- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3912
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
الصـدق .............
السبت 03 سبتمبر 2011, 01:27
الصدق هو الأخبار عن الشيء بما هو عليه، وإظهاره على حقيقته، وهو من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان حتى يكتب عند الله صادقا صديقا، ويفوز بالقرب منه سبحانه وتعالى، فالعباد المقربون هم العباد الصادقون.
والصدق على الحقيقة هو الفضيلة الأساسية للحياة الإنسانية، ولقد كان خلق الرسول عليه الصلاة والسلام الصدق، وكان الصحابة يؤثرون الصدق مهما كان وراءه من الألم والصعاب لأن الكذب لا يدعم الإنسان، ولا ينشىء الأخلاق، ولا يقيم الأمم ولا المجتمعات .
والصوفية يرون أن الصادق هو من اعتاد الصدق، فإذا وصل إلى العادة أصبح صدوقا، وهنا يصبح الصدق من أخلاقه في الدنيا والآخرة، فيمن الله سبحانه وتعالى عليه بمرتبة هي أعلى المراتب والمقامات الروحية، وهى مرتبة الصديقين .
ولا صدق إلا عن طريق الحق، لأن العدل والحق صدق أو من الصدق، والعارف هو الذي يتجه نحو الصدق، ويمتاز عارف من عارف بدرجة صدقه، لا بدرجة ما يحصل عليه من العلوم.
فالصدق قوة للعارف في سيره إلى غايته، ولذلك كانت التقوى درجات، والإيمان مراتب00 حسب درجات الصدق في التقوى والايمان.
ومراتب الصدق ثلاث هي:
1)مرتبة المتقين: وهم أصحاب الإرادات القوية الذين يتبعون تعاليم الشريعة الإسلامية من أمر بمعروف، ونهى عن المنكر، والإخلاص في ا لسير والسلوك .
2) مرتبة الصادقين: وهم الذين استكملوا طريقهم وسلكوا سبيل الصدق فدخلوا في رحاب المعرفة وأصبحوا من الصادقين.
3) مرتبة الصديقين: وهم أصحاب الحكمة العليا أو الولاية العظمى من العلماء والحكماء، حيث يدفعهم صدقهم لمواصلة السير في طريق الله، فيدركون هذه المرتبة الثالثة بأمر الله .. تلك هي مرتبة الصديقين.
الصدق عماد الأمر وبه تمامه وفيه نظامه، وأهم ما يلقن المريد في الطريق الصوفي الصدق .. فلا صلاح بدونه، ولا يرجى فائدة بغيره .
ولقد قيل عن الصدق أنه القول الحق في مواطن الهلكة، وأنه موافقة السر ا لنطق، وأنه الوفاء لله عز وجل بالعمل .
كما قيل أن مدار الحكمة على ثلاث أشياء: الصدق، والتصديق، والتحقيق، فالصدق باللسان، والتصديق بالقلب، والتحقيق بالجوارح .
ويرى الحكيم الترمذي أن الصدق يتعلق بناحيتين إحداهما عقلية وأخلاقية، وبهذا يدخل في شعبة العدل الذي هو من شعب المعرفة، ومن ناحية أخرى يتعلق الصدق بالناحية الاجتماعية فيضم بين جنباته أيضا جانبا كبيرا من شعبة الحق .
وبهذا المعنى يكون الصدق عند الحكيم التزمذي الصورة المتطورة للمعرفة، والتي تبدأ بالحق ثم تندرج إلى أن يصل إلى الصدق نفسه بعناصره ومقوماته، ويحدد الحكيم مقومات الصدق في ثلاث: المثل العليا، علم الأسرار ، البصيرة.
ولقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة عن الصدق والصادقين والصديقين:
قال تعالى: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" " يونس:2 "
"يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين " " التوبة:119 "
" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصلحين وحسن أولئك رفيقا " " النساء: 69 "
والصادق من صدق في أقواله، والصديق من صدق في جميع أقواله وأفعاله وأحواله .. ومن أراد أن يكون الله تعالى معه فليلزم الصدق فلقد قال الله تعالى: "إن الله مع الصادقين "
والصدق يكون في النية أولا، ثم صدق اللسان ثم صدق العمل، والصدق أصل سائر أعمال البر ، وعلى قدر قوة الصدق يزداد العبد في أعمال البر .. فإذا وقر الصدق في القلب سطع من ذلك نور وانتشر في سائر جسده وأخذت كل جارحة من جوارحه بقسطها .
وحقيقة الصدق أن تصدق في مواطن لا ينجيك منها إلا الكذب، وعلامة الصدق ألا يبالي الإنسان الصادق لو سقط قدره من جميع الخلق من أجل إصلاح قلبه .
ومن فوائد الصدق وثماره هو الطمأنينة الكاملة، والرضا، لأن الإنسان الصادق لا يعبأ بأي شئ، ولا يهتم ولا يخاف ولا يخشى أحدا إلا الله سبحانه وتعالى .. فكل عمل يقوم به، وكل قول، وكل كلمة، وكل حرف ينطق به إنما يكون مرضاة لله وحده .
وتجد مثل هذا الإنسان الصادق يحب الحياة لأنه يرى فيها أجمل معاني للصدق والحق والخير والجمال، وتجده إنسانا يغار على الحق، ويثور من الكذب، وينفعل بشدة إذا ما اتهمه أحد بالكذب .. فالصدق شيء له قيمة غالية عنده كالشرف، ويعتبر هذا الإنسان الطعن في صدقه كالطعن في شرفه وكرامته، لأنه يعتبر أن الصدق هو قيمته الحقيقية كانسان خلقه الله وصوره في أحسن تقويم .
ويرتبط الصدق دائما بالإخلاص والصبر ارتباطا قويا، وإذا صدق الإنسان في النية والقول والعمل فهو بالتالي سيستمتع بالإخلاص في النية والقول والعمل والإخلاص والصدق يقودان بلا شك إلى الصبر لأن من صدق أخلص، ومن صدق وأخلص أصبح الصبر صفة ملازمة له حيث أن الصبر يستلزم أن يكون الإنسان صادقا مخلصا .
فهذه ثلاثة أصول لا تتم إلا ببعضها، فمتى فقدت إحداها تعطلت الأخرى:
فالإخلاص لا يتم إلا بالصدق فيه، والصبر عليه .
والصبر لا يتم إلا بالصدق فيه، والإخلاص فيه .
والصدق لا يتم إلا بالصبر عليه، والإخلاص فيه .
إن الصدق هو القيمة الحقيقية في حياتنا، وهو المصباح المنير الذي يجب أن يحمله كل إنسان ليضئ له الطريق وينير حياته فيشعر بأنه على سجيته يتفاعل مع كل شيء، ويتعامل مع كل أمر بفطرة سليمة وسريرة صحية نقية .
والإنسان المؤمن القريب من الله هو الإنسان الصادق حقا، لأن الله هو الحق ويجب أن يتحلى عبده المؤمن بالصدق ليفوز بالقرب منه .
والصدق على الحقيقة هو الفضيلة الأساسية للحياة الإنسانية، ولقد كان خلق الرسول عليه الصلاة والسلام الصدق، وكان الصحابة يؤثرون الصدق مهما كان وراءه من الألم والصعاب لأن الكذب لا يدعم الإنسان، ولا ينشىء الأخلاق، ولا يقيم الأمم ولا المجتمعات .
والصوفية يرون أن الصادق هو من اعتاد الصدق، فإذا وصل إلى العادة أصبح صدوقا، وهنا يصبح الصدق من أخلاقه في الدنيا والآخرة، فيمن الله سبحانه وتعالى عليه بمرتبة هي أعلى المراتب والمقامات الروحية، وهى مرتبة الصديقين .
ولا صدق إلا عن طريق الحق، لأن العدل والحق صدق أو من الصدق، والعارف هو الذي يتجه نحو الصدق، ويمتاز عارف من عارف بدرجة صدقه، لا بدرجة ما يحصل عليه من العلوم.
فالصدق قوة للعارف في سيره إلى غايته، ولذلك كانت التقوى درجات، والإيمان مراتب00 حسب درجات الصدق في التقوى والايمان.
ومراتب الصدق ثلاث هي:
1)مرتبة المتقين: وهم أصحاب الإرادات القوية الذين يتبعون تعاليم الشريعة الإسلامية من أمر بمعروف، ونهى عن المنكر، والإخلاص في ا لسير والسلوك .
2) مرتبة الصادقين: وهم الذين استكملوا طريقهم وسلكوا سبيل الصدق فدخلوا في رحاب المعرفة وأصبحوا من الصادقين.
3) مرتبة الصديقين: وهم أصحاب الحكمة العليا أو الولاية العظمى من العلماء والحكماء، حيث يدفعهم صدقهم لمواصلة السير في طريق الله، فيدركون هذه المرتبة الثالثة بأمر الله .. تلك هي مرتبة الصديقين.
الصدق عماد الأمر وبه تمامه وفيه نظامه، وأهم ما يلقن المريد في الطريق الصوفي الصدق .. فلا صلاح بدونه، ولا يرجى فائدة بغيره .
ولقد قيل عن الصدق أنه القول الحق في مواطن الهلكة، وأنه موافقة السر ا لنطق، وأنه الوفاء لله عز وجل بالعمل .
كما قيل أن مدار الحكمة على ثلاث أشياء: الصدق، والتصديق، والتحقيق، فالصدق باللسان، والتصديق بالقلب، والتحقيق بالجوارح .
ويرى الحكيم الترمذي أن الصدق يتعلق بناحيتين إحداهما عقلية وأخلاقية، وبهذا يدخل في شعبة العدل الذي هو من شعب المعرفة، ومن ناحية أخرى يتعلق الصدق بالناحية الاجتماعية فيضم بين جنباته أيضا جانبا كبيرا من شعبة الحق .
وبهذا المعنى يكون الصدق عند الحكيم التزمذي الصورة المتطورة للمعرفة، والتي تبدأ بالحق ثم تندرج إلى أن يصل إلى الصدق نفسه بعناصره ومقوماته، ويحدد الحكيم مقومات الصدق في ثلاث: المثل العليا، علم الأسرار ، البصيرة.
ولقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة عن الصدق والصادقين والصديقين:
قال تعالى: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" " يونس:2 "
"يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين " " التوبة:119 "
" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصلحين وحسن أولئك رفيقا " " النساء: 69 "
والصادق من صدق في أقواله، والصديق من صدق في جميع أقواله وأفعاله وأحواله .. ومن أراد أن يكون الله تعالى معه فليلزم الصدق فلقد قال الله تعالى: "إن الله مع الصادقين "
والصدق يكون في النية أولا، ثم صدق اللسان ثم صدق العمل، والصدق أصل سائر أعمال البر ، وعلى قدر قوة الصدق يزداد العبد في أعمال البر .. فإذا وقر الصدق في القلب سطع من ذلك نور وانتشر في سائر جسده وأخذت كل جارحة من جوارحه بقسطها .
وحقيقة الصدق أن تصدق في مواطن لا ينجيك منها إلا الكذب، وعلامة الصدق ألا يبالي الإنسان الصادق لو سقط قدره من جميع الخلق من أجل إصلاح قلبه .
ومن فوائد الصدق وثماره هو الطمأنينة الكاملة، والرضا، لأن الإنسان الصادق لا يعبأ بأي شئ، ولا يهتم ولا يخاف ولا يخشى أحدا إلا الله سبحانه وتعالى .. فكل عمل يقوم به، وكل قول، وكل كلمة، وكل حرف ينطق به إنما يكون مرضاة لله وحده .
وتجد مثل هذا الإنسان الصادق يحب الحياة لأنه يرى فيها أجمل معاني للصدق والحق والخير والجمال، وتجده إنسانا يغار على الحق، ويثور من الكذب، وينفعل بشدة إذا ما اتهمه أحد بالكذب .. فالصدق شيء له قيمة غالية عنده كالشرف، ويعتبر هذا الإنسان الطعن في صدقه كالطعن في شرفه وكرامته، لأنه يعتبر أن الصدق هو قيمته الحقيقية كانسان خلقه الله وصوره في أحسن تقويم .
ويرتبط الصدق دائما بالإخلاص والصبر ارتباطا قويا، وإذا صدق الإنسان في النية والقول والعمل فهو بالتالي سيستمتع بالإخلاص في النية والقول والعمل والإخلاص والصدق يقودان بلا شك إلى الصبر لأن من صدق أخلص، ومن صدق وأخلص أصبح الصبر صفة ملازمة له حيث أن الصبر يستلزم أن يكون الإنسان صادقا مخلصا .
فهذه ثلاثة أصول لا تتم إلا ببعضها، فمتى فقدت إحداها تعطلت الأخرى:
فالإخلاص لا يتم إلا بالصدق فيه، والصبر عليه .
والصبر لا يتم إلا بالصدق فيه، والإخلاص فيه .
والصدق لا يتم إلا بالصبر عليه، والإخلاص فيه .
إن الصدق هو القيمة الحقيقية في حياتنا، وهو المصباح المنير الذي يجب أن يحمله كل إنسان ليضئ له الطريق وينير حياته فيشعر بأنه على سجيته يتفاعل مع كل شيء، ويتعامل مع كل أمر بفطرة سليمة وسريرة صحية نقية .
والإنسان المؤمن القريب من الله هو الإنسان الصادق حقا، لأن الله هو الحق ويجب أن يتحلى عبده المؤمن بالصدق ليفوز بالقرب منه .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى