذا اجتمعت، واستكملها العبد والتزمها بدون مناقضة لشيء منها، وليس المراد
من ذلك عدّ أفاظها وحفظها، فكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه
يقع كثيراً فيما يناقضها، وهذه الشروط هي:
إذا اجتمعت، واستكملها العبد والتزمها بدون مناقضة لشيء منها، وليس المراد
من ذلك عدّ أفاظها وحفظها، فكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه
يقع كثيراً فيما يناقضها، وهذه الشروط هي:
(1) العلم:
والمراد به العلم بمعناها نفياً وإثباتاً، وما
تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن
عبادة غيره باطلة وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها، وضد العلم
الجهل، بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، بل يرى جواز عبادة غير
الله مع الله، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)} [الزخرف: 86] أي من شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن
عبادة غيره باطلة وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالم بمعناها، وضد العلم
الجهل، بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، بل يرى جواز عبادة غير
الله مع الله، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)} [الزخرف: 86] أي من شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
(2) اليقين:
وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن قلبه إليه، دون
تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً
بمدلولها يقيناً جازماً. فلابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما
يقوله من أحقية إلهية الله تعالى وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن
يُصرف لغيره شيء من أنواع التأله والتعبد، فإن شك في شهادته أو توقف في
بطلان عبادة غير الله، كأن يقول: أجزم بألوهية الله ولكنني متردد ببطلان
إلهية غيره، بطلت شهادته ولم تنفعه، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15].
تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً
بمدلولها يقيناً جازماً. فلابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما
يقوله من أحقية إلهية الله تعالى وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن
يُصرف لغيره شيء من أنواع التأله والتعبد، فإن شك في شهادته أو توقف في
بطلان عبادة غير الله، كأن يقول: أجزم بألوهية الله ولكنني متردد ببطلان
إلهية غيره، بطلت شهادته ولم تنفعه، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15].
(3) القبول:
والقبول يعني أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة
بقلبه ولسانه، فيصدق الأخبار ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله
عليه وسلم ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً ولا يجني على النصوص بالتأويل
الفاسد والتحريف الذي نهى الله عنه، قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136].
بقلبه ولسانه، فيصدق الأخبار ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله
عليه وسلم ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً ولا يجني على النصوص بالتأويل
الفاسد والتحريف الذي نهى الله عنه، قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136].
وضد القبول: الرد فإن هناك من يعلم معنى الشهادة ويوقن بمدلولها ولكنه يردها كبراً وحسداً، قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)} [الأنعام: 33] ويدخل في الرد وعدم القبول من يعترض على بعض الأحكام الشرعية أوالحدود أو يكرهها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208].
(4) الإنقياد المنافي للشرك:
وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص، وهو الاستسلام والإذعان وعدم التعقب لشيء من أحكام الله، قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر: 54].
والانقياد
أيضاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والرضى به والعمل به دون تعقب
أو زيادة أو نقصان، و إذا علم أحد معنى لا إله إلا الله، وأيقن بها،
وقبلها، ولكنه لم ينقد، ويذعن، ويستسلم ويعمل بمقتضى ما علم فإن ذلك لا
ينفعه. ومن عدم الانقياد ترك التحاكم لشريعة الله عز وجل واستبدالها
بالقوانين الوضعية.
أيضاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والرضى به والعمل به دون تعقب
أو زيادة أو نقصان، و إذا علم أحد معنى لا إله إلا الله، وأيقن بها،
وقبلها، ولكنه لم ينقد، ويذعن، ويستسلم ويعمل بمقتضى ما علم فإن ذلك لا
ينفعه. ومن عدم الانقياد ترك التحاكم لشريعة الله عز وجل واستبدالها
بالقوانين الوضعية.
(5) الصدق:
وهو الصدق مع الله، وذلك بأن يكون صادقاً في إيمانه
صادقاً في عقيدته، ومتى كان ذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء من كتاب ربه،
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في
دعوته، وأن يبذل الجهد في طاعة الله، وحفظ حدوده، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)}
[التوبة: 119] وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه لا يعد
مؤمناً بل هو منافق، وإن نطق بالشهادة بلسانه، فإن هذه الشهادة لا تنجيه.
صادقاً في عقيدته، ومتى كان ذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء من كتاب ربه،
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في
دعوته، وأن يبذل الجهد في طاعة الله، وحفظ حدوده، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)}
[التوبة: 119] وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه لا يعد
مؤمناً بل هو منافق، وإن نطق بالشهادة بلسانه، فإن هذه الشهادة لا تنجيه.
ومما
ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو
تكذيب بعض ما جاء به لأن الله سبحانه أمرنا بطاعته وتصديقه، وقرن ذلك
بطاعته سبحانه وتعالى.
ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو
تكذيب بعض ما جاء به لأن الله سبحانه أمرنا بطاعته وتصديقه، وقرن ذلك
بطاعته سبحانه وتعالى.
(6) الإخلاص:
وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية عن جميع شوائب
الشرك، وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء
مرضاته، ليس فيها شائبة رياء أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو
الاندفاع للعمل لمحبة شخص أو مذهب أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله، قال
تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
الشرك، وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء
مرضاته، ليس فيها شائبة رياء أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو
الاندفاع للعمل لمحبة شخص أو مذهب أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله، قال
تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
وضد الإخلاص الشرك والرياء ابتغاء غير وجه الله، فإن فقد العبد أصل الإخلاص فإن الشهادة لا تنفعه قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)} [الفرقان: 23] فلا تنفعه حينئذ أي عمل يعمله لأنه فقد الأصل. قال تعالى: {إِنَّ
اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا
عَظِيمًا (48)} [النساء: 48].
اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا
عَظِيمًا (48)} [النساء: 48].
(7) المحبة:
أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة ولما دلت عليه
واقتضته فيحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويقدم محبتهما على كل محبة
ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبة مقرونة بالإجلال والتعظيم
والخوف والرجاء، ومن المحبة تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس
وشهواتها ورغباتها، ومن المحبة أيضاً أن يكره ما يكرهه الله، فيكره الكفار
ويبغضهم، ويعاديهم ويكره الكفر والفسوق والعصيان، وعلامة هذه المحبة
الانقياد لشرع الله واتباع محمد صلى الله عليه وسلم في كل شيء قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]وضد المحبة الكراهية لهذه الكلمة ولما دلت عليه وما اقتضته أو محبة غير الله مع الله. قال تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)} [محمد: 9].
واقتضته فيحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويقدم محبتهما على كل محبة
ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبة مقرونة بالإجلال والتعظيم
والخوف والرجاء، ومن المحبة تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس
وشهواتها ورغباتها، ومن المحبة أيضاً أن يكره ما يكرهه الله، فيكره الكفار
ويبغضهم، ويعاديهم ويكره الكفر والفسوق والعصيان، وعلامة هذه المحبة
الانقياد لشرع الله واتباع محمد صلى الله عليه وسلم في كل شيء قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]وضد المحبة الكراهية لهذه الكلمة ولما دلت عليه وما اقتضته أو محبة غير الله مع الله. قال تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)} [محمد: 9].
ومما ينافي المحبة بغض الرسول صلى الله عليه وسلم وموالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله المؤمنين.
معنى شهادة أن محمد رسول الله
معناها: طاعته فيما
أمر، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا
بما شرع، فلابد للمسلم من تحقيق أركان الشهادة، فلا يكون كامل الشهادة له
بالرسالة من قالها بلسانه وترك أمره وارتكب نهيه وأطاع غيره، أو تعبّد
الله بغير شريعته، قال صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله» [رواه البخاري]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»
[متفق عليه]. ومن مقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا يعتقد أن لرسول الله حقاً
من الربوبية وتصريف الكون أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم
عبد لا يُعبد ورسول لا يُكذب ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع
والضر إلا ما شاء الله.
أمر، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا
بما شرع، فلابد للمسلم من تحقيق أركان الشهادة، فلا يكون كامل الشهادة له
بالرسالة من قالها بلسانه وترك أمره وارتكب نهيه وأطاع غيره، أو تعبّد
الله بغير شريعته، قال صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله» [رواه البخاري]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»
[متفق عليه]. ومن مقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا يعتقد أن لرسول الله حقاً
من الربوبية وتصريف الكون أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم
عبد لا يُعبد ورسول لا يُكذب ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع
والضر إلا ما شاء الله.
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3754
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: التوحيد..
الإثنين 14 نوفمبر 2011, 19:36
فضل التوحيد والتحذير مما يضاده
أخي
في الله إليك كلمات موجزة عن فضل التوحيد والتحذير من ضده وما ينافيه من
أنواع الشرك والبدع ما كان كبيراً أو صغيراً، إن التوحيد هو أول واجب دعا
إليه الرسل، وهو أصل دعوتهم قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36] والتوحيد هو أعظم حق الله تعالى على عبيده ففي الصحيحين من
حديث معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً» فمن
حقق التوحيد دخل الجنة ومن فعل أو اعتقد ما ينافيه ويناقضه فهو من أهل
النار ومن أجل التوحيد أمر الله الرسل بقتال أقوامهم حتى يعتقدوه قال
الرسول صلى الله عليه وسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله»
[متفق عليه]، وتحقيق التوحيد سبيل السعادة في الدنيا والآخرة. ومخالفته
سبيل للشقأوة، وتحقيق التوحيد سبيل لاجتماع الأمة وتوحيد صفوفها وكلمتها
والخلل في التوحيد سبب الفرقة والتشتت.
وأعلم أخي رحمني الله وإياك أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله يكون موحداً بل لا بد من توفر شروط سبعة ذكرها أهل العلم:
1- العلم بمعناها والمراد منها نفياً وإثباتاً، فلا معبود بحق إلا الله تعالى.
2- اليقين بمدلولها يقيناً جازماً.
3- القبول لما تقتضيه هذه الكلمة بقلبه ولسانه.
4- الإنقياد لما دلت عليه.
5- الصدق، فيقولها بلسانه ويوافق ذلك قلبه.
6- الإخلاص المنافي للرياء.
7- حب هذه الكلمة وما اقتضته.
أيها الأحبة في الله وكما يجب علينا
تحقيق التوحيد وتوفير شروط لا إله الا الله، فيجب علينا أن نخاف من الشرك
ونحذره بجميع أنواعه وأبوابه ومداخله أكبره وأصغره فإن أعظم الظلم الشرك،
والله يغفر كل شئ إلا الشرك ومن وقع فيه فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه
النار قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء:48] وإليك يا أخي بعض ما ينافي التوحيد أو يخل به كما ذكرها أهل العلم لتكون على حذر منها:
1- لباس الحلقة والخيط أياً كان نوعها من صفر أو نحاس أو حديد أو جلد لرفع بلاء أو دفعه فهو من الشرك.
2-
الرقى البدعية والتمائم، والرقى البدعية هي المشتملة على الطلاسم والكلام
غير المفهوم والاستعانة بالجن في معرفة المرض أو فك السحر أو وضع التمائم
وهو ما يعلق على الإنسان والحيوان من خيط أو ربطة سواء كان مكتوباً من
الكلام البدعي الذي لم يرد في القرآن والسنة أو حتى الوارد فيهما – على
الصحيح – لأنها من أسباب الشرك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى – أي الشركية – والتمائم والتولة شرك» [رواه احمد وأبو دأود].
ومن
ذلك تعليق ورقة أو قطعة من النحاس أو الحديد في داخل السيارة فيها لفظ
الجلالة أو آية الكرسي أو وضع مصحف في داخل السيارة واعتقاد أن ذلك يحفظها
ويمنع عنها الشر من عين أو نحوها ومن ذلك وضع قطعة على شكل كف أو مرسوم
فيها عين فلا يجوز وضعه حيث يعتقد فيه دفع العين قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلق شئ وكل إليه» [رواه أحمد والترمذي والحاكم].
3-
ومما يخل بالتوحيد التبرك بالأشخاص والتمسح بهم وطلب بركتهم أو التبرك
بالأشجار والأحجار وغيرها وحتى الكعبة فلا تمسح بها تبركاً، قال عمر بن
الخطاب ٍضي الله عنه وهو يقبل الحجر الأسود:" أني أعلم أنك حجر لا تضر ولا
تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ".
4-
ومما ينافي التوحيد الذبح لغير الله كالأولياء والشياطين والجن لجلب نفعهم
أو ضرهم فهذا من الشرك الأكبر، وكما لا يجوز الذبح لغير الله، لا يجوز
الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله ولو كان قصد الذابح أن يذبح لله عز وجل
وذلك سداً لذريعة الشرك.
5- ومن ذلك النذر لغير الله فالنذر عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله سبحانه وتعالى.
6- ومن ذلك الاستعانة والاستعاذة بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «وإذا استعنت فاستعن بالله وإذا سألت فسأل الله...» وبذلك نعلم المنع من دعاء الجن.
7- ومما يخل
بالتوحيد الغلو بالأولياء والصالحين، ورفعهم عن منزلتهم وذلك بالغلو في
تعظيمهم أو رفع منزلتهم إلى منزلة الرسل أو ظن العصمة فيهم.
8-
ومما ينافي التوحيد الطواف بالقبور، فهو من الشرك، ولا يجوز الصلاة عند
القبر لأنها وسيلة إلى الشرك فكيف بالصلاة لها وعبادتها والعياذ بالله؟!
9- ولحماية التوحيد جاء النهي عن البناء على القبور وجعل القباب والمساجد عليها وتجصيصها.
10-
ومما ينافي التوحيد، السحر وإتيان السحرة والكهنة والمنجمين ونحوهم،
فالسحرة كفار ولا يجوز الذهاب إليهم ولا يجوز سؤالهم، أو تصديقهم وإن
تسموا بالأولياء والمشايخ ونحو ذلك.
11- مما يخل بالتوحيد الطيرة وهي التشائم بالطيور أو بيوم من الأيام أو بشهر أو بشخص، كل ذلك لا يجوز، فالطيرة شرك كما جاء بالحديث.
12-
ومما يخل بالتوحيد التعلق بالأسباب كالطبيب والعلاج والوظيفة وغيرها وعدم
التوكل على الله، والمشروع هو أن نبذل الأسباب كطلب العلاج والرزق ولكن مع
تعلق القلب بالله لا بهذا السبب.
13- ومما يخل بالتوحيد التنجيم واستعمال النجوم في غير ما خلقت له، فلا تستخدم في معرفة المستقبل والغيب وكل هذا لا يجوز.
14-
ومن ذلك الإستسقاء بالنجوم والأنواء والمواسم واعتقاد أن النجوم هي التي
تقدم المطر أو تأخره، بل الذي ينزل المطر ويمنعه هو الله فقل: "مطرنا بفضل
الله ورحمته".
15- ومما ينافي التوحيد صرف شئ من أنواع العبادة القلبية لغير الله مثل صرف المحبة المطلقة أو الخوف المطلق للمخلوقات.
16-
ومما يخل بالتوحيد الأمن من مكر الله وعذابه أو القنوط من رحمة الله، فلا
تأمن مكر الله ولا تقنط من رحمته، فكن بين الخوف والرجاء.
17-
ومما يخل بالتوحيد عدم الصبر على أقدار الله والتجزع ومعارضة القدر بمثل
قولهم "لماذا يا الله تفعل بي كذا أو بفلان كذا أو لماذا كل هذا يا الله".
ونحو ذلك من النياحة، وشق الجيوب ونثر الشعر.
18- ومن ذلك الرياء والسمعة وأن يريد الإنسان بعمله الدنيا.
19- ومما ينافي التوحيد طاعة العلماء والأمراء وغيرهم في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فإن طاعتهم نوع من الشرك.
20-
ومما يخل بالتوحيد قول "ما شاء الله وشئت" أو قول "لولا الله وفلان" أو
"توكلت على الله وفلان" فالواجب استعمال "ثم" في جميع ما سبق لأمره صلى
الله عليه وسلم: «أنهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت» [رواه النسائي].
21- ومما يخل بالتوحيد سب الدهر والزمان والأيام والشهور.
22-
ومما ينافي التوحيد، السخرية بالدين أو الرسل أو القرآن أو السنة، أو
السخرية بأهل الصلاح والعلم، لما يحملونه من السنة وظهورها عليهم من إعفاء
اللحية أو السواك أو تقصير الثوب عن الكعب، ونحو ذلك.
23- ومنها
التسمية بـ "عبد النبي" أو "عبد الكعبة" أو "عبد الحسين" وكل هذا لا يجوز
بل تكون العبودية لله وحده كقولنا "عبد الله" و "عبد الرحمن".
24- ومما يخل بالتوحيد تصوير ذوات الأرواح ثم تعظيم هذه الصورة وتعليقها على الجدار وفي المجالس وغير ذلك.
25- ومما ينافي التوحيد وضع الصلبان ورسمها أو تركها موجودة على اللباس إقراراً لها والواجب كسر الصليب أو طمسه.
26- ومما ينافي التوحيد موالاة الكفار والمنافقين بتعظيمهم واحترامهم وإطلاق لفظ "السيد" عليهم والحفأوة بهم ومودتهم.
27-
ومما ينافي التوحيد ويناقضه، الحكم بغير ما أنزل الله وتنزيل القوأنين
منزلة الشرع الحكيم، باعتقاد أحقية القانون في الحكم وأن القانون مثل
الشرع أو أنه أحسن من الشرع وأنسب للزمن، ورضى الناس بذلك داخل في هذا
الحكم.
28- مما يخل بالتوحيد الحلف بغير الله مثل الحلف بـ "النبي" أو "الأمانة" أو غير ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» [رواه الترمذي وحسنه].
وبعد أخي المسلم وكما يجب علينا أن
نحقق التوحيد ونحذر مما يضاده وينافيه يجب علينا أيضاً أن نكون على منهج
أهل السنة والجماعة "الفرقة الناجية" منهج سلف هذه الأمة من الصحابة ومن
بعدهم في كل الجوأنب العقدية والسلوكية، فكما لأهل السنة منهج في العقيدة
في باب الأسماء والصفات وغيره، كذلك لهم منهج في السلوك والأخلاق والتعامل
والعبادات، وكل نواحي حياتهم، ولذلك لما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن
هذه الأمة سوف تفترق على ثلاث وسبعين فرقة قال: «كلها في النار إلا واحدة قيل من هم؟ قال: هم مثل ما أنا عليه الآن وأصحابي» فلم يقل هم من قال كذا أو فعل كذا... فقط، ولكن هم من وافقوا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في كل شئ.
فيجب عليك أخي:
1-
في باب الصفات، أن تصف الله عز وجل بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل... إذاً
فلا نفي إلا ما نفى الله ولا تشبيه على حد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11].
2- أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
3- الإيمان بما يكون بعد الموت من أحوال القبر وغيره.
4- الاعتقاد أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
5-
لا نكفر أحد بذنب دون الشرك ما لم يستحله، وأن فاعل الكبيرة إن تاب تاب
الله عليه، وإن مات ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء
عذبه ثم يدخله الجنة، وأنه لا يخلد في النار إلا من وقع في الكفر والشرك،
وترك الصلاة من الكفر.
6- أهل السنة يحبون الصحابة
ويعظموهم ويتولونهم كلهم، سواء أكانوا من أهل البيت أم من غيرهم من
الصحابة، ولا يعتقدون عصمة أحد منهم، وأفضل الصحابة هم أبو بكر الصديق ثم
عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
وأرضاهم، ويسكتون عما وقع بنيهم فكلهم مجتهدون، من أصاب له أجران ومن
أخطاء فله أجر واحد.
7- وهم يؤمنون بكرامات الأولياء وهم المتقون الصالحون قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس:62-63].
8- وهم لا يرون الخروج على الإمام ما أقام فيهم الصلاة، ولم يروا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان.
9-
وهم أيضاً، يؤمنون بالقدر خيره وشره بجميع مراتبه، ويعتقدون أن الإنسان
مسير ومخير، فهم لم ينفوا القدر ولم ينفوا اختيار البشر، بل أثبتوهما
جميعاً.
10- وهم يحبون الخير للناس، وهم خير الناس بل هم أعدل الناس للناس.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أخي
في الله إليك كلمات موجزة عن فضل التوحيد والتحذير من ضده وما ينافيه من
أنواع الشرك والبدع ما كان كبيراً أو صغيراً، إن التوحيد هو أول واجب دعا
إليه الرسل، وهو أصل دعوتهم قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36] والتوحيد هو أعظم حق الله تعالى على عبيده ففي الصحيحين من
حديث معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً» فمن
حقق التوحيد دخل الجنة ومن فعل أو اعتقد ما ينافيه ويناقضه فهو من أهل
النار ومن أجل التوحيد أمر الله الرسل بقتال أقوامهم حتى يعتقدوه قال
الرسول صلى الله عليه وسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله»
[متفق عليه]، وتحقيق التوحيد سبيل السعادة في الدنيا والآخرة. ومخالفته
سبيل للشقأوة، وتحقيق التوحيد سبيل لاجتماع الأمة وتوحيد صفوفها وكلمتها
والخلل في التوحيد سبب الفرقة والتشتت.
وأعلم أخي رحمني الله وإياك أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله يكون موحداً بل لا بد من توفر شروط سبعة ذكرها أهل العلم:
1- العلم بمعناها والمراد منها نفياً وإثباتاً، فلا معبود بحق إلا الله تعالى.
2- اليقين بمدلولها يقيناً جازماً.
3- القبول لما تقتضيه هذه الكلمة بقلبه ولسانه.
4- الإنقياد لما دلت عليه.
5- الصدق، فيقولها بلسانه ويوافق ذلك قلبه.
6- الإخلاص المنافي للرياء.
7- حب هذه الكلمة وما اقتضته.
أيها الأحبة في الله وكما يجب علينا
تحقيق التوحيد وتوفير شروط لا إله الا الله، فيجب علينا أن نخاف من الشرك
ونحذره بجميع أنواعه وأبوابه ومداخله أكبره وأصغره فإن أعظم الظلم الشرك،
والله يغفر كل شئ إلا الشرك ومن وقع فيه فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه
النار قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء:48] وإليك يا أخي بعض ما ينافي التوحيد أو يخل به كما ذكرها أهل العلم لتكون على حذر منها:
1- لباس الحلقة والخيط أياً كان نوعها من صفر أو نحاس أو حديد أو جلد لرفع بلاء أو دفعه فهو من الشرك.
2-
الرقى البدعية والتمائم، والرقى البدعية هي المشتملة على الطلاسم والكلام
غير المفهوم والاستعانة بالجن في معرفة المرض أو فك السحر أو وضع التمائم
وهو ما يعلق على الإنسان والحيوان من خيط أو ربطة سواء كان مكتوباً من
الكلام البدعي الذي لم يرد في القرآن والسنة أو حتى الوارد فيهما – على
الصحيح – لأنها من أسباب الشرك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى – أي الشركية – والتمائم والتولة شرك» [رواه احمد وأبو دأود].
ومن
ذلك تعليق ورقة أو قطعة من النحاس أو الحديد في داخل السيارة فيها لفظ
الجلالة أو آية الكرسي أو وضع مصحف في داخل السيارة واعتقاد أن ذلك يحفظها
ويمنع عنها الشر من عين أو نحوها ومن ذلك وضع قطعة على شكل كف أو مرسوم
فيها عين فلا يجوز وضعه حيث يعتقد فيه دفع العين قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلق شئ وكل إليه» [رواه أحمد والترمذي والحاكم].
3-
ومما يخل بالتوحيد التبرك بالأشخاص والتمسح بهم وطلب بركتهم أو التبرك
بالأشجار والأحجار وغيرها وحتى الكعبة فلا تمسح بها تبركاً، قال عمر بن
الخطاب ٍضي الله عنه وهو يقبل الحجر الأسود:" أني أعلم أنك حجر لا تضر ولا
تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ".
4-
ومما ينافي التوحيد الذبح لغير الله كالأولياء والشياطين والجن لجلب نفعهم
أو ضرهم فهذا من الشرك الأكبر، وكما لا يجوز الذبح لغير الله، لا يجوز
الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله ولو كان قصد الذابح أن يذبح لله عز وجل
وذلك سداً لذريعة الشرك.
5- ومن ذلك النذر لغير الله فالنذر عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله سبحانه وتعالى.
6- ومن ذلك الاستعانة والاستعاذة بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «وإذا استعنت فاستعن بالله وإذا سألت فسأل الله...» وبذلك نعلم المنع من دعاء الجن.
7- ومما يخل
بالتوحيد الغلو بالأولياء والصالحين، ورفعهم عن منزلتهم وذلك بالغلو في
تعظيمهم أو رفع منزلتهم إلى منزلة الرسل أو ظن العصمة فيهم.
8-
ومما ينافي التوحيد الطواف بالقبور، فهو من الشرك، ولا يجوز الصلاة عند
القبر لأنها وسيلة إلى الشرك فكيف بالصلاة لها وعبادتها والعياذ بالله؟!
9- ولحماية التوحيد جاء النهي عن البناء على القبور وجعل القباب والمساجد عليها وتجصيصها.
10-
ومما ينافي التوحيد، السحر وإتيان السحرة والكهنة والمنجمين ونحوهم،
فالسحرة كفار ولا يجوز الذهاب إليهم ولا يجوز سؤالهم، أو تصديقهم وإن
تسموا بالأولياء والمشايخ ونحو ذلك.
11- مما يخل بالتوحيد الطيرة وهي التشائم بالطيور أو بيوم من الأيام أو بشهر أو بشخص، كل ذلك لا يجوز، فالطيرة شرك كما جاء بالحديث.
12-
ومما يخل بالتوحيد التعلق بالأسباب كالطبيب والعلاج والوظيفة وغيرها وعدم
التوكل على الله، والمشروع هو أن نبذل الأسباب كطلب العلاج والرزق ولكن مع
تعلق القلب بالله لا بهذا السبب.
13- ومما يخل بالتوحيد التنجيم واستعمال النجوم في غير ما خلقت له، فلا تستخدم في معرفة المستقبل والغيب وكل هذا لا يجوز.
14-
ومن ذلك الإستسقاء بالنجوم والأنواء والمواسم واعتقاد أن النجوم هي التي
تقدم المطر أو تأخره، بل الذي ينزل المطر ويمنعه هو الله فقل: "مطرنا بفضل
الله ورحمته".
15- ومما ينافي التوحيد صرف شئ من أنواع العبادة القلبية لغير الله مثل صرف المحبة المطلقة أو الخوف المطلق للمخلوقات.
16-
ومما يخل بالتوحيد الأمن من مكر الله وعذابه أو القنوط من رحمة الله، فلا
تأمن مكر الله ولا تقنط من رحمته، فكن بين الخوف والرجاء.
17-
ومما يخل بالتوحيد عدم الصبر على أقدار الله والتجزع ومعارضة القدر بمثل
قولهم "لماذا يا الله تفعل بي كذا أو بفلان كذا أو لماذا كل هذا يا الله".
ونحو ذلك من النياحة، وشق الجيوب ونثر الشعر.
18- ومن ذلك الرياء والسمعة وأن يريد الإنسان بعمله الدنيا.
19- ومما ينافي التوحيد طاعة العلماء والأمراء وغيرهم في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فإن طاعتهم نوع من الشرك.
20-
ومما يخل بالتوحيد قول "ما شاء الله وشئت" أو قول "لولا الله وفلان" أو
"توكلت على الله وفلان" فالواجب استعمال "ثم" في جميع ما سبق لأمره صلى
الله عليه وسلم: «أنهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت» [رواه النسائي].
21- ومما يخل بالتوحيد سب الدهر والزمان والأيام والشهور.
22-
ومما ينافي التوحيد، السخرية بالدين أو الرسل أو القرآن أو السنة، أو
السخرية بأهل الصلاح والعلم، لما يحملونه من السنة وظهورها عليهم من إعفاء
اللحية أو السواك أو تقصير الثوب عن الكعب، ونحو ذلك.
23- ومنها
التسمية بـ "عبد النبي" أو "عبد الكعبة" أو "عبد الحسين" وكل هذا لا يجوز
بل تكون العبودية لله وحده كقولنا "عبد الله" و "عبد الرحمن".
24- ومما يخل بالتوحيد تصوير ذوات الأرواح ثم تعظيم هذه الصورة وتعليقها على الجدار وفي المجالس وغير ذلك.
25- ومما ينافي التوحيد وضع الصلبان ورسمها أو تركها موجودة على اللباس إقراراً لها والواجب كسر الصليب أو طمسه.
26- ومما ينافي التوحيد موالاة الكفار والمنافقين بتعظيمهم واحترامهم وإطلاق لفظ "السيد" عليهم والحفأوة بهم ومودتهم.
27-
ومما ينافي التوحيد ويناقضه، الحكم بغير ما أنزل الله وتنزيل القوأنين
منزلة الشرع الحكيم، باعتقاد أحقية القانون في الحكم وأن القانون مثل
الشرع أو أنه أحسن من الشرع وأنسب للزمن، ورضى الناس بذلك داخل في هذا
الحكم.
28- مما يخل بالتوحيد الحلف بغير الله مثل الحلف بـ "النبي" أو "الأمانة" أو غير ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» [رواه الترمذي وحسنه].
وبعد أخي المسلم وكما يجب علينا أن
نحقق التوحيد ونحذر مما يضاده وينافيه يجب علينا أيضاً أن نكون على منهج
أهل السنة والجماعة "الفرقة الناجية" منهج سلف هذه الأمة من الصحابة ومن
بعدهم في كل الجوأنب العقدية والسلوكية، فكما لأهل السنة منهج في العقيدة
في باب الأسماء والصفات وغيره، كذلك لهم منهج في السلوك والأخلاق والتعامل
والعبادات، وكل نواحي حياتهم، ولذلك لما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن
هذه الأمة سوف تفترق على ثلاث وسبعين فرقة قال: «كلها في النار إلا واحدة قيل من هم؟ قال: هم مثل ما أنا عليه الآن وأصحابي» فلم يقل هم من قال كذا أو فعل كذا... فقط، ولكن هم من وافقوا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في كل شئ.
فيجب عليك أخي:
1-
في باب الصفات، أن تصف الله عز وجل بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل... إذاً
فلا نفي إلا ما نفى الله ولا تشبيه على حد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11].
2- أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
3- الإيمان بما يكون بعد الموت من أحوال القبر وغيره.
4- الاعتقاد أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
5-
لا نكفر أحد بذنب دون الشرك ما لم يستحله، وأن فاعل الكبيرة إن تاب تاب
الله عليه، وإن مات ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء
عذبه ثم يدخله الجنة، وأنه لا يخلد في النار إلا من وقع في الكفر والشرك،
وترك الصلاة من الكفر.
6- أهل السنة يحبون الصحابة
ويعظموهم ويتولونهم كلهم، سواء أكانوا من أهل البيت أم من غيرهم من
الصحابة، ولا يعتقدون عصمة أحد منهم، وأفضل الصحابة هم أبو بكر الصديق ثم
عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
وأرضاهم، ويسكتون عما وقع بنيهم فكلهم مجتهدون، من أصاب له أجران ومن
أخطاء فله أجر واحد.
7- وهم يؤمنون بكرامات الأولياء وهم المتقون الصالحون قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس:62-63].
8- وهم لا يرون الخروج على الإمام ما أقام فيهم الصلاة، ولم يروا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان.
9-
وهم أيضاً، يؤمنون بالقدر خيره وشره بجميع مراتبه، ويعتقدون أن الإنسان
مسير ومخير، فهم لم ينفوا القدر ولم ينفوا اختيار البشر، بل أثبتوهما
جميعاً.
10- وهم يحبون الخير للناس، وهم خير الناس بل هم أعدل الناس للناس.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3754
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: التوحيد..
الإثنين 14 نوفمبر 2011, 19:37
كيف ترسخ التوحيد في قلبك؟
فضائل توحيد الألوهية
توحيد
الله وإفراده بالعبادة من أجلّ النعم وأفضلها على الإطلاق، وفضائله
وثمراته لا تعد ولا تحد، ففضائل التوحيد تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن
تلك الفضائل ما يلي:
1- أنّه أعظم نعمة أنعمها الله تعالى على
عباده حيث هداهم إليه، كما جاء في سورة النحل التي تسمى سورة النعم، فالله
عزّ وجلّ قدّم نعمة التوحيد على كل نعمة فقال في أول سورة النحل: {يُنَزِّلُ
الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} [سورة النحل: 2].
2- أنّه الغاية من خلق الجن والإنس، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
3- أنّه الغاية من إنزال الكتب ومنها القرآن، قال تعالى فيه: {الَر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
(1) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ
وَبَشِيرٌ (2)} [سورة هود: 1-2].
4- ومن فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما كما في قصة يونس عليه السلام.
5- ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار، إن كان في القلب منه أدنى مثقال حبة من خردل.
6- أنّه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية كما في حديث عتبان في الصحيحين.
7- أنّه يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [سورة الأنعام: 82].
8- أنّه السبب الأعظم لنيل رضا الله تبارك وتعالى وثوابه.
9- أنّه أسعد الناس بشفاعة رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلاّ الله خالصًا من قلبه.
10-
ومن أعظم فضائله أنّ جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في
قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها ـ على التوحيد، فكلما قوي
التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
11-
ومن فضائله أنّه يسهل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، ويسليه عند
المصيبات، فالمخلص لله تبارك وتعالى في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات،
لما يرجوه من ثواب ربه سبحانه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من
المعاصي، لما يخشى من سخطه وأليم عقابه.
12- ومنها أن التوحيد
إذا كمل في القلب حبب الله تعالى لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه
الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
13- ومنها أن يخفف
على العبد المكاره ويهون عليه الألم، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان،
يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح وبنفس مطمئنة ورضا بأقدار الله تعالى
المؤلمة.
14-
ومن أعظم فضائله أنّه يحرر العبد من رقّ المخلوقين، ومن التعلق بهم،
وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا هو العزّ الحقيقي، والشرف العالي،
فيكون بذلك متعبدًا لله تعالى فلا يرجو سواه ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلاّ
إليه، ولا يتوكل إلاّ عليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
15-
ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق
تحققاً كاملاًُ بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيراً، وتضاعف
أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب.
16-
ومن فضائله أن الله تعالى تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، والعز
والشرف، وحصول الهداية، والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال، والتسديد في
الأقوال والأفعال.
17- ومنها أن الله تبارك وتعالى يدفع عن
الموحدين شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة، والطمأنينة
إليه وبذكره، وشواهد ذلك من الكتاب والسنة كثيرة، فمن حقق التوحيد حصلت له
هذه الفضائل كلها وأكثر منها والعكس بالعكس.
أسباب ترسيخ التوحيد بالقلب
التوحيد
شجرة تنمو في قلب المؤمن فيسبق فرعها ويزداد نموها ويزدان جمالها كلما
سبقت بالطاعة المقربة إلى الله عزّ وجلّ، فتزاد بذلك محبة العبد لربه،
ويزداد خوفه منه ورجاؤه له ويقوى توكله عليه. ومن تلك الأسباب التي تنمي
التوحيد في القلب ما يلي:
1- فعل الطاعات رغبة فيما عند الله تبارك وتعالى.
2- ترك المعاصي خوفًا من عقاب الله.
3- التفكر في ملكوت السموات والأرض.
4- معرفة أسماء الله تعالى وصفاته ومقتضياتها وآثارها وما تدل عليه من الجلال والكمال.
5- التزود بالعلم النافع والعمل به.
6- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به.
7- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
8- دوام ذكر الله تبارك وتعالى على كل حال باللسان والقلب.
9- إيثار ما يحبه الله تعالى عند تزاحم المحاب.
10- التأمل في نعم الله سبحانه الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عباده.
11- انكسار القلب بين يدي الله تعالى وافتقاره إليه.
12- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
13- مجالسة أهل الخير والصلاح والإخلاص والمحبين لله عزّ وجلّ والاستفادة من كلامهم وسَمْتهم.
14- الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله تعالى من الشواغل.
15- ترك فضول الكلام والطعام والخلطة والنظر.
16- أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وأن يجاهد نفسه على ذلك.
17- سلامة القلب من الغلِّ للمؤمنين، وسلامته من الحقد والحسد والكبر والغرور والعجب.
18- الرضا بتدبير الله عز ّوجلّ.
19- الشكر عند النعم والصبر عند النقم.
20- الرجوع إلى الله تعالى عند ارتكاب الذنوب.
21- كثرة الأعمال الصالحة من بر وحسن خلق وصلة أرحام ونحوها.
22- الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
23- الجهاد في سبيل الله سبحانه.
24- إطابة المطعم.
25- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اللهم أحينا على التوحيد سعداء وأمتنا على التوحيد شهداء.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
دار القاسم - موقع طريق الدعوة
فضائل توحيد الألوهية
توحيد
الله وإفراده بالعبادة من أجلّ النعم وأفضلها على الإطلاق، وفضائله
وثمراته لا تعد ولا تحد، ففضائل التوحيد تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن
تلك الفضائل ما يلي:
1- أنّه أعظم نعمة أنعمها الله تعالى على
عباده حيث هداهم إليه، كما جاء في سورة النحل التي تسمى سورة النعم، فالله
عزّ وجلّ قدّم نعمة التوحيد على كل نعمة فقال في أول سورة النحل: {يُنَزِّلُ
الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} [سورة النحل: 2].
2- أنّه الغاية من خلق الجن والإنس، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
3- أنّه الغاية من إنزال الكتب ومنها القرآن، قال تعالى فيه: {الَر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
(1) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ
وَبَشِيرٌ (2)} [سورة هود: 1-2].
4- ومن فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما كما في قصة يونس عليه السلام.
5- ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار، إن كان في القلب منه أدنى مثقال حبة من خردل.
6- أنّه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية كما في حديث عتبان في الصحيحين.
7- أنّه يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [سورة الأنعام: 82].
8- أنّه السبب الأعظم لنيل رضا الله تبارك وتعالى وثوابه.
9- أنّه أسعد الناس بشفاعة رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلاّ الله خالصًا من قلبه.
10-
ومن أعظم فضائله أنّ جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في
قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها ـ على التوحيد، فكلما قوي
التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
11-
ومن فضائله أنّه يسهل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، ويسليه عند
المصيبات، فالمخلص لله تبارك وتعالى في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات،
لما يرجوه من ثواب ربه سبحانه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من
المعاصي، لما يخشى من سخطه وأليم عقابه.
12- ومنها أن التوحيد
إذا كمل في القلب حبب الله تعالى لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه
الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
13- ومنها أن يخفف
على العبد المكاره ويهون عليه الألم، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان،
يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح وبنفس مطمئنة ورضا بأقدار الله تعالى
المؤلمة.
14-
ومن أعظم فضائله أنّه يحرر العبد من رقّ المخلوقين، ومن التعلق بهم،
وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا هو العزّ الحقيقي، والشرف العالي،
فيكون بذلك متعبدًا لله تعالى فلا يرجو سواه ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلاّ
إليه، ولا يتوكل إلاّ عليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
15-
ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق
تحققاً كاملاًُ بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيراً، وتضاعف
أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب.
16-
ومن فضائله أن الله تعالى تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، والعز
والشرف، وحصول الهداية، والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال، والتسديد في
الأقوال والأفعال.
17- ومنها أن الله تبارك وتعالى يدفع عن
الموحدين شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة، والطمأنينة
إليه وبذكره، وشواهد ذلك من الكتاب والسنة كثيرة، فمن حقق التوحيد حصلت له
هذه الفضائل كلها وأكثر منها والعكس بالعكس.
أسباب ترسيخ التوحيد بالقلب
التوحيد
شجرة تنمو في قلب المؤمن فيسبق فرعها ويزداد نموها ويزدان جمالها كلما
سبقت بالطاعة المقربة إلى الله عزّ وجلّ، فتزاد بذلك محبة العبد لربه،
ويزداد خوفه منه ورجاؤه له ويقوى توكله عليه. ومن تلك الأسباب التي تنمي
التوحيد في القلب ما يلي:
1- فعل الطاعات رغبة فيما عند الله تبارك وتعالى.
2- ترك المعاصي خوفًا من عقاب الله.
3- التفكر في ملكوت السموات والأرض.
4- معرفة أسماء الله تعالى وصفاته ومقتضياتها وآثارها وما تدل عليه من الجلال والكمال.
5- التزود بالعلم النافع والعمل به.
6- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به.
7- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
8- دوام ذكر الله تبارك وتعالى على كل حال باللسان والقلب.
9- إيثار ما يحبه الله تعالى عند تزاحم المحاب.
10- التأمل في نعم الله سبحانه الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عباده.
11- انكسار القلب بين يدي الله تعالى وافتقاره إليه.
12- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
13- مجالسة أهل الخير والصلاح والإخلاص والمحبين لله عزّ وجلّ والاستفادة من كلامهم وسَمْتهم.
14- الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله تعالى من الشواغل.
15- ترك فضول الكلام والطعام والخلطة والنظر.
16- أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وأن يجاهد نفسه على ذلك.
17- سلامة القلب من الغلِّ للمؤمنين، وسلامته من الحقد والحسد والكبر والغرور والعجب.
18- الرضا بتدبير الله عز ّوجلّ.
19- الشكر عند النعم والصبر عند النقم.
20- الرجوع إلى الله تعالى عند ارتكاب الذنوب.
21- كثرة الأعمال الصالحة من بر وحسن خلق وصلة أرحام ونحوها.
22- الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
23- الجهاد في سبيل الله سبحانه.
24- إطابة المطعم.
25- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اللهم أحينا على التوحيد سعداء وأمتنا على التوحيد شهداء.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
دار القاسم - موقع طريق الدعوة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى