- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
العنف ضد الأطفال المفهوم والأشكال والعوامل
الخميس 01 سبتمبر 2011, 02:07
اشتق مفهوم العنف من الكلمة اللاتينية Viseبمعنى القوة وكلمة Altusبمعنى يحمل . وعلى ذلك فان الكلمة في مفهومها العام تعني حمل القوة تجاه شئ ما أو شخص ما أو آخرين
وتشير قواميس اللغة العربيةوالأجنبية إلى أن مفهوم العنف يشير إلى الخرق بالأمر وقلة الرفق به، ويأتي لفظ العنف من عنف بمعنى أخذ بشدة وقوة.
هاذ وهناك عدد من التعريفات المتاحة لمفهوم العنف، نذكر منها:
التعريف القانوني:
عَرَّفت معظم القوانين العنف بأنه "كل فعل ظاهر أو مستتر، مباشر أو غير مباشر، مادي أو معنوي، مُوجَّه لإلحاق الأذى بالذات أو بآخر أو جماعة أو ملكية واحد منهم، وهذا الفعل مخالف للقانون، ويُعرض مرتكبه للوقوع تحت طائلة القانون لتطبيق العقوبة عليه.
التعريف الاجتماعي:
تحدد العلوم الاجتماعية ، والتي تضم علم الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعية: أن العنف هو مجموعة من الأنماط السلوكية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة، تؤدي إلى تصرفات غير اجتماعية وغير تربوية خطيرة ، تتعارض مع القوانين والمواثيق.
كذلك هناك من يُعرَّف العنف بأنه ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير عن قصد، وعادة ما يؤدي ذلك إلى التدميرأوإلحاق الأذى والضرر المادي أوغير المادي بالنفس أو بالغير.
أما علماء النفس فيعرفون العنف:
بأنه "مدى واسع من السلوك الذي يُعبَّر عن حالة انفعالية تنتهي بإيقاع الأذى أو الضرر بالآخر، سواء أكان فردًا أم شيئًا، أو تحطيم الممتلكات، وقد يصل ذلك إلى التهديد بالقتل أو القتل.
كذلك يرى علماء النفس أ " العنف ه وسلوك غريزي مصحوب بالكراهية وحب التدمير، هدفه تصريف الطاقة العدائية المكبوتة تجاه الآخرين، كذلك قد يكون العنف نتيجة للإحباط الشديد ولعدم قدرة الشخص على التسامي أو لإعادة ضبط النفس.
وفي ضوء ما سبق، يمكن تعريف العنف ضد الأطفال على أنه: "كل أشكال السلوك مباشرة أو غير مباشرة، لفظية أو غير لفظية، ظاهرة أو مستترة، مادية أو معنوية ، سلبية أو غير سلبية، يترتب عليها إلحاق أذى أو ضرر أو سوء معاملة أو إساءة للأطفال، سواء أكان هاذ الأذى جسديًا أم جنسيًا أم عاطفيًا أم إهمالاً، مما يترتب عليه آثار جسمية ونفسية واجتماعية وتعليمية خطيرة، وهذه السلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق القومية والإقليمية والدولية.
أشكال العنف ضد الأطفال:
العنف ضدالأطفال أوالإساءة أو سوء المعاملة للأطفال Child Abuse، له أشكال وأنواع عديدة، يمكن تصنيفها كالتالي:
أولاً: الاعتداء أو الأذى الجسدي Bodily Abuse:
الاعتداء أو الضرر أو الأذى الجسدي هو أي اعتداء يُلحق الأذى بجسم الطفل سواء باستخدام اليد أو بأية وسيلة أخرى،ويحدث على أثر ذلك رضوض أو كسور أو خدوش أو حروق أو جروح، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي إلى "الخنق" أو القتل.
ثانيًا: الاعتداء أو الأذى الجنسي Sexual Abuse
الاعتداء أو الضرر أوالأذى الجنسي هو شكل من أشكال الاعتداء الجسدي، ويقصد به استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسيةلشخص آخر، ويبدأ الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل، وهذا سيؤدي بلا شك إلى عدة آثار سلبية خطيرة على الطفل، فعلى سبيل المثال : إفساد أخلاق الطفل، تهتك الأعضاء الجنسية لدى الطفلة، حرمان الطفلة من الحمل والولادة في المستقبل، مشكلات الحمل المبكر والخطير لدى الطفلة.
ثالثًا: الاعتداء أو الأذى العاطفي Emotional Abuse
الاعتداء أو الأذى العاطفي هو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل، وذلك من خلال ممارسة سلوك ضد الطفل يشكل تهديدًا لصحته النفسية ، بما يؤدي إلى قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
ومن أشكال الاعتداء العاطفي " حرمان الطفل من الحب والحنان والرعاية
والحماية والشعوربالأمن والأمان،وحرمان الطفل من حقه في التعليم واللعب.. كذلك من أشكال الاعتداء العاطفي، القسوة في المعاملة أو التدليل الزائد والحماية المسرفة.
رابعًا: الإهمال:
الإهمال نمط سلوكي يتصف بإخفاق أو فشل أو ضعف في الأسرة والمدرسة في إشباع كل من الاحتياجات البيولوجية (مثل: الحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس والمأوى) والاحتياجات النفسية (مثل: الحاجة إلى الأمن والأمان.. والرعاية ومن أشكال هذا الإهمال: إهمال تقديم الرعاية الصحية للطفل.. والإخفاق في تقديم الغذاء المناسب والكافي، والملبس والمأوى.. كذلك من أشكال الإهمال في هذاالمجال عدم الاهتمام بالاحتياجات التعليمية والتربوية للطفل، مما يحرم الطفل من حقه في التعليم وحقه في تنشئة اجتماعية سليمة.
العوامل المؤدية تاى تاعنف ضد الأطفال:
يمكن تقسيم العوامل التي تؤدي إلى تزايد ممارسة العنف ضد الأطفال في المجتمع إلى مجموعة من العوامل: ترتبط إحداها بالإطار الاجتماعي العام الذي يعيش فيه الطفل، والأخرى ترتبط بالإطار البيئي أو المحيط الأقرب وهو المدرسةوالأسرة،وأخيرًاعوامل ترجع إلى الطفل ذاته وإن كانت تعضدهاالعوامل السابقة أي المجتمع والأسرة والمدرسة.
أولاً: عوامل ذات علاقة بالإطار الاجتماعي العام:
قد يكون المجتمع الذي تنحدر منه أسرة الطفل لديه ثقافة تنظر إلى العنف ضد الأطفال باعتباره سلوكًا عاديًا وطبيعيًا، أو أن مثل هذا السلوك ليس عنفًا من وجهة نظر هذه الثقافة، كذلك فإن شاشات التليفزيون والسينما وما تحمله من ألوان وأشكال من العنف قد يجعل مثل هذا السلوك شيئًا عاديًا ومقبولاً ويتم التعود عليه.
ويستقر في ذهن المشاهدين أن العالم حافل بالعنف، وأنه أحد الطرق لتسوية المشكلات، وأن الذي يمارس العنف قد لا يُعاقب.. مما يجعل المشاهدون لا يشعرون بالذنب نتيجة لممارستهم العنف ضد الآخرين، ولا ينظرون إلى العنف على أنه تصرف غير أخلاقي.
ثانيًا: العوامل ذات العلاقة بالمحيط الأسري:
قد تمارس الأسرة العنف ضد أطفالها لأسباب عدة، نذكر منها:
وجودخلل أو قصورفي بناءالأسرة مثل: التفكك الأسري أو التصدع داخل الأسرة، والذي يأخذ أشكالاً متعددة مثل:الانفصال أوالطلاق أوالخلع أوالنزاع المستمر أو سفر أحد الوالدين أو غيابه عن الأسرة.
كبر حجم الأسرة.
زيادة الأعباء الأسرية.
الظروف الاقتصادية الصعبة للأسرة مثل: الفقر أو بطالة الأب واضطرار الأم للعمل، وبالتالي يُعتبر الطفل عالة، ومسئولية ومصدرًا لعدم الترحيب به في الأسرة.
جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة والصحيحة.
قد يستخدم الوالدان العنف كوسيلة للسيطرة على سلوك الطفل.
التنشئة الاجتماعية غير السليمة للأبوين.
الضغوط النفسية التي قد يُعاني منها الوالدين أو أحدهما.
فعلى سبيل المثال:
أن الشخص الذي مورس ضده العنف في صغره، قد تتكون لديه مشاعر سلبية وميولاً عدوانية، عادة ما يفرغ هذه المشاعر عندما يكبر تجاه الآخرين ومنهم الأشخاص الأقل قوة منه مثل: الأطفال والمرأة.
كذلك قد يُوجَّه العنف ضد الطفل ، عندما يشعر أحد الوالدين بأن هذا الطفل يأخذ اهتمام أحدهما.
أيضًا فإن الأبوين اللذين حُرما من الحنان في طفولتهما ، قد يصبحان غير قادرين على إعطائه لأبنائهم.
ثالثًا: العوامل ذات العلاقة بالمدرسة:
لا تقوم المدرسة بدورها في التوعيةبحقوق الأطفال، وبتعليم التلاميذ مهارات الحياة، ومنها مهارة المحافظة على أنفسهم وعلى أجسادهم، وكيف يجنبون أنفسهم أي إساءة أو أذى، وكيف يعرفون الأشخاص الذين يتحرشون بهم جنسيًا.
رابعًا: عوامل ترتبط بطبيعة الطفل ذاته:
قد يكون للطفل دور في تشجيع الآخرين لممارسة العنف ضده، مثل:
وجود مرض عضوي لديه.
وجد مرض عقلي لديه.
وجود مرض نفسي لديه.
البطء الشديد.
العناد المستمر.
ضعف الذات لدى الطفل.
عدم قدرة الطفل على إدراك الواقع الاجتماعي والثقافي.
عدم معرفة الطفل لما هو صحيح أو خطأ.
مشاعر الخوف لدى الطفل.
عدم ثقة الطفل في نفسه.
موقف المواثيق الدولية من العنف ضد الأطفال:
لقد أعلنت منظمةالأمم المتحدة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن للطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين، واقتناعًا منها بأن الأسرة، باعتبارها الوحدة الأساسية للمتجمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاهية جميع أفرادها وبخاصة الأطفال، ينبغي أن تولي الحماية والمساعدة اللازمتين لتتمكن من الاضطلاع الكامل بمسئولياتهاداخل المجتمع،وتقر الدول المصدقة على اتفاقية حقوق الطفل بأن الطفل كي تترعرع شخصيته بشكل كامل ومتناسق ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية وجو من السعادة والمحبة والتفاهم ، وإذ ترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعدادًا كاملاً ليحيا حياة فردية في المجتمع، وتربيته بروح المثل العليا المعلنة مثل ميثاق الأمم المتحدة وخصوصًا بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والإخاء.
وتنص المادة 37 من اتفاقيةحقوق الطفل الصادرةعام 1989، أن الدول الأطراف عليها أن تكفل لأي طفل ألا يتعرض للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
كذلك تنص المادة 19 من الاتفاقية حكمًا أوسع نطاقًا؛ حيث تطلب من جميع الدول الأطراف اتخاذ جميع التدابير التشريعية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كل أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بمافي ذلك الإساءةالجنسية،وهو في رعايةوالديه أوالوصي القانوني عليه أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته.
توصيات ومقترحات:
في هذا الشأن يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات، والتي يمكن أن تُسهم في الوقاية أو الحد من أو مواجهة مشكلة العنف ضد الأطفال، وهي كالتالي:
زيادة حملات التوعية للأسرة بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة، وبحقوق الطفل ومخاطر ممارسة العنف ضده.
زيادة حملات التوعية لتلاميذ المدارس بحقوق الطفل، وكيف يمكن لهم اكتساب مهارات الوقاية والتعامل مع مشكلة العنف ضدهم.
نشر الثقافة والوعي في المجتمع عن أضرار وآثار العنف والإساءة للأطفال، وخاصة بواسطة وسائل الإعلام الجماهيرية وأماكن العبادة.
في حالة ممارسة العنف ضد الأطفال، لا بُد من اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو الكشف المكبر Early Case finding، والتدخل المبكرمن الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين ورجال الشرطة، ومعالجتها والتعامل معها بشكل مهني، وبشكل قانوني إذا تطلب الأمر ذلك.
ضرورة تدريب الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين ورجال الشرطة على مهارات الكشف المبكر، والتدخل المبكر عند اكتشاف ممارسة العنف ضد أحد الأطفال.
على أن ما سبق لا يمكن أن يُمارس دوره في تقليل العنف أو الحد منه ضد الأطفال، دون توافر الإطار الاجتماعي العام الرافض لثقافة العنف عمومًا، والذي يهيئ البيئة السليمة لنمو الطفل نموًا عقليًا وجسديًا صحيحًا.
وتشير قواميس اللغة العربيةوالأجنبية إلى أن مفهوم العنف يشير إلى الخرق بالأمر وقلة الرفق به، ويأتي لفظ العنف من عنف بمعنى أخذ بشدة وقوة.
هاذ وهناك عدد من التعريفات المتاحة لمفهوم العنف، نذكر منها:
التعريف القانوني:
عَرَّفت معظم القوانين العنف بأنه "كل فعل ظاهر أو مستتر، مباشر أو غير مباشر، مادي أو معنوي، مُوجَّه لإلحاق الأذى بالذات أو بآخر أو جماعة أو ملكية واحد منهم، وهذا الفعل مخالف للقانون، ويُعرض مرتكبه للوقوع تحت طائلة القانون لتطبيق العقوبة عليه.
التعريف الاجتماعي:
تحدد العلوم الاجتماعية ، والتي تضم علم الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعية: أن العنف هو مجموعة من الأنماط السلوكية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة، تؤدي إلى تصرفات غير اجتماعية وغير تربوية خطيرة ، تتعارض مع القوانين والمواثيق.
كذلك هناك من يُعرَّف العنف بأنه ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير عن قصد، وعادة ما يؤدي ذلك إلى التدميرأوإلحاق الأذى والضرر المادي أوغير المادي بالنفس أو بالغير.
أما علماء النفس فيعرفون العنف:
بأنه "مدى واسع من السلوك الذي يُعبَّر عن حالة انفعالية تنتهي بإيقاع الأذى أو الضرر بالآخر، سواء أكان فردًا أم شيئًا، أو تحطيم الممتلكات، وقد يصل ذلك إلى التهديد بالقتل أو القتل.
كذلك يرى علماء النفس أ " العنف ه وسلوك غريزي مصحوب بالكراهية وحب التدمير، هدفه تصريف الطاقة العدائية المكبوتة تجاه الآخرين، كذلك قد يكون العنف نتيجة للإحباط الشديد ولعدم قدرة الشخص على التسامي أو لإعادة ضبط النفس.
وفي ضوء ما سبق، يمكن تعريف العنف ضد الأطفال على أنه: "كل أشكال السلوك مباشرة أو غير مباشرة، لفظية أو غير لفظية، ظاهرة أو مستترة، مادية أو معنوية ، سلبية أو غير سلبية، يترتب عليها إلحاق أذى أو ضرر أو سوء معاملة أو إساءة للأطفال، سواء أكان هاذ الأذى جسديًا أم جنسيًا أم عاطفيًا أم إهمالاً، مما يترتب عليه آثار جسمية ونفسية واجتماعية وتعليمية خطيرة، وهذه السلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق القومية والإقليمية والدولية.
أشكال العنف ضد الأطفال:
العنف ضدالأطفال أوالإساءة أو سوء المعاملة للأطفال Child Abuse، له أشكال وأنواع عديدة، يمكن تصنيفها كالتالي:
أولاً: الاعتداء أو الأذى الجسدي Bodily Abuse:
الاعتداء أو الضرر أو الأذى الجسدي هو أي اعتداء يُلحق الأذى بجسم الطفل سواء باستخدام اليد أو بأية وسيلة أخرى،ويحدث على أثر ذلك رضوض أو كسور أو خدوش أو حروق أو جروح، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي إلى "الخنق" أو القتل.
ثانيًا: الاعتداء أو الأذى الجنسي Sexual Abuse
الاعتداء أو الضرر أوالأذى الجنسي هو شكل من أشكال الاعتداء الجسدي، ويقصد به استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسيةلشخص آخر، ويبدأ الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل، وهذا سيؤدي بلا شك إلى عدة آثار سلبية خطيرة على الطفل، فعلى سبيل المثال : إفساد أخلاق الطفل، تهتك الأعضاء الجنسية لدى الطفلة، حرمان الطفلة من الحمل والولادة في المستقبل، مشكلات الحمل المبكر والخطير لدى الطفلة.
ثالثًا: الاعتداء أو الأذى العاطفي Emotional Abuse
الاعتداء أو الأذى العاطفي هو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل، وذلك من خلال ممارسة سلوك ضد الطفل يشكل تهديدًا لصحته النفسية ، بما يؤدي إلى قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
ومن أشكال الاعتداء العاطفي " حرمان الطفل من الحب والحنان والرعاية
والحماية والشعوربالأمن والأمان،وحرمان الطفل من حقه في التعليم واللعب.. كذلك من أشكال الاعتداء العاطفي، القسوة في المعاملة أو التدليل الزائد والحماية المسرفة.
رابعًا: الإهمال:
الإهمال نمط سلوكي يتصف بإخفاق أو فشل أو ضعف في الأسرة والمدرسة في إشباع كل من الاحتياجات البيولوجية (مثل: الحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس والمأوى) والاحتياجات النفسية (مثل: الحاجة إلى الأمن والأمان.. والرعاية ومن أشكال هذا الإهمال: إهمال تقديم الرعاية الصحية للطفل.. والإخفاق في تقديم الغذاء المناسب والكافي، والملبس والمأوى.. كذلك من أشكال الإهمال في هذاالمجال عدم الاهتمام بالاحتياجات التعليمية والتربوية للطفل، مما يحرم الطفل من حقه في التعليم وحقه في تنشئة اجتماعية سليمة.
العوامل المؤدية تاى تاعنف ضد الأطفال:
يمكن تقسيم العوامل التي تؤدي إلى تزايد ممارسة العنف ضد الأطفال في المجتمع إلى مجموعة من العوامل: ترتبط إحداها بالإطار الاجتماعي العام الذي يعيش فيه الطفل، والأخرى ترتبط بالإطار البيئي أو المحيط الأقرب وهو المدرسةوالأسرة،وأخيرًاعوامل ترجع إلى الطفل ذاته وإن كانت تعضدهاالعوامل السابقة أي المجتمع والأسرة والمدرسة.
أولاً: عوامل ذات علاقة بالإطار الاجتماعي العام:
قد يكون المجتمع الذي تنحدر منه أسرة الطفل لديه ثقافة تنظر إلى العنف ضد الأطفال باعتباره سلوكًا عاديًا وطبيعيًا، أو أن مثل هذا السلوك ليس عنفًا من وجهة نظر هذه الثقافة، كذلك فإن شاشات التليفزيون والسينما وما تحمله من ألوان وأشكال من العنف قد يجعل مثل هذا السلوك شيئًا عاديًا ومقبولاً ويتم التعود عليه.
ويستقر في ذهن المشاهدين أن العالم حافل بالعنف، وأنه أحد الطرق لتسوية المشكلات، وأن الذي يمارس العنف قد لا يُعاقب.. مما يجعل المشاهدون لا يشعرون بالذنب نتيجة لممارستهم العنف ضد الآخرين، ولا ينظرون إلى العنف على أنه تصرف غير أخلاقي.
ثانيًا: العوامل ذات العلاقة بالمحيط الأسري:
قد تمارس الأسرة العنف ضد أطفالها لأسباب عدة، نذكر منها:
وجودخلل أو قصورفي بناءالأسرة مثل: التفكك الأسري أو التصدع داخل الأسرة، والذي يأخذ أشكالاً متعددة مثل:الانفصال أوالطلاق أوالخلع أوالنزاع المستمر أو سفر أحد الوالدين أو غيابه عن الأسرة.
كبر حجم الأسرة.
زيادة الأعباء الأسرية.
الظروف الاقتصادية الصعبة للأسرة مثل: الفقر أو بطالة الأب واضطرار الأم للعمل، وبالتالي يُعتبر الطفل عالة، ومسئولية ومصدرًا لعدم الترحيب به في الأسرة.
جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة والصحيحة.
قد يستخدم الوالدان العنف كوسيلة للسيطرة على سلوك الطفل.
التنشئة الاجتماعية غير السليمة للأبوين.
الضغوط النفسية التي قد يُعاني منها الوالدين أو أحدهما.
فعلى سبيل المثال:
أن الشخص الذي مورس ضده العنف في صغره، قد تتكون لديه مشاعر سلبية وميولاً عدوانية، عادة ما يفرغ هذه المشاعر عندما يكبر تجاه الآخرين ومنهم الأشخاص الأقل قوة منه مثل: الأطفال والمرأة.
