من الألف إلى الياء... وسائل علاجية منزلية للتخلّص من اضطرابات وآلام المعدة

من منّا لم يعانِ من حرقة في المعدة؟ عادةً ما يصاب بهذه الحالة أولئك الذين يحبّون تناول الوجبات الثقيلةأو ذوو المعدة الحسّاسة. ومعلوم أنه ليس بالضرورة أن تكون الإضطرابات الناجمة عن ارتداد الأحماض من المعدة إلى المريء أو الإحساس بالثقل في المعدة أعراضاً تثير الخوف، ولكن مما لا شك فيه أنه يجب عدم الإستهانة بالقناة الهضمية.
ويفترض أن تزول هذه الإضطرابات في غضون ثماني وأربعين ساعة.
وإذا لم يحدث هذا أو إذا أحسست بتقلّصات حادة بين الوجبات أو تقيؤ شديد يميل إلى اللون الأحمر أو صعوبة في التنفس أو ألم في الجانب الأيمن من أعلى البطن، فيجب استشارة الطبيب.
ويمكن لفحص المعدة بالمنظار أن يكشف أسباب اضطراب التوازن الهضمي أو عن وجود بكتيريا «هيليكوباكتر بايلوري» Helicobacter pylori التي تسبّب قرحة المعدة، من أجل معالجة المشكلة ومساعدة المريض على استعادة شهيته دون إثارة حرقة المعدة. هذه أبرز العلاجات لهذه الحالات المرضية:




مضادات الحموضة


تحارب هذه الأدوية الأحماض الزائدة التي تضرّ بالمعدة، ويعمل بعضها عن طريق حجب مستقبلات «الهيستامين» المسؤولة عن إفراز حمض كلور الماء. ولا يتم تناول مثل هذه المنتجات إلا بوصفة طبية.. ولكن، يمكن بيع تلك المنتجات المحتوية على كميات قليلة دون وصفة، مثل دواء «فاموتيدين» Famotidine الذي يريح حرقة المعدة، عن طريق مضغ قرص عند الشعور بالحرقة. وتعمل أدوية أخرى تحتوي على مستوى هيدروجيني قلوي للألومينيوم والمغنيسيوم على محايدة الأحماض الزائدة التي تظل في المعدة، وهي تباع دون وصفة طبية.
معلومة هامّة: يجب أن لا تتجاوز مدة تناول كل هذه الأدوية أسبوعين، وبعد ذلك يجب استشارة الطبيب.


يعتبر الحليب من المنتجات الغذائية القليلة التي لا تسبّب الضرر عند الشعور بألم في المعدة. ورغم مستوى حموضته البسيط، إلا أنه يساعد على التخلّص من الحرقة ويمنح الجسم الطاقة والفيتامينات، تماماً مثل الموز.

بسبب تأثيراته المضادة للتقرّح، يساعد السوس على تهدئة حرقة المعدة. إنقعيه لعدة دقائق في ماء ساخن قبل تناوله من أجل الحصول على الجرعة المناسبة من المكوّنات الفعّالة. ولكن لا ينصح بتناوله لمن يعانون من ارتفاع الضغط. ويجب أيضاً عدم تناوله لأكثر من 4 أسابيع متتالية.


تغليف المعدة
تعمل بعض المنتجات، ومنها الطين، على تغليف المعدة، حيث تساعد على حجب الغشاء المخاطي عن العصارات المعوية القوية وبعض مكوّنات الأطعمة. ويمكن تناول أدوية مثل Gaviscon أو Actapulgite أو Bedelix وغيرها قبل الوجبات ولكن ليس مع أدوية أخرى قد تمنع امتصاصها.



الطب التجانسي
عندما تحدث الإضطرابات بصورة غير متكرّرة، يمكن تناول حبيبات تساعد على إزالة الآلام، وذلك وفق الشكل التالي:
قبل تناول وجبة ثقيلة: جرعة واحدة من Nux vomica 15 CH قبل نصف ساعة من تناول الطعام.
بعد تناول وجبة ثقيلة: حبيبتان من Antimonium crudum 5CH كل ساعة، ثم 5 مرّات في اليوم.
عند الإصابة بالإنتفاخ: حبيبتان من Carbo vegetabilis 5CH قبل تناول طعام الغذاء والعشاء.



