العناية بالأطفال

ان العناية بالأطفال هى العمود الفقرى لانجاز التنمية البشرية . وتنمية الطفولة المبكرة هو المفتاح للتنمية المستدامة. ويحتاج العالم العربى اليوم وبشدة الى ارساء وتقوية منظومة حماية الأطفال. لأن حمايتهم قضية حقوقية وتنموية على السواء لا يمكن التغاضى عنها.

وقد وثقت الدراسات الطبية والتعليمية. بشكل جيد. أهمية السنوات الأولى من الحياة على نمو وتطور الطفل. فتطور الذكاء والشخصية والسلوك الاجتماعى والنمو الذهنى لكى ينشأ فى أمان ويحقق التوازن النفسى والعقلى.

و قضية العنف ضد الأطفال. من أكثر ا لقضايا خطورة على مستقبل الأطفال وأوطانهم. فهذه المرحلة من حياتهم هى نقطة البداية أما للنجاح. والمشاركة. والتفوق. أوالفشل فى حياتهم المستقبلية. وعلاقاتهم الاجتماعية وقدرتهم على تكوين أسرة سليمة. واللجوء الى المخدرات. أوالى الشارع.

فى العالم العربى لم تأخذ الصحة النفسية للأطفال فى الاعتبار بعد.ومعظم الآباء يفتقدون الى المعلومات الأساسية والمهارات التى تساعد الطفل على التطور العاطفى والاجتماعى. ويتعرض الكثير من الأطفال الى انتهاكات داخل الأسرة مثل الضرب الذى مازال يستخدم كأحد وسائل التنشئة. علاوة على استخدام العنف اللفظى والتفرقة فى المعاملة بين الاناث والذكور.ورغم أهمية الصحة النفسية فى تكوين شخصية الطفل. نجد الكثير من الأسر تهتم بالنمو البدنى لأطفالها. فتركز على تغذيتهم . لكنها لا تدرك احتياجاتهم النفسية والذهنية فى هذه المرحة المبكرة من حياتهم. وتهمل نموهم العاطفى والمعرفى.

ان الأطفال الذين يتعرضون للعنف يصبحون هم أنفسهم منتجين للعنف. ويتعرضون لخطر الاكتئاب. وقد يقدمون على الانتحار فى سنوات المراهقة أو الشباب ولذلك فان العنف ضد الأطفال يعد أكبر تهديد للتطور الاجتماعى. ومن الأهمية بمكان توعية الأسرة بأهمية استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة لما لذلك من آثار مدمرة على مستقبل أطفالهم. لأن الجروح النفسية التى يتركها العنف فى عقول الأطفال يمكن أن تؤدى الى ننتائج سلبية لنموهم. حيث يؤثر على قدرتهم على التعلم والمشاركة والتعبير عن الذات ويزعزع ثقتهم بأنفسهم . فالعنف لا يؤثر على صحتهم فقط بل يدمر قدرتهم على النضوح الذى يساعدهم على خلق أسرة متوازنة وبالتالى مجتمع متوازن. ولم يعد الذكاء الحسابى وحده هو مقياس نجاح الفرد فى المجتمع.. فقد أصبح الذكاء العاطفى والاجتماعى هما أهم مقومات النجاح.