منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28469
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
مواعظ ابن الجوزي - الفصل الخامس والعشرون 1393418480781

مواعظ ابن الجوزي - الفصل الخامس والعشرون 140

مواعظ ابن الجوزي - الفصل الخامس والعشرون Empty مواعظ ابن الجوزي - الفصل الخامس والعشرون

الخميس 22 سبتمبر 2011, 21:22
الفصل الخامس والعشرون
احذر الغفلة
قال الله عز وجل: (وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى)0 فإن اختلف المفسرون في المراد بمقام ربه على قولين: أحدهما: إنه قيام العبد بين يدي ربه يوم الجزاء0 والثاني: إنه قيام الله تعالى عباده فأحصى ما اكتسب، والمراد بالهوى ههنا، ما يهوى العبد من المحارم، فيذكر مقامه للحسنات، واعلم: أن من تفكر عند إقدامه على الخطيئة في نظر الحق إليه رده فكره خجلاً مما هم به، فالناس في ذلك على مراتب فمنهم من يتفكر عند جولان الهم بالذنب فيستحي من مساكنة ذلك الخاطر، وهذا مقام أهل الصفا، ومنهم من قويت أسباب غفلته فهو ساكن ذلك الهم إلا أنه لا يعزم عليه، ومنهم من يعزم لقوة غفلته، فهو يستسقي إقدامه فيما عزم عليه، ومنهم من زاد على ذلك بمقارنته المحظور ومداناته، ثم تدركه اليقظة، وإنما يكون هذا على مقدار تكاثف الغفلة وقلتها، فيفكر عند خاطره في عظمته من قد علم، وعند يقظه في جلال من قد سمع، وعند فعله في عزة من قد رأى، وهذا الفكر إنما نبت عن إصرار راسخ من الإيمان في القلب راعاه الحق إليه حذار علته ومعاملة صادقة في الخلوة، إلا أن الغفلة عن التذكرة والسعي على جادة الهوى غشى على القلب، وران عليه فإذا هم بخطيئة أو قاربها اقتلب مراعاة الحق إليه، خذ مراعاته بحق الحق قبل ذلك كما قال الله عز وجل: (فَلَولا أَنَّهُ كَانَ مِن المُسَبِّحِينَ)، وقال: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً)، وكما جاء في الحديث: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)0 فما ينفر طائر قلبه من وسخ العزم على الذنب ثم عام في بحر الحياة خجلاً مما هم به يخرج نقياً بعد الوسخ طاهراً بعد النجس، لأن الأصل محفوظ بالصدق ومرهون بالإيمان، ولولا لطف الحق لكشف حجب الغفلة لبراقع الذنب، غير أنه أراه برهان الهدى فرجع، وأقام له هاتف التقوى فخشع، والقلوب تحن إلى ما اعتادت وألفت، وتنازع إلى ما مرنت عليه وعرفت0 أما سمعت قول عمر بن أُبىَّ:
بَينَما نَحنُ في ولادِكَ فالقاعُ ... سِراعاً والعيشُ يهوى هوياً
خَطَرت خطرَةً عَلى القلبِ مِن ... ذِكراكَ وهُنا فما أَطقت مضياًّ
قُلتُ للشوقِ إِذا دعاني ... لبيك وللحاديين ردُّوا المطيَّا
أثارَهُم بعدَهُم وما صَنعوا ... تخبرنا أُئُناً لَهُم تيعُ
يا واقِفاً بالدِّيارِ مُكتَئباً ... يندِبُ قَوماً مَن مَلكهم نُزعوا
ادخل إِلى الدارِ فهيَ خاليةٌ ... مِن سادة في التُراب قَد وضَعوا
إِذا تأَملتُهُم كأَنَهُم ما ... نَظَروا نَظرةً ولا سمعوا
ولا جرى بينهم مذاكرة ... ولا لنصر سعوا ولا نفعوا
كانوا كركب خطور رحالهم ... فما استَراحوا حتَى لَها رجَعوا
تم كتاب الياقوتة على التمام والكمال، والحمد لله وحده وصلى الله عليى سيدنا محمد وآله وسلم0

________________________________________________
مواعظ ابن الجوزي - الفصل الخامس والعشرون 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى