«التربية والتعليم» تطمئن أولياء الأمورمع تزايد المخاوف من «متحور الدلتا»
الأهالي : التزام المدارس بالإجراءات الاحترازية ورفع جودة التعليم عن بعد ضرورة
الأطباء : «المتحور» أسرع انتشارا وأقل خطورة.. والتغذية السليمة أهم عوامل رفع مناعة الطفل
«التربية والتعليم» تطمئن أولياء الأمورمع تزايد المخاوف من «متحور الدلتا» 2021-610


حالة من القلق والخوف والترقب أيضا يعيشها الطلاب وأولياء الأمور مع اقتراب بدء العام الدراسى الجديد فى ظل ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا فى موجته الرابعة، ومع ظهور حالات إصابة بـ (متحور الدلتا)، الذى حدث تراجع فى عدد المصابين به فى العديد من دول العالم. وفى الوقت نفسه، توقع وزير التعليم العالى انكسار الموجة الرابعة فى مصر قريبا، مع وجود خطة بديلة للتعليم الهجين أو عن بعد وفقا لما يقتضيه الموقف الذى تتابعه وترصده اللجنة الوزارية العليا لمواجهة كورونا.
فى الوقت ذاته صدرت قرارات وزارة التربية والتعليم التى تؤكد انتظام الدراسة مع بدء العام الدراسى الجديد، وتحديد إجراءات لحماية الطلاب واقامة غرفة عمليات لمتابعة الموقف بالتنسيق مع وزارة الصحة ، وتنظيم الدخول والخروج من وإلى المدارس والفصول وطريقة التعامل فى حالة ظهور حالات محتملة قد تؤثر على انتظام الدراسة فى أى فصل أو مدرسة أو مجمع مدارس وذلك لطمأنة أولياء الأمور وتبديد مخاوفهم من احتمالات إصابة أبنائهم بالفيروس الوبائى فى سلالته الجديدة التى حذر بعض الأطباء والمتخصصين من أنها أسرع انتشارا عن سابقاتها من السلالات الأخري  للفيروس التاجي، وأمام الارتفاع المستمر للموجة الرابعة لانتشار فيروس كورونا والتى أعلنت وزارة الصحة أنها ستبلغ ذروتها فى شهر أكتوبر الحالي، أى مع بداية قدوم فصل الشتاء والذى تكثر فيه الإصابة بفيروس الانفلونزا الذى تتشابه أعراضه مع «متحور الدلتا بلس».
وبين خوف وترقب وطمأنة يتساءل الكثيرون عن التعامل الأمثل والقرار الصائب فى مواجهة تلك التجمعات الكبيرة بالفصول والمدارس مع هذه الموجة سريعة الانتشار التى يشنها الفيروس فى تلك الفترة؟!
السؤال طرحناه على عدد من أولياء الأمور والمتخصصين.
توقعت هدى جمال - ربة منزل - تكرار ما حدث فى العامين الماضيين بإلغاء حضور الطلاب ولكن بعد دفع المصروفات، وهو ما تراه أمراً مطمئنا لضمان عدم تعرض الطلاب للإصابة بفيروس «المتحور دلتا»، وناشدت المسئولين الاهتمام بجودة التعليم عن بعد والذى أصبح يمثل الملاذ الآمن فى ظل استمرار الجائحة.
وطالبت شيماء عبدالله - موظفة - المسئولين بتقليل كثافة الفصول من خلال تطبيق نظام الدراسة بالتناوب، وإلغاء طابور الصباح والاهتمام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والمحافظة على التباعد بين الطلاب وضرورة تعقيم الفصول بين الحصص، وأن تقتصر «الفسحة» على تناول وجبتهم الغذائية داخل الفصول حتى لا يحدث تكدس للطلاب خارجها فى هذا الوقت وبالتالى تزيد احتمالات انتشار العدوى وهو ما نخشاه على أبنائنا.
نصائح ومطالب
وقالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، إن هناك مجموعة من النصائح الموجهة لأولياء أمور طلاب جميع المراحل التعليمية، ومناشدات لوزارتى التربية والتعليم والصحة والمعلمين، منها أنه على أولياء الأمور التشديد على أبنائهم بضرورة الإلتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وتوعيتهم وتعريفهم جيدا بكيفية اتباع الإجراءات الصحيحة للوقاية، وعدم استخدام أدوات ومستلزمات الغير داخل المدرسة والفصول لمنع نقل العدوي، وتهيئة المناخ المناسب لأبنائهم لاستقبال العام الدراسى الجديد داخل الأسرة.
رؤية استباقية
وأوضح د.أحمد شوقى محمد استاذ الأمراض الصدرية بجامعة طنطا ومدير مستشفى الصدر الجامعى وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد أنه منذ بداية الجائحة وظهور الحالات الأولى فى فبراير 2020 أدركت الحكومة أنه لا سبيل للمواجهة إلا من خلال العلم، وكان قرار تشكيل اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وقامت اللجنة المكلفة بإعداد بروتوكول العلاج للدولة المصرية والمتابعة على أرض الواقع، ومدى تنفيذ السياسة العلاجية على جميع المناطق، بجميع مستشفيات العزل، كما وفرت الحكومة ووزارة الصحة الأدوية المدرجة بالبروتوكول العلاجى بكميات استراتيجية، وإمداد المستشفيات بكل ما هو مطلوب من أجهزة طبية وعلى رأسها أجهزة التنفس الصناعي، مشيرا الى معاناة  دول عظمى من النقص الحاد فى أعداد تلك الأجهزة الطبية، على خلاف ما حدث فى مصر، مرجعا ذلك للرؤية الاستباقية للدولة ووزارة الصحة فى تلك الفترة واحترافية الدولة فى مواجهة الجائحة، لافتا الى أنه لا مجال للمزيد من الإجراءات ولكن علينا الاستمرار فى تطبيق تلك الإجراءات الاحترازية والتوسع فى تطعيم المواطنين فى أسرع وقت، وقد وفرت الدولة معظم أنواع اللقاحات التى ثبتت فعاليتها بأعداد كبيرة، وعلينا أن نتفهم أننا نتعامل مع فيروس سريع التطور من المراحل البسيطة والمتوسطة الى المراحل الشديدة والحرجة ولا ضامن لعدم تدهور حالة المريض المصاب، لذا فمن العقل والمنطق والعلم، تجنب الإصابة والعدوى عن طريق الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتطعيم.
ونصح شوقى أولياء الأمور والطلاب، بالالتزام بالإجراءات الاحترازية خاصة الكمامة، