- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3753
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
التقوى زادنا إلى الجنة
الخميس 27 أكتوبر 2011, 21:40
التقوى زادنا إلى الجنة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لقد حفل القرآن في كثير من آياته بذكر التقوى والأمر بها وبيان ثمراتها والطريق الموصل إليها.
ولعظم شأن التقوى في الإسلام كان النبي يفتتح خطبه ببعض الآيات التي فيها الأمر بالتقوى، وسار الخطباء والوعاظ على هذه السبيل، إذ قلما تخلو خطبة أو موعظة من الوصية بالتقوى والحث على التحلي بها، وهذا يدل - بلا شك - على أهمية التقوى في حياة المسلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لقد حفل القرآن في كثير من آياته بذكر التقوى والأمر بها وبيان ثمراتها والطريق الموصل إليها.
ولعظم شأن التقوى في الإسلام كان النبي يفتتح خطبه ببعض الآيات التي فيها الأمر بالتقوى، وسار الخطباء والوعاظ على هذه السبيل، إذ قلما تخلو خطبة أو موعظة من الوصية بالتقوى والحث على التحلي بها، وهذا يدل - بلا شك - على أهمية التقوى في حياة المسلم.
ومن الآيات التي أمرت بالتقوى ورغبت فيها:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} [الأحزاب: 70].
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ} [الحشر: 18].
بل إن الله سبحانه جعل التقوى شرطا في حصول الإيمان فقال جل وعلا: {وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 57].
والتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ} [النساء: 13].
ولأهمية التقوى أمر الله تعالى نبيه بها فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} [الأحزاب: 1].
وجعل الله التقوى من خير ما يتزود به الإنسان فقال سبحانه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 197].
وذم سبحانه المتكبرين الذين لا يقبلون النصح بالتحلي بالتقوى، فقال سبحانه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بالإثم فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206].
وجعل سبحانه التفاضل بين الناس بميزان التقوى فقال جل وعلا: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
حقيقة التقوى:
قال الإمام ابن رجب: "وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه، من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه".
وقال القشيري: "فالتقوى جماع الخيرات" وحقيقة الاتقاء: التحرر بطاعة الله من عقوبته، وأصل التقوى: اتقاء الشرك، ثم بعد ذلك اتقاء المعاصي والسيئات، ثم بعد ذلك اتقاء الشبهات، ثم بعد ذلك ترك الفضلات".
وقال ابن مسعود في معنى قوله تعالى: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102] "أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر".
وقال سهل بن عبدالله: "من أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب كلها".
وقال الروذباري: "التقوى: مجانبة ما يبعدك عن الله".
وقيل: يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء:
1- حسن التوكل فيما لم ينل.
2- وحسن الرضا فيما قد نال.
3- وحسن الصبر على ما قد مضى.
وقال خالد بن شوذب: "شهدت الحسن، وأتاه فرقد السبخي وعليه جبة صوف، فأخذ الحسن بتلابيبه ثم قال: "يا فرقد! - مرتين أو ثلاثا - إن التقوى ليس في هذا الكساء، إنما التقوى ما وقر في القلب وصدقه العمل".
علاقة العلم بالتقوى:
والتقوى لا تقوم إلا على ساق العلم، فالجاهل لا يمكن أن يكون تقيا؛ لأنه لا يعلم ما يتقى وما لا يتقى، وهذا غاية التخليط.
قال الإمام ابن رجب: "وأصل التقوى: أن يعلم العبد ما يتقى ثم يتقى".
وقال بكر بن خنيس: "كيف يكون متقيا من لا يدري ما يتقي".
وقال معروف: "إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة فلم تغض بصرك، وإذا كنت لا تحسن تتقي وضعت سيفك على عاتقك - أي: شهرت سيفك وقاتلت في الفتنة-".
مراتب التقوى:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"التقوى ثلاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
الثانية: حميتهما عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيد صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته".
الطريق إلى التقوى (وسائلها):
يمكن تقسيم التقوى إلى قسمين: واجبة ومستحبة:
أما الواجبة: فلا يمكن أن تتحقق إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات، وأعظم الواجبات: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأعظم المحرمات: الشرك بالله والكفر بجميع أنواعه. قال تعالى {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة: 1 : 4].
قال معاذ بن جبل: "ينادى يوم القيامة: "أين المتقون؟" فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر، قالوا له: "من المتقون؟" قال: "قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله بالعبادة".
وقال الحسن: "المتقون اتقوا ما حرم عليهم، وأدوا ما افترض عليهم".
وقال عمر بن عبد العزيز: "ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله: ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيرا، فهو خير إلى خير".
وأما التقوى المستحبة: فهي تكون بفعل المندوبات وترك المكروهات، وربما بالغ المتقي في التنزه عن بعض ما هو حلال مخافة الوقوع في الحرام.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرام يكون بينه وبين الحرام".
وقال الحسن: "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام".
وقال الثوري: "إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى".
- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3902
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: التقوى زادنا إلى الجنة
الخميس 27 أكتوبر 2011, 22:46
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى