- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3912
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
هل استخدام الاعشاب الطبية امن دائما ؟
الخميس 01 سبتمبر 2011, 00:49
إن الله تبارك وتعالى حينما أراد للإنسان أن يكون خليفة له في أرضه وللخالفة طبيعتها ومهمتها الثقيلة وأعباؤها الشاقة فهي تحتاج إلى جسم سليم وعقل قوي ونقي ، فقد زوده سبحانه وتعالى بما يعين هذه القوى الثلاث وينمي فيها الحياة القوية دائما بما يحفظ نشاطها ولا يبعدها عن هدفها أو يضعفها كي تؤدي رسالتها التي خلقت من أجلها .
ففي مجال الجسم وتغذيته ومطالبه أوجد الله له نعما لا حصر لها فقد قال سبحانه " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ". وفي مجال وقايته من الأمراض وعلاجه من العلل خلق الله له من الأعشاب ومختلف أنواع الزرع مما يكون تحت بصره يصل إليها إذا شاء الله عز وجل .
وإصابة الجسم بالداء واعتلاله من السنن الكونية التي خلقها الله عز وجل بحكم عظيمة وفوائد جليلة ومنها علم الطب الذي يسعى لإكتشاف أدوية هذه الأدواء ، روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل .
وفي مسند الإمام أحمد " إن الله عز وجل لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاء وعلمه من علمه وجهله من جهله " .
وهذه دعوة إلى استخدام العالم القديم والحديث إلى اكتشاف ما أودع الله في هذه الأرض من موارد طبيعية دون إضرار أو إخلال بوظائف جسم الإنسان .
والإنسان منذ القدم بدأ يستعمل " الصيدلة الطبيعية " أو الأرض التي أودعها – الله سبحانه وتعالى – في هذا المخزن العلاجي وقد ربط الإنسان العلاقة بين النباتات البرية التي تغطي وجه الأرض وبين الأمراض التي يصاب بها فإستعمال هذه الأعشاب أو أجزاء منها في التداوي من هذه الأمراض فاستعمل الجذور والأوراق والثمار والبذور التي تعرف عليها خلال التجوال والترحال ومراقبته للحيوانات التي تأكل هذه الحشائش ومع تتبع الإنسان لهذه الحيوانات في مأكلها ومشربها وتناسلها ولاحظ أن لبعضها القدرة على شفائه بإذن – الله من الأمراض .
وصار العشابون يجمعونها من الطبيعة كل عشب في موعده المناسب لإحداث أحسن النتائج العلاجية فبعضها يجمع وقت الإزهار والبعض الآخر عند الإثمار بدرجات متفاوتة كما أن موعد الجمع اختلف على مدار فصول السنة فبعضها يجمع في الربيع والبعض الآخر في الصيف وهكذا .
ومن ناحية أخرى فقد تعرفوا على الجزء من النبات الذي يحتوي على العناصر الفعالة فكان يتم جمع براعم القرنفل قبل تفتحها وثمار الخلة قبل تمام النضج وقلف أشجار الكينا.
وبدأ الصيادلة الأولون في عمل خلاصات من الأجزاء الهامة من النبات واستخدمت تلك الخلاصات في علاج الأمراض المختلفة مثل خلاصة نبات البلادونا وخلاصة الجوز المقيء وغيرها من الخلاصات. وتبع ذلك نجاح الصيادلة والكيمائيون الأوائل في فصل العناصر الفعالة نفسها من النباتات مثل استخلاص الكينين المستخدم في علاج الملاريا حاليا من قلف شجر الكينا ، والأتروبين من نبات البلادونا " ست الحسن " والأستركين من بذور الجوز المقيء والآيفيدين المستخدم في إزالة احتقان الأنف وأعراض الرشح من نبات الآيفورا والمورفين من نبات الخشخاش والديجوكسين لعلاج أمراض القلب من نبات الديجينا " أصبع العذراء " ...الخ .
ومع تقدم الكيمياء بصفة عامة أمكن بعد ذلك الصيادلة والكيمائيين التوصل إلى التركيب الكيميائي ومعرفة شكل وتركيب جزء العنصر الفعال وأمكن في بعض الحالات تخليق تلك العناصر الفعالة كيمائياً .
ومن هذه المقدمة يتبين أن أصل ومصدر الأدوية الكيمائية المستخدمة يتبين إن أصل ومصدر الأدوية الكيمائية المستخدمة حاليا في علاج الأمراض هو هذه النباتات والأعشاب الطبيعية .
بل على الرغم من التطور الهائل في علم الأدوية وظهور أعداد هائلة منها في شتى مجالات العلاج وخاصة القرن المنصرم فإن الفترة الحالية تشهد عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم أفرع الطب البديل " Alternet Medicine " ولا يقتصر الاهتمام بالتداوي بالأعشاب على الدول المتقدمة بل تعداها إلى الكثير من بلدان العالم النامي .
ولكن هناك فارق كبير بين استخدام الأعشاب في علاج الأمراض في الحقبة الماضية وبين العودة إلى استخدامها في الوقت الحاضر .
ذلك أن الأخير وضعت له قوانين وضوابط ومعايير تحدد مقدار الكمية التي تؤخذ الجزء الطبي من النبات واستطباباتها والأعراض الجانبية المصاحبة لاستخدامها وكذلك التفاعلات " التداخلات الدوائية بين بعضها أو بينها وبين الأدوية الكيمائية ".
أما في الفترة الماضية فقد كانت تستخدم هذه الأعشاب بلا معايير أو ضوابط وإنما كانت تستخدم بناءً على تجارب سابقة بغض النظر عن نوع المرض والسن والجنس لمن يستخدمها لأن بعضها قد يؤثر على المرأة التي في عمر الإنجاب .
وأذكر على سبيل المثال ، حادثة وقعت في قسم الإسعاف حيث أحضرت إمرأة في نهاية عقدها الثاني وبعد الكشف عليها تبين أنها تعاني من فشل كلوي حاد وبعد السؤال عن السبب وجد أنها كانت تستخدم أعشابا بكميات كبيرة أعطيت لها لأنها كانت تعاني من بعض الأمراض المزمنة ، وعندما ارسلت عينة من هذه الأعشاب لتحليلها بكلية الصيدلة وجد أن هذه الأعشاب تحتوي على مادة تترسب في الكلى وتؤدي إلى فشل لوظائفها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل نستطيع أن نستعمل هذه الأعشاب بأمان دائماً ؟ الكثير من الناس يعتقد أن كل الأعشاب يمكن استعمالها بدون خوف حيث أنها من إنتاج الطبيعة وبالتالي فهي آمنة وخالية من الآثار أو الأضرار الجانبية وأن هذه الأدوية المخضرة كيمائيا ضارة بالجسم ، فهل هذا صحيح ؟
من المؤكد أن الطبيعة هي مصدر كل خير ولكن لا ننسى إن الكثير من سموم مستخرجة من الطبيعة أيضا لذلك فما نحتاج إليه هو كيفية الإختيار مما تقدمه لنا الطبيعة .
ولكن ما هي الأخطار المحتملة عند استعمال هذه الأعشاب ؟
أحدها الغش فعند شراء الأعشاب من مصادر غير موثوق فيها قد تتعرض للغش وذلك عن طريق خلط الأعشاب الطبية بأعشاب أخرى عديمة الفائدة بقصد التمويه لكي لا تعرف هذه الخلطة مما قد تسبب خطرا على الجسم .
ومنها أن تكون مجهولة التركيب فغالبا ما تباع الأعشاب على أنها علاج لسقوط الشعر أو الصدفية وذلك بدون ذكر معلومات عن محتوى ونوعية هذه الأعشاب بحيث نستطيع التأكد من فاعليتها ، وكثيرا ما نسمع أن هذه الخلطة " سرية " .
تفاعلها مع الأدوية الأخرى فالأعشاب الطبية باعتبارها أدوية قد تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى التي نستعملها في نفس الوقت مما قد يؤدي إلى خطورة في بعض الأحوال وخاصة عندما لا تخبر طبيبك عن استعمالك لتلك الأعشاب ، فعلى سبيل المثال الثوم كغذاء طبيعي معروف بتأثيره المضاد لتجلط الدم فإذا كنت تعاني من زيادة في لزوجة الدم وقد وصف لك أدوية لتلك اللزوجة وأنت تتناول الثوم بكميات كبيرة تكون معرضا في هذه الحالة إلى نزيف نتيجة السيولة الزائدة .
وأود أن أشير هنا إلى أمر مهم وهو خطأ يقع فيه بعض الناس وخاصة أولئك الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كأرتفاع الضغط أو السكر وهو أنه عندما يستخدمون هذه الأعشاب يتركون الأدوية التي وضعت لهم من قبل الطبيب وهذا خطأ من ناحيتين الأولى أن هذه الأدوية بجرعاتها المحددة التي يتناولونها مسيطرة على أعراض هذه الأمراض .
وتركها قد يؤدي إلى انتكاسة للمرض شديدة والناحية الأخرى أن هذه الأعشاب لم يتم اختبارها علميا وإذا اثبت فعاليتها فإنه لا يعرف المقدار الذي تؤخذ به ، وإلى الآن لا يوجد نبات طبي أو عشبة لها القدرة على علاج هذه الأمراض المزمنة .
الكثير من الناس يتسائل عن استخدام العسل والحبة السوداء وكذلك مما يصنع على شكل مشروبات كالزنجبيل والشيح وغيرها ، هل هي آمنة وليس لها أي أضرار ؟
العسل قد ورد زكره في القرآن " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه في شفاء للناس " وله منافع عظيمة واستطبابات كثيرة وهذا لا يعني أنه مأمون دائما وليس له أضرار وقد ذكر الإمام ابن القيم في كتابه النبوي بعضها
ومما يجب التنبيه إليه أنه يجب إلا يستخدم للأطفال الذين أعمارهم أقل من سنة وذلك لإحتوائه على كائنات دقيقة تتحول إلى ميكروبات ضارة في الجسم قد تؤدي إلى أمراض عصبية مزمنة .
وأما الحبة السوداء فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السأم ، والسأم هو الموت" .
وهي الكمون الأسود وهي كثيرة المنافع وتستخدم على عدة أشكال فتستخدم لعلاج الربو واعتلال البطن وغيره ولكن لا ينبغي الإسراف في تناولها وأخذها بكميات كبيرة فقد تؤدي إلى أضرار جانبية .
وأما الأعشاب الأخرى كالزنجبيل والشيح والحلبة وغيرها التي غالبا ما تستخدم على شكل مشروب فلها فوائد كثيرة وتستخدم في علاج أمراض الكبد والمعدة وغيرها .
وخلاصة القول أن استخدام الأعشاب الطبية ليس آمناً دائما وإذا كنت تتناول أدوية فيجب إخبار طبيبك قبل استخدام هذه الأعشاب وسؤال الصيدلي عما إذا كان هناك أي تداخلات دوائية معها .
ويجب الحذر من الأعشاب ذات " الخلطة السرية " التي لا تعرف مكوناتها لأنه يصعب تحديد مدى ضررها وتأثيرها على الجسم .
وينبغي أن نشير هنا إلى ضرورة تقنين استخدام هذه الأعشاب الطبية خاصة وأنها تحتوي على العديد من المواد الفعالة وكذلك إعطاء رخص وتصاريح لممارسة مهنة الطب الشعبي .
ففي مجال الجسم وتغذيته ومطالبه أوجد الله له نعما لا حصر لها فقد قال سبحانه " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ". وفي مجال وقايته من الأمراض وعلاجه من العلل خلق الله له من الأعشاب ومختلف أنواع الزرع مما يكون تحت بصره يصل إليها إذا شاء الله عز وجل .
وإصابة الجسم بالداء واعتلاله من السنن الكونية التي خلقها الله عز وجل بحكم عظيمة وفوائد جليلة ومنها علم الطب الذي يسعى لإكتشاف أدوية هذه الأدواء ، روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل .
وفي مسند الإمام أحمد " إن الله عز وجل لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاء وعلمه من علمه وجهله من جهله " .
وهذه دعوة إلى استخدام العالم القديم والحديث إلى اكتشاف ما أودع الله في هذه الأرض من موارد طبيعية دون إضرار أو إخلال بوظائف جسم الإنسان .
والإنسان منذ القدم بدأ يستعمل " الصيدلة الطبيعية " أو الأرض التي أودعها – الله سبحانه وتعالى – في هذا المخزن العلاجي وقد ربط الإنسان العلاقة بين النباتات البرية التي تغطي وجه الأرض وبين الأمراض التي يصاب بها فإستعمال هذه الأعشاب أو أجزاء منها في التداوي من هذه الأمراض فاستعمل الجذور والأوراق والثمار والبذور التي تعرف عليها خلال التجوال والترحال ومراقبته للحيوانات التي تأكل هذه الحشائش ومع تتبع الإنسان لهذه الحيوانات في مأكلها ومشربها وتناسلها ولاحظ أن لبعضها القدرة على شفائه بإذن – الله من الأمراض .
وصار العشابون يجمعونها من الطبيعة كل عشب في موعده المناسب لإحداث أحسن النتائج العلاجية فبعضها يجمع وقت الإزهار والبعض الآخر عند الإثمار بدرجات متفاوتة كما أن موعد الجمع اختلف على مدار فصول السنة فبعضها يجمع في الربيع والبعض الآخر في الصيف وهكذا .
ومن ناحية أخرى فقد تعرفوا على الجزء من النبات الذي يحتوي على العناصر الفعالة فكان يتم جمع براعم القرنفل قبل تفتحها وثمار الخلة قبل تمام النضج وقلف أشجار الكينا.
وبدأ الصيادلة الأولون في عمل خلاصات من الأجزاء الهامة من النبات واستخدمت تلك الخلاصات في علاج الأمراض المختلفة مثل خلاصة نبات البلادونا وخلاصة الجوز المقيء وغيرها من الخلاصات. وتبع ذلك نجاح الصيادلة والكيمائيون الأوائل في فصل العناصر الفعالة نفسها من النباتات مثل استخلاص الكينين المستخدم في علاج الملاريا حاليا من قلف شجر الكينا ، والأتروبين من نبات البلادونا " ست الحسن " والأستركين من بذور الجوز المقيء والآيفيدين المستخدم في إزالة احتقان الأنف وأعراض الرشح من نبات الآيفورا والمورفين من نبات الخشخاش والديجوكسين لعلاج أمراض القلب من نبات الديجينا " أصبع العذراء " ...الخ .
ومع تقدم الكيمياء بصفة عامة أمكن بعد ذلك الصيادلة والكيمائيين التوصل إلى التركيب الكيميائي ومعرفة شكل وتركيب جزء العنصر الفعال وأمكن في بعض الحالات تخليق تلك العناصر الفعالة كيمائياً .
ومن هذه المقدمة يتبين أن أصل ومصدر الأدوية الكيمائية المستخدمة يتبين إن أصل ومصدر الأدوية الكيمائية المستخدمة حاليا في علاج الأمراض هو هذه النباتات والأعشاب الطبيعية .
بل على الرغم من التطور الهائل في علم الأدوية وظهور أعداد هائلة منها في شتى مجالات العلاج وخاصة القرن المنصرم فإن الفترة الحالية تشهد عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم أفرع الطب البديل " Alternet Medicine " ولا يقتصر الاهتمام بالتداوي بالأعشاب على الدول المتقدمة بل تعداها إلى الكثير من بلدان العالم النامي .
ولكن هناك فارق كبير بين استخدام الأعشاب في علاج الأمراض في الحقبة الماضية وبين العودة إلى استخدامها في الوقت الحاضر .
ذلك أن الأخير وضعت له قوانين وضوابط ومعايير تحدد مقدار الكمية التي تؤخذ الجزء الطبي من النبات واستطباباتها والأعراض الجانبية المصاحبة لاستخدامها وكذلك التفاعلات " التداخلات الدوائية بين بعضها أو بينها وبين الأدوية الكيمائية ".
أما في الفترة الماضية فقد كانت تستخدم هذه الأعشاب بلا معايير أو ضوابط وإنما كانت تستخدم بناءً على تجارب سابقة بغض النظر عن نوع المرض والسن والجنس لمن يستخدمها لأن بعضها قد يؤثر على المرأة التي في عمر الإنجاب .
وأذكر على سبيل المثال ، حادثة وقعت في قسم الإسعاف حيث أحضرت إمرأة في نهاية عقدها الثاني وبعد الكشف عليها تبين أنها تعاني من فشل كلوي حاد وبعد السؤال عن السبب وجد أنها كانت تستخدم أعشابا بكميات كبيرة أعطيت لها لأنها كانت تعاني من بعض الأمراض المزمنة ، وعندما ارسلت عينة من هذه الأعشاب لتحليلها بكلية الصيدلة وجد أن هذه الأعشاب تحتوي على مادة تترسب في الكلى وتؤدي إلى فشل لوظائفها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل نستطيع أن نستعمل هذه الأعشاب بأمان دائماً ؟ الكثير من الناس يعتقد أن كل الأعشاب يمكن استعمالها بدون خوف حيث أنها من إنتاج الطبيعة وبالتالي فهي آمنة وخالية من الآثار أو الأضرار الجانبية وأن هذه الأدوية المخضرة كيمائيا ضارة بالجسم ، فهل هذا صحيح ؟
من المؤكد أن الطبيعة هي مصدر كل خير ولكن لا ننسى إن الكثير من سموم مستخرجة من الطبيعة أيضا لذلك فما نحتاج إليه هو كيفية الإختيار مما تقدمه لنا الطبيعة .
ولكن ما هي الأخطار المحتملة عند استعمال هذه الأعشاب ؟
أحدها الغش فعند شراء الأعشاب من مصادر غير موثوق فيها قد تتعرض للغش وذلك عن طريق خلط الأعشاب الطبية بأعشاب أخرى عديمة الفائدة بقصد التمويه لكي لا تعرف هذه الخلطة مما قد تسبب خطرا على الجسم .
ومنها أن تكون مجهولة التركيب فغالبا ما تباع الأعشاب على أنها علاج لسقوط الشعر أو الصدفية وذلك بدون ذكر معلومات عن محتوى ونوعية هذه الأعشاب بحيث نستطيع التأكد من فاعليتها ، وكثيرا ما نسمع أن هذه الخلطة " سرية " .
تفاعلها مع الأدوية الأخرى فالأعشاب الطبية باعتبارها أدوية قد تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى التي نستعملها في نفس الوقت مما قد يؤدي إلى خطورة في بعض الأحوال وخاصة عندما لا تخبر طبيبك عن استعمالك لتلك الأعشاب ، فعلى سبيل المثال الثوم كغذاء طبيعي معروف بتأثيره المضاد لتجلط الدم فإذا كنت تعاني من زيادة في لزوجة الدم وقد وصف لك أدوية لتلك اللزوجة وأنت تتناول الثوم بكميات كبيرة تكون معرضا في هذه الحالة إلى نزيف نتيجة السيولة الزائدة .
وأود أن أشير هنا إلى أمر مهم وهو خطأ يقع فيه بعض الناس وخاصة أولئك الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كأرتفاع الضغط أو السكر وهو أنه عندما يستخدمون هذه الأعشاب يتركون الأدوية التي وضعت لهم من قبل الطبيب وهذا خطأ من ناحيتين الأولى أن هذه الأدوية بجرعاتها المحددة التي يتناولونها مسيطرة على أعراض هذه الأمراض .
وتركها قد يؤدي إلى انتكاسة للمرض شديدة والناحية الأخرى أن هذه الأعشاب لم يتم اختبارها علميا وإذا اثبت فعاليتها فإنه لا يعرف المقدار الذي تؤخذ به ، وإلى الآن لا يوجد نبات طبي أو عشبة لها القدرة على علاج هذه الأمراض المزمنة .
الكثير من الناس يتسائل عن استخدام العسل والحبة السوداء وكذلك مما يصنع على شكل مشروبات كالزنجبيل والشيح وغيرها ، هل هي آمنة وليس لها أي أضرار ؟
العسل قد ورد زكره في القرآن " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه في شفاء للناس " وله منافع عظيمة واستطبابات كثيرة وهذا لا يعني أنه مأمون دائما وليس له أضرار وقد ذكر الإمام ابن القيم في كتابه النبوي بعضها
ومما يجب التنبيه إليه أنه يجب إلا يستخدم للأطفال الذين أعمارهم أقل من سنة وذلك لإحتوائه على كائنات دقيقة تتحول إلى ميكروبات ضارة في الجسم قد تؤدي إلى أمراض عصبية مزمنة .
وأما الحبة السوداء فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السأم ، والسأم هو الموت" .
وهي الكمون الأسود وهي كثيرة المنافع وتستخدم على عدة أشكال فتستخدم لعلاج الربو واعتلال البطن وغيره ولكن لا ينبغي الإسراف في تناولها وأخذها بكميات كبيرة فقد تؤدي إلى أضرار جانبية .
وأما الأعشاب الأخرى كالزنجبيل والشيح والحلبة وغيرها التي غالبا ما تستخدم على شكل مشروب فلها فوائد كثيرة وتستخدم في علاج أمراض الكبد والمعدة وغيرها .
وخلاصة القول أن استخدام الأعشاب الطبية ليس آمناً دائما وإذا كنت تتناول أدوية فيجب إخبار طبيبك قبل استخدام هذه الأعشاب وسؤال الصيدلي عما إذا كان هناك أي تداخلات دوائية معها .
ويجب الحذر من الأعشاب ذات " الخلطة السرية " التي لا تعرف مكوناتها لأنه يصعب تحديد مدى ضررها وتأثيرها على الجسم .
وينبغي أن نشير هنا إلى ضرورة تقنين استخدام هذه الأعشاب الطبية خاصة وأنها تحتوي على العديد من المواد الفعالة وكذلك إعطاء رخص وتصاريح لممارسة مهنة الطب الشعبي .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى