الثلاثاء 06 سبتمبر 2011, 23:19
الترغيب في فعل الحسناترقم الحديث : 37عن ابنِ عبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما،عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما يَرْويهِ عن رَبِّهِ تَباركَ وتعالى قال: 'إنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ : فَمَنْ هَمَّبِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا كَتَبَها اللهُ عِنْدَهُ حَسَنةً كامِلَةً، وإنْهَمَّ بها فَعَمِلها كَتَبَها اللهُ عنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إلى سَبْعِ مِئَةِضِعْفٍ إلى أضْعافٍ كَثيرَةٍ، وإن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبهااللهُ عنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وإن هَمَّ بها فَعَمِلها كَتَبَها اللهُ سيَئّةًواحِدَة'. رواهُ البخاري ومُسلمٌ في صحيحيهما بهذه الحروف.
مفرداتالحديث:
'كتب الحسنات والسيئات': أمر الملائكة الحفظة بكتابتهما _ كما فيعلمه _ على وَفق الواقع.
'هَمَّ': أراد وقصد.
'بحسنة': بطاعة مفروضةأو مندوبة.
'ضعف': مثل.
'سيئة': بمعصية صغيرة كانت أوكبيرة.
المعنى العام:
تضمن الحديث كتابة الحسنات والسيئات، والهمبالحسنة والسيئة، وفيما يلي الأنواع الأربعة:
عمل الحسنات: كل حسنة عملهاالعبد المؤمن له بها عشر حسنات، وذلك لأنه لم يقف بها عند الهم والعزم، بل أخرجهاإلى ميدان العمل، ودليل ذلك قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُأَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]. وأما المضاعفة على العشر لمن شاء الله أن يضاعف له،فدليله قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِاللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍمِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]. روى مسلم عن ابن مسعود قال: 'جاء رجل بناقة مخطومة فقال: يا رسولالله هذه في سبيل الله، فقال: لك بها يوم القيامة سَبْعُ مِئَةِناقة'.
ومضاعفة الحسنات زيادة على العشر إنما تكون بحسب حسن الإسلام، وبحسبكمال الإخلاص، وبحسب فضل العمل وإيقاعه في محله الملائم.
عمل السيئات: وكلسيئة يقترفها العبد تكتب سيئة من غير مضاعفة، قال تعالى: {وَمَنْ جَاءَبِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160]، لكن السيئة تعظم أحياناً بسبب شرف الزمان أو المكان أوالفاعل:
فالسيئة أعظم تحريماً عند الله في الأشهر الحرم، لشرفها عندالله.
والخطيئة في الحرم أعظم لشرف المكان.
والسيئة من بعض عباد اللهأعظم، لشرف فاعلها وقوة معرفته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى.
الهمبالحسنات: ومعنى الهم الإرادة والقصد، والعزم والتصميم، لا مجرد الخاطر، فمن همبحسنة كتبها الله عنده حسنة واحدة، وذلك لأن الهم بالحسنة سبب وبداية إلى عملها،وسبب الخير خير، وقد ورد تفسير الهم في حديث أبي هريرة عند مسلم 'إذا تحدث عبدي بأنيعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة'.
الهم بالسيئات: وإذا هم العبد بسيئة ولميعملها، كتبت له حسنة كاملة، وفي حديث البخاري 'وإن تركها من أجلي' وهذا يدل على أنترك العمل مقيد بكونه لله تعالى، والتارك يستحق الحسنة الكاملة، لأنه قصد عملاًصالحاً، وهو إرضاء الله تعالى بترك العمل السيء. أما من ترك السيئة بعد الهم بهامخافة من المخلوقين أو مراءاة لهم، فإنه لا يستحق أن تكتب له حسنة.
وقالالخطابي: محل كتابة الحسنة على الترك أن يكون التارك قد قدر على الفعل ثم تركه، لأنالإنسان لا يسمى تاركاً إلا مع القدرة ويدخل فيه من حال بينه وبين حرصه على الفعلمانع، كأن يمشي إلى امرأة ليزني بها مثلاً فيجد الباب مغلقاً ويتعسرفتحه.
أن رحمة الله بعباده المؤمنين واسعة، ومغفرته شاملة، وعطاءه غيرمحدود.
لا يؤاخذ الله تعالى على حديث النفس والتفكير بالمعصية إلا إذا صدقذلك العمل والتنفيذ.
على المسلم أن ينوي فعل الخير دائماً وأبداً، لعله يكتبله أجره وثوابه، ويروض نفسه على فعله إذا تهيأت له الأسباب.
الإخلاص في فعلالطاعة وترك المعصية هو الأساس في ترتب الثواب، وكلما عظم الإخلاص كلما تضاعف الأجروكثر الثواب.
|
________________________________________________