«سيترات البيتايين»


في معظم الأحوال، تحدث الآلام بسبب عسر هضم بسيط أو إحساس بالثقل مؤقت نتيجةً لتناول وجبة غنية وكثير من المشروبات. وقد أظهر هذا الدواء الذي يباع
بدون وصفة طبية فعاليته منذ زمن
طويل في التخفيف من أعراض
التخمة الناجمة عن تناول وجبات
ثقيلة. وعند الإضطرار لتناول
وجبات ثقيلة، خذي قرصاً فواراً
منها قبل الوجبة لتجنّب الإصابة
بسوء الهضم.



إن رفع رأس السرير إلى زاوية 30 درجة مع الفراش قد يكون كافياً للتخلّص من الآلام. وبهذا، يصبح الصدر في المنتصف ما يسهّل مرور الإفرازات الهضمية نحو الأسفل، لا نحو الأعلى.. وهذا مفيد في حالة الجزر المعوي المريئي الذي يسبّب صعود الأحماض من المعدة نحو المريء.



يستخدم هذا الدواء القديم لتحييد الحمض. ويكفي إذابة ملعقة صغيرة من «البيكربونات» في كوب من الماء، وتناوله للتخلّص من الأحماض الزائدة. وإذا أضفت كمية صغيرة منه أثناء غلي الخضر سيجعلها جافة، ويجعل المكونات الحامضية (الطماطم) أكثر قابلية للهضم.


دواء Alka-Seltzer، هو دواء تقليدي قديم لعلاج المشكلة ذاتها، ولكن لم يعد ينصح باستخدامه في حالة حرقة المعدة، لأنه وإن كان يحتوي على «البيكربونات»، إلا أنه يتكوّن أيضاً من «الأسبرين» الخطير في حالات التهاب الغشاء المخاطي. وقد أصبح يستخدم فقط لآلام الرأس المصحوبة بإحساس بالثقل في المعدة.


الإسترخاء مارسي اليوغا أو خذي إجازة أو أية وسيلة تساعدك في القضاء على التوتر، شريطة عدم إرهاق عضلات البطن. فالتوتر قد يمنع تدفّق الدم إلى المعدة ممّا قد يسبّب الإصابة بالقرحة. وإذا كان التوتر أمراً لا يمكن تجنّبه، فمن الأفضل الإنتظار قليلاً لتهدئة أعصابك قبل تناول الطعام.

الملابس يعلم أولئك الذين عانوا من التهاب المعدة أن التهاب الغشاء المخاطي الذي يغلّف المعدة يكون أحياناً مؤلماً للغاية. لذا، لا ينبغي التسبّب بزيادة هذا الإحساس بالألم عن طريق الضغط على المعدة بالملابس الضيّقة. وما عليك فعله هو تجنّب ارتداء الأحزمة والملابس الداخلية الضيّقة وأية ملابس قد تسبّب الإنزعاج ريثما يتمّ علاج الحالة.



إستشارة الطبيب...



إن الإحساس بالحرقة في الجزء العلوي من القناة الهضمية قد يكون دلالة على مرض خفي، علماً أنه في غالبية الأحيان، يعتبرمرضاً غير مخيف، فقد يكون التهاب المعدة أو التهاب الغشاء المخاطي أو فتقاً في الحجاب الحاجز. وقد يكون السعال المستمر حتى مع استخدام دواء السعال من أعراض داء الجزر المعوي المريئي، بسبب ارتداد الأحماض إلى المريء. وكل هذه أمراض عادية قد تختفي تماماً بعد العلاج، شريطة استشارة الطبيب.


تجنّبي «الأسبرين»



يمكن أن يسبّب «الأسبرين» وجميع الأدوية من مضادات الإلتهابات غير السترويدية (ومنها أيبوبروفين) تهيّج أو نزف الغشاء المخاطي للمعدة، وقد يؤدي إلى ثقبه. لذا، يجب عدم استخدامه إلا بناءً على وصفة طبيب.



ماذا نأكل؟



عند اكتشاف سبب الإضطراب الهضمي، يصف الطبيب البرنامج الغذائي المناسب. وأثناء ذلك، ينصح باتباع الإرشادات التالية، ويفضّل التوقف عن التدخين الذي سيزيد الشعور بالإنزعاج:


مواد غذائية ينصح بتناولها
السمك والكريما والحبوب الكاملة بكميات صغيرة والماء ونقيع البابونج والحليب والموز والمعجنات ومهروس البطاطس.


مواد غذائية ينصح بتجنّبها
اللحوم والوجبات الغنيّة بالتوابل والدهون المطهية والحلويات والقهوة والشاي والمشروبات الغازية الباردة جداً أو الساخنة جداً والفاكهة والخضر الحمضية.