- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3896
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
لا تحزن انها لا تستحقك
السبت 03 سبتمبر 2011, 01:36
الحياة رحلة مليئة بالأحداث والمواقف التي تصقل الانسان وتعينه وتنقله من مرحلة الي أخري.
لذلك فان الله سبحانه وتعالي يجعل من الناس أسبابا كما يجعل من الظروف والحوادث والأشياء أسبابا لتكون في عون العبد وصقله فيجب علي العبد أن يشكر الله دائما علي العون الذي يستمده من الله عز وجل.
ونجد أن صور العون كثيرة.. أحيانا يجيء العون في شكل موقف ، وتارة في شكل شيء أو حدث حقق أمرا لم يكن يتوقعه العبد أبدا.
والحياة طريق واسع طويل، وأحداثها محطات يمر بها الانسان ولها تأثير فعال علي كل فرد ولكن يختلف هذا التأثير من شخص لآخر فهناك من يمر علي هذه المحطات مرورا سريعا ثم يستكمل طريقه الذي بدأه وتكون هذه المحطات عونا له في الطريق ، وهناك من يتوقف عندها حيث يعرف ويدرك أنه ضل الطريق ، وأن هذه المحطات لم تكن عونا له بل أفقدته هدفه الرئيسي وأبعدته عن غايته المنشودة.. وهنا يجب أن يترك هذه المحطة ويعود فورا الي طريقه الأصلي الذي بدأه قبل أن تقابله هذه العثرات.
ودائما تهذبنا الأيام، وتقومنا الآلام، وتعلمنا المحن والإبتلاءات دروس هامة في الحياة حيث نعرف معني الصبر والتوكل علي الله وأهمية التأمل في كل شيء حيث أن كل أمر في الحياة له معني ظاهري وباطني ويجب أن يقف الإنسان منه وقفة تأمل محاولا معرفة هذا الشيء أو ذلك الأمر مستعينا بالله وحده لاجئا اليه هو وحده طالبا العون منه في كشف حقيقة هذا الأمر مما يؤدي الي صقل نفسه ويستشعره بحلاوة الايمان..ودفء القلب.. وانشراح الصدر متمتعا منعما بالحب الالهي.
ونحن أمام قصة تعبر أحداثها عن الألم النفسي وكيف يكون ثمنا للصدق والاخلاص والوفاء..
كان شريف انسانا متدينا متفائلا متفتحا للحياة ذو قيم عليا ، ومثل سامية، وخلق كريم.. ناجحا في عمله .. يرضي ربه في سلوكياته.
وتمر الأيام به بين النعمة والابتلاء، شاكرا ربه علي نعمته سبحانه.. صابرا علي ابتلائه ثم بدأ يفكر في ضرورة الارتباط للاستقرار العائلي داعيا ربه لتوفيقه الي الزوجة الصالحة التي يرضي عنها الله ورسوله.
وما أن وقع نظره علي عبير حتي بدأ القلب يفتح أبوابه ويتسع بأنواره يدعوه الي الارتباط.. فاستجاب الي نداء الحب.
ولم يكن يعرف شريف حينئذ انه معرض الي محنة تحتاج منه الي صبر وهدوء نفسي...
ولم يكن يدرك وقتئذ أنه مقبل علي مرحلة من مراحل العذاب والهوان والألم النفسي...
وفي غضون أيام قليلة تمت خطبة شريف الي عبير وكان سعيدا فرحا بهذه الخطبة تحمله الأيام بين أجمل الأحلام والأماني التي يصبو الي تحقيقها هادفا الي اسعاد شريكة عمره بكل ما يملك من مشاعر الحنان والحب والسلام متمنيا أن يحقق السعادة وله ولها.
وبدأ يقترب منها شيئا فشيئا حتي أحس منها نفس الشعور المتبادل بالألفة والمحبة والمودة وأمنياتها في تحقيق السعادة والهدوء النفسي له ولأسرتها الجديدة وأصبحت عبير تحظي بالحب والرعاية من الجميع.
ولأن الأمر كان سهلا وميسرا أمام شريف فقرر بسرعة أن يتمم الارتباط ويسرع في عقد القرآن. وكانت حفلة عقد القرآن حفلة جميلة يسودها البساطة والهدوء والجميع كان فرحا وسعيدا. وتم الاتفاق علي اعطاء مهلة لا تتعدي شهورا للترتيب للزواج.
اضطرت ظروف عمل شريف بأن يسافر لمدة قصيرة في رحلة عمل يعود بعدها لإنجاز الترتيبات النهائية للزفاف.
وبمجرد عودته من رحلته الناجحة ومشاعر الفرحة تملأه اصطدم بالواقع الأليم حيث وجد كل شيء غريبا ومختلفا وموحشا.
وكانت الصدمة الكبري له أن وجد تغيير كلي وجذري في شريكة عمره ومن اختارها قلبه لتواصل معه رحلة العمر في الحياة.
تبدلت مشاعرها نحوه الي عدم الاهتمام به وبوجوده وبمشاعره واهتماماته، والمبالاة في كل شيء وبدأت تتغير تجاهه ويحاول كثيرا في معرفة أسباب هذا التغيير دون جدوي.
ولم يقف عند هذا الحد بل تمادت هذه الزوجة في أن ترمي زوجها بالاتهامات الباطلة التي لا أساس لها في الواقع والقذف به أمام أصدقائه وأهله مما جعله يشعر بالإهانة والإساءة الي سمعته وهو الذي ظل يحافظ طوال عمره علي اسمه وسمعته.
وهنا بدأت طيور الحب تبكي حزنا لما يحدث وبدأ القلب يغلق أبوابه والعقل يشير الي اتمام الانفصال للحفاظ علي ما تبقي للنفس من الكرامة والاحترام.
وأتم شريف الانفصال بعد محاولات عديدة مع زوجته لتراجع نفسها فيما تفعله ولكن دون جدوي لقد صدأ القلب .. وتغيرت النفس من نفس هادئة قويمة الي نفس مغرورة متكبرة الشيطان حليفها.
عاش شريف فترة غارقا في أحزانه وآلامه .. نفسه ثائرة تحيا بين الألم النفسي والعذاب القلبي متسائلا:
ما الذي فعلته .. ما الذي جنيته لتقابل حبي واخلاصي وصدقي بالغدر؟
هل أصبح الألم النفسي الذي أعانيه ثمنا للصدق..؟
هل أصبح العذاب الذي أحياه ضريبة الاخلاص..؟
ما هذا الذي نحيا فيه .. أتنقلب المعايير والمقاييس في هذا الزمان... فيقابل الخير بالشر، ويقابل الحب بالغدر، وتقابل الفضائل بالضغائن والحقد والسلوكيات الخالية من الضمائر..!!
ربي رحماك ياربي ...
وكاد شريف أن يسجن أسيرا في ظلال أحزانه وآلامه وكاد أن يقترب من مرحلة الضياع النفسي حيث بدأ يهمل كل شيء في حياته لولا إيمانه القوي بالله وحبه لله الذي أنقذه وبدأ صوت الحق يناديه بأن يرتفع فوق الأحداث وما تراه خيرا أمامك فهو شر لك وينقذك الله من هذا الشر ، وبدأ يحس بقوة تسري في كيانه تفك أسره من سجن الأحزان والآلام ويجري ليغتسل ويصلي ليستغفر الله لأنه ترك نفسه التي هي وديعة من الله أسيرة للحزن والألم ولم يتمسك بقول الله تعالي:
" واصبر وما صبرك الا بالله " -"النحل:127"
" وعسي أن تكرهوا شيءا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " " سورة البقرة:216"
وبدأ يفيق من أحزانه ويعود الي ايمانه القوي مؤمنا بأن الله معه وأنه بلا شك يدخر له شيئا أفضل. وبسرعة عاد شريف الي طبيعته الأولي المرحة وشعر بتوفيق الله له في عمله وبدأت أبواب النجاح والراحة تفتح أمامه.
وكلما يناديه القلب لكي يفكر في الارتباط مرة أخري لا يستجيب لهذا النداء حيث قرر أن يأخذ فترة يلتقط فيها أنفاسه حتي لا يظلم نفسه ولا أي شخص آخر.
وبلا شك أن الإنسان دائما تلوح أمامه ذكريات حياته بين الحين والآخر .. وعندما يحدث ذلك لشريف ويتذكر ما حدث والجرح الذي تسببت فيه زوجته السابقة تملأ عيناه الدموع وتصعب عليه نفسه الخيرة القويمة.
وبسرعة يشعر شريف بأن الله معه، وأنه في رحمة الله حيث لا يتركه سبحانه تلعب به مشاعر الحزن والألم مرة أخري وفي لحظات خاطفة يشعر بأن صوتا يناديه:
" لا تحزن ياصاحبي .. انها لا تستحقك"
وأحمد الله علي أنه سبحانه أنقذك منها ، ونجاك من شرها فلا تدري ربما كان ارتباطك بها سوف يكون هو الارتباط المعذب .. فالطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات.
انك علي خلق كريم وكن علي يقين بأن الله لن يخذلك وما شاء الله فعل ، ولا شك بأن الله يقدر لك شيئا أفضل فيه الخير الكثير واعتبر أن ما حدث لك هو فقط نقطة تحول في حياتك، وابتلاء لصقلك، ومولد جديد تبدأ به طريقك بحب ورضي وسلام.
وهنا أدرك شريف الحقيقة الكبري وهو أن ما حدث له كان في ظاهره العذاب وإنما كان يحمل له في باطنه الرحمة وأصبح لديه شعور عميق بأنه مقبل علي حياة أخري جديدة .. حياة فيها الهدوء والاستقرار.. الأمن والأمان.. النور والصفاء فبدأ يشعر بالفرحة والسعادة والسلام الروحي الداخلي يبث في كيانه كله يطرد أحزانه ويبدل آلامه الي حب وخير كبير يملأه ، وهنا أيقن بأن الله معه وأنه يحيا في ظلال رحمة الله ولمسات حنانه وعرف حينئذ بأنه يملك كنزا كبيرا لا تساويه كنوز الدنيا ومتاعها وهو حب الله الكبير ، وفضل الله العظيم.
وبدأ شريف مرحلة حياته الجديدة بايمان وقوة حيث سافر الي الأراضي الحجازية لأداء مناسك العمرة يغسل فيها نفسه ويطهر قلبه طاردا أحزانه وآلامه شاكرا لله رحمته به آملا في رضاه طامعا في عفوه آخذا العهد علي نفسه بأن يعود شخصا آخر ثابتا قويا يحيا بين الأمل والسلام يملأه الايمان عازما علي العمل الجاد والاخلاص المتفاني حبا لله داعيا الله بأن يعوضه خيرا كثيرا وفضلا كبيرا.
وأخيرا نلقي الضوء علي حقيقة ثابته تعبر عنها الأيام ونتعلمها من المحن التي تواجهنا في الحياة:
" من لا يقدر قيمة الخير والفضائل التي تملأك فلا يستحقك ...
ولا يستحق الحزن عليه أو الألم من أجله ، ولتدخر مشاعرك لمن يستحقها..."
لذلك فان الله سبحانه وتعالي يجعل من الناس أسبابا كما يجعل من الظروف والحوادث والأشياء أسبابا لتكون في عون العبد وصقله فيجب علي العبد أن يشكر الله دائما علي العون الذي يستمده من الله عز وجل.
ونجد أن صور العون كثيرة.. أحيانا يجيء العون في شكل موقف ، وتارة في شكل شيء أو حدث حقق أمرا لم يكن يتوقعه العبد أبدا.
والحياة طريق واسع طويل، وأحداثها محطات يمر بها الانسان ولها تأثير فعال علي كل فرد ولكن يختلف هذا التأثير من شخص لآخر فهناك من يمر علي هذه المحطات مرورا سريعا ثم يستكمل طريقه الذي بدأه وتكون هذه المحطات عونا له في الطريق ، وهناك من يتوقف عندها حيث يعرف ويدرك أنه ضل الطريق ، وأن هذه المحطات لم تكن عونا له بل أفقدته هدفه الرئيسي وأبعدته عن غايته المنشودة.. وهنا يجب أن يترك هذه المحطة ويعود فورا الي طريقه الأصلي الذي بدأه قبل أن تقابله هذه العثرات.
ودائما تهذبنا الأيام، وتقومنا الآلام، وتعلمنا المحن والإبتلاءات دروس هامة في الحياة حيث نعرف معني الصبر والتوكل علي الله وأهمية التأمل في كل شيء حيث أن كل أمر في الحياة له معني ظاهري وباطني ويجب أن يقف الإنسان منه وقفة تأمل محاولا معرفة هذا الشيء أو ذلك الأمر مستعينا بالله وحده لاجئا اليه هو وحده طالبا العون منه في كشف حقيقة هذا الأمر مما يؤدي الي صقل نفسه ويستشعره بحلاوة الايمان..ودفء القلب.. وانشراح الصدر متمتعا منعما بالحب الالهي.
ونحن أمام قصة تعبر أحداثها عن الألم النفسي وكيف يكون ثمنا للصدق والاخلاص والوفاء..
كان شريف انسانا متدينا متفائلا متفتحا للحياة ذو قيم عليا ، ومثل سامية، وخلق كريم.. ناجحا في عمله .. يرضي ربه في سلوكياته.
وتمر الأيام به بين النعمة والابتلاء، شاكرا ربه علي نعمته سبحانه.. صابرا علي ابتلائه ثم بدأ يفكر في ضرورة الارتباط للاستقرار العائلي داعيا ربه لتوفيقه الي الزوجة الصالحة التي يرضي عنها الله ورسوله.
وما أن وقع نظره علي عبير حتي بدأ القلب يفتح أبوابه ويتسع بأنواره يدعوه الي الارتباط.. فاستجاب الي نداء الحب.
ولم يكن يعرف شريف حينئذ انه معرض الي محنة تحتاج منه الي صبر وهدوء نفسي...
ولم يكن يدرك وقتئذ أنه مقبل علي مرحلة من مراحل العذاب والهوان والألم النفسي...
وفي غضون أيام قليلة تمت خطبة شريف الي عبير وكان سعيدا فرحا بهذه الخطبة تحمله الأيام بين أجمل الأحلام والأماني التي يصبو الي تحقيقها هادفا الي اسعاد شريكة عمره بكل ما يملك من مشاعر الحنان والحب والسلام متمنيا أن يحقق السعادة وله ولها.
وبدأ يقترب منها شيئا فشيئا حتي أحس منها نفس الشعور المتبادل بالألفة والمحبة والمودة وأمنياتها في تحقيق السعادة والهدوء النفسي له ولأسرتها الجديدة وأصبحت عبير تحظي بالحب والرعاية من الجميع.
ولأن الأمر كان سهلا وميسرا أمام شريف فقرر بسرعة أن يتمم الارتباط ويسرع في عقد القرآن. وكانت حفلة عقد القرآن حفلة جميلة يسودها البساطة والهدوء والجميع كان فرحا وسعيدا. وتم الاتفاق علي اعطاء مهلة لا تتعدي شهورا للترتيب للزواج.
اضطرت ظروف عمل شريف بأن يسافر لمدة قصيرة في رحلة عمل يعود بعدها لإنجاز الترتيبات النهائية للزفاف.
وبمجرد عودته من رحلته الناجحة ومشاعر الفرحة تملأه اصطدم بالواقع الأليم حيث وجد كل شيء غريبا ومختلفا وموحشا.
وكانت الصدمة الكبري له أن وجد تغيير كلي وجذري في شريكة عمره ومن اختارها قلبه لتواصل معه رحلة العمر في الحياة.
تبدلت مشاعرها نحوه الي عدم الاهتمام به وبوجوده وبمشاعره واهتماماته، والمبالاة في كل شيء وبدأت تتغير تجاهه ويحاول كثيرا في معرفة أسباب هذا التغيير دون جدوي.
ولم يقف عند هذا الحد بل تمادت هذه الزوجة في أن ترمي زوجها بالاتهامات الباطلة التي لا أساس لها في الواقع والقذف به أمام أصدقائه وأهله مما جعله يشعر بالإهانة والإساءة الي سمعته وهو الذي ظل يحافظ طوال عمره علي اسمه وسمعته.
وهنا بدأت طيور الحب تبكي حزنا لما يحدث وبدأ القلب يغلق أبوابه والعقل يشير الي اتمام الانفصال للحفاظ علي ما تبقي للنفس من الكرامة والاحترام.
وأتم شريف الانفصال بعد محاولات عديدة مع زوجته لتراجع نفسها فيما تفعله ولكن دون جدوي لقد صدأ القلب .. وتغيرت النفس من نفس هادئة قويمة الي نفس مغرورة متكبرة الشيطان حليفها.
عاش شريف فترة غارقا في أحزانه وآلامه .. نفسه ثائرة تحيا بين الألم النفسي والعذاب القلبي متسائلا:
ما الذي فعلته .. ما الذي جنيته لتقابل حبي واخلاصي وصدقي بالغدر؟
هل أصبح الألم النفسي الذي أعانيه ثمنا للصدق..؟
هل أصبح العذاب الذي أحياه ضريبة الاخلاص..؟
ما هذا الذي نحيا فيه .. أتنقلب المعايير والمقاييس في هذا الزمان... فيقابل الخير بالشر، ويقابل الحب بالغدر، وتقابل الفضائل بالضغائن والحقد والسلوكيات الخالية من الضمائر..!!
ربي رحماك ياربي ...
وكاد شريف أن يسجن أسيرا في ظلال أحزانه وآلامه وكاد أن يقترب من مرحلة الضياع النفسي حيث بدأ يهمل كل شيء في حياته لولا إيمانه القوي بالله وحبه لله الذي أنقذه وبدأ صوت الحق يناديه بأن يرتفع فوق الأحداث وما تراه خيرا أمامك فهو شر لك وينقذك الله من هذا الشر ، وبدأ يحس بقوة تسري في كيانه تفك أسره من سجن الأحزان والآلام ويجري ليغتسل ويصلي ليستغفر الله لأنه ترك نفسه التي هي وديعة من الله أسيرة للحزن والألم ولم يتمسك بقول الله تعالي:
" واصبر وما صبرك الا بالله " -"النحل:127"
" وعسي أن تكرهوا شيءا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " " سورة البقرة:216"
وبدأ يفيق من أحزانه ويعود الي ايمانه القوي مؤمنا بأن الله معه وأنه بلا شك يدخر له شيئا أفضل. وبسرعة عاد شريف الي طبيعته الأولي المرحة وشعر بتوفيق الله له في عمله وبدأت أبواب النجاح والراحة تفتح أمامه.
وكلما يناديه القلب لكي يفكر في الارتباط مرة أخري لا يستجيب لهذا النداء حيث قرر أن يأخذ فترة يلتقط فيها أنفاسه حتي لا يظلم نفسه ولا أي شخص آخر.
وبلا شك أن الإنسان دائما تلوح أمامه ذكريات حياته بين الحين والآخر .. وعندما يحدث ذلك لشريف ويتذكر ما حدث والجرح الذي تسببت فيه زوجته السابقة تملأ عيناه الدموع وتصعب عليه نفسه الخيرة القويمة.
وبسرعة يشعر شريف بأن الله معه، وأنه في رحمة الله حيث لا يتركه سبحانه تلعب به مشاعر الحزن والألم مرة أخري وفي لحظات خاطفة يشعر بأن صوتا يناديه:
" لا تحزن ياصاحبي .. انها لا تستحقك"
وأحمد الله علي أنه سبحانه أنقذك منها ، ونجاك من شرها فلا تدري ربما كان ارتباطك بها سوف يكون هو الارتباط المعذب .. فالطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات.
انك علي خلق كريم وكن علي يقين بأن الله لن يخذلك وما شاء الله فعل ، ولا شك بأن الله يقدر لك شيئا أفضل فيه الخير الكثير واعتبر أن ما حدث لك هو فقط نقطة تحول في حياتك، وابتلاء لصقلك، ومولد جديد تبدأ به طريقك بحب ورضي وسلام.
وهنا أدرك شريف الحقيقة الكبري وهو أن ما حدث له كان في ظاهره العذاب وإنما كان يحمل له في باطنه الرحمة وأصبح لديه شعور عميق بأنه مقبل علي حياة أخري جديدة .. حياة فيها الهدوء والاستقرار.. الأمن والأمان.. النور والصفاء فبدأ يشعر بالفرحة والسعادة والسلام الروحي الداخلي يبث في كيانه كله يطرد أحزانه ويبدل آلامه الي حب وخير كبير يملأه ، وهنا أيقن بأن الله معه وأنه يحيا في ظلال رحمة الله ولمسات حنانه وعرف حينئذ بأنه يملك كنزا كبيرا لا تساويه كنوز الدنيا ومتاعها وهو حب الله الكبير ، وفضل الله العظيم.
وبدأ شريف مرحلة حياته الجديدة بايمان وقوة حيث سافر الي الأراضي الحجازية لأداء مناسك العمرة يغسل فيها نفسه ويطهر قلبه طاردا أحزانه وآلامه شاكرا لله رحمته به آملا في رضاه طامعا في عفوه آخذا العهد علي نفسه بأن يعود شخصا آخر ثابتا قويا يحيا بين الأمل والسلام يملأه الايمان عازما علي العمل الجاد والاخلاص المتفاني حبا لله داعيا الله بأن يعوضه خيرا كثيرا وفضلا كبيرا.
وأخيرا نلقي الضوء علي حقيقة ثابته تعبر عنها الأيام ونتعلمها من المحن التي تواجهنا في الحياة:
" من لا يقدر قيمة الخير والفضائل التي تملأك فلا يستحقك ...
ولا يستحق الحزن عليه أو الألم من أجله ، ولتدخر مشاعرك لمن يستحقها..."
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى