هل الأطفال عرضة لمخاطر إشعاعات الجوالات ومحطات البث؟

حظرت الحكومة الفرنسية استخدام الهواتف النقالة (الجوالات) في المدارس الابتدائية، في محاولة للحد من المخاطر المحتملة التي تنشأ عن هذه الهواتف على صحة الأطفال، مطالبة بأن تقتصر الخدمة التي تقدمها شركات تشغيل الهواتف على استقبال وإرسال الرسائل النصيّة فقط.
وبحسب وزير الصحة الفرنسي، فإن هناك مخاطر تهدد صحة الأطفال بسبب الإشعاعات الكهرومغناطيسية لهذه الهواتف، والتي تؤثّر على الدماغ.
في فرنسا، هناك اهتمام كبير في هذا الموضوع، والذي دار ضمن نقاشات حكومية تقنية على مدى ستّة أسابيع، أكدت مخاطر إشعاعات الهواتف النقالة وإشعاعات الواي فاي على الرأس، وخاصة الدماغ. ورغم كل هذه الإجراءات والدراسات، إلا أن المجموعات المدافعة عن حقوق الأطفال ترى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في هذا الموضوع، فهي على سبيل المثال، تطالب بحظر استخدام الجوال على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الـ 14 عاماً.
مطالب بحظر الجوالات والهوائيات:
هذا الموضوع أثار مشاكل أخرى تتعلق بالهوائيات الخاصة بخدمة شبكات الجوال، والتي تنتشر في الأماكن المرتفعة وعلى أسطح بعض الأبنية المرتفعة، ومرة أخرى وقع خلاف بين جماعات حقوق الأطفال والحكومة، التي رفضت القيام بأي تحرّك ضد وجودها في بعض الأماكن العامة، مشيرة إلى عدم وجود أي دليل على تأثيرها السلبي على صحة الإنسان أو الحيوان.
وبدلاً عن ذلك، تؤكد الوسائل الإعلامية أن هناك اختبارات سوف تجرى في ثلاث مدن فرنسية، لمعرفة جدوى الحد من قوّة البث الخاص بهذه المحطات.
وتحاول الحكومة الفرنسية طمأنت العائلات هناك، قبل الحصول على نتائج اختبارات حقيقية حول تأثير هذه الإشعاعات على صحة الأطفال، لذلك فقد أعلنت عن الحد من انتشار الهواتف النقالة في المدارس، بانتظار النتائج التي سوف تظهر خلال شهر أكتوبر القادم. مع العلم أن الكثير من المدارس الابتدائية في فرنسا، تحظر منذ وقت طويل، استخدام الهواتف النقالة في قاعات الدروس.
جماعات حقوق الأطفال تنادي اليوم على الأقل، بإزالة الهوائيات الخاصة بالهواتف الجوالة الموجودة بالقرب من مدارس الأطفال على الأقل، وكذلك القريبة من المستشفيات والمنازل السكنية.
ولكن هل حقاً تؤدي إشعاعات الجوال إلى مشاكل صحيّة؟
بحسب العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، والتي تستند إليها الجماعات الحقوقية والبيئية في فرنسا، فإن إشاعات الجوال تؤدي إلى الأرق، والصداع، والإرهاق، وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات.
وكذلك فإن موجات الواي فاي المستخدمة بكثرة هذه الأيام متهمة هي أيضاً بالتسبب بحالات الأرق والإرهاق والتسبب بالسرطانات.
ولكن هل هذه الإجراءات قانونية؟
في السابق، واجهت بعض المحاكم قضايا قانونية تتعلق بأحقية إزالة الهوائيات الخاصة بالجوالات من الأماكن السكنية، إلا أن المحاكم لم تستطع حتى الآن الاستناد إلى أدلة قطعية في هذه الموضوع, على سبيل المثال، واجهت إحدى الشركات الثلاث المشغّلة لخدمة الهاتف الجوال في فرنسا خلال شهر فبراير الماضي، قضية أمام المحكمة، لتفكيك هوائيات موجودة في مدينة ليون، خوفاً على صحّة العائلات هناك، إلا أن المحكمة لم تستطع تأكيد التهديدات المحتملة على صحة العائلات هناك، كما لم تستطع نفيها أيضاً, لذلك فقد رفضت الدعوى المقدّمة ضد الشركة.
وحتى يثبت العكس، فإن ملايين الأطفال في العالم، بما فيهم الأطفال في السعودية، معرّضون بشكل كبير للإشعاعات المنبعثة من محطات إرسال خدمة الجوال، والهوائيات، والهواتف الجوالة الموجودة في المنازل، والتي يحملها عدد كبير منهم، حتى يثبت

بالدليل القاطع، أن هذه الموجات الكهرومغناطيسية تسبب مشاكل صحّية حقيقية لهم.