كذلك قد يُوجَّه العنف ضد الطفل ، عندما يشعر أحد الوالدين بأن هذا الطفل يأخذ اهتمام أحدهما.
أيضًا فإن الأبوين اللذين حُرما من الحنان في طفولتهما ، قد يصبحان غير قادرين على إعطائه لأبنائهم.
ثالثًا: العوامل ذات العلاقة بالمدرسة:
لا تقوم المدرسة بدورها في التوعيةبحقوق الأطفال، وبتعليم التلاميذ مهارات الحياة، ومنها مهارة المحافظة على أنفسهم وعلى أجسادهم، وكيف يجنبون أنفسهم أي إساءة أو أذى، وكيف يعرفون الأشخاص الذين يتحرشون بهم جنسيًا.
رابعًا: عوامل ترتبط بطبيعة الطفل ذاته:
قد يكون للطفل دور في تشجيع الآخرين لممارسة العنف ضده، مثل:
وجود مرض عضوي لديه.
وجد مرض عقلي لديه.
وجود مرض نفسي لديه.
البطء الشديد.
العناد المستمر.
ضعف الذات لدى الطفل.
عدم قدرة الطفل على إدراك الواقع الاجتماعي والثقافي.
عدم معرفة الطفل لما هو صحيح أو خطأ.
مشاعر الخوف لدى الطفل.
عدم ثقة الطفل في نفسه.
موقف المواثيق الدولية من العنف ضد الأطفال:
لقد أعلنت منظمةالأمم المتحدة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن للطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين، واقتناعًا منها بأن الأسرة، باعتبارها الوحدة الأساسية للمتجمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاهية جميع أفرادها وبخاصة الأطفال، ينبغي أن تولي الحماية والمساعدة اللازمتين لتتمكن من الاضطلاع الكامل بمسئولياتهاداخل المجتمع،وتقر الدول المصدقة على اتفاقية حقوق الطفل بأن الطفل كي تترعرع شخصيته بشكل كامل ومتناسق ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية وجو من السعادة والمحبة والتفاهم ، وإذ ترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعدادًا كاملاً ليحيا حياة فردية في المجتمع، وتربيته بروح المثل العليا المعلنة مثل ميثاق الأمم المتحدة وخصوصًا بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والإخاء.
وتنص المادة 37 من اتفاقيةحقوق الطفل الصادرةعام 1989، أن الدول الأطراف عليها أن تكفل لأي طفل ألا يتعرض للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
كذلك تنص المادة 19 من الاتفاقية حكمًا أوسع نطاقًا؛ حيث تطلب من جميع الدول الأطراف اتخاذ جميع التدابير التشريعية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كل أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بمافي ذلك الإساءةالجنسية،وهو في رعايةوالديه أوالوصي القانوني عليه أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته.
توصيات ومقترحات:
في هذا الشأن يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات، والتي يمكن أن تُسهم في الوقاية أو الحد من أو مواجهة مشكلة العنف ضد الأطفال، وهي كالتالي:
زيادة حملات التوعية للأسرة بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة، وبحقوق الطفل ومخاطر ممارسة العنف ضده.
زيادة حملات التوعية لتلاميذ المدارس بحقوق الطفل، وكيف يمكن لهم اكتساب مهارات الوقاية والتعامل مع مشكلة العنف ضدهم.
نشر الثقافة والوعي في المجتمع عن أضرار وآثار العنف والإساءة للأطفال، وخاصة بواسطة وسائل الإعلام الجماهيرية وأماكن العبادة.
في حالة ممارسة العنف ضد الأطفال، لا بُد من اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو الكشف المكبر Early Case finding، والتدخل المبكرمن الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين ورجال الشرطة، ومعالجتها والتعامل معها بشكل مهني، وبشكل قانوني إذا تطلب الأمر ذلك.
ضرورة تدريب الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمعلمين ورجال الشرطة على مهارات الكشف المبكر، والتدخل المبكر عند اكتشاف ممارسة العنف ضد أحد الأطفال.
على أن ما سبق لا يمكن أن يُمارس دوره في تقليل العنف أو الحد منه ضد الأطفال، دون توافر الإطار الاجتماعي العام الرافض لثقافة العنف عمومًا، والذي يهيئ البيئة السليمة لنمو الطفل نموًا عقليًا وجسديًا صحيحًا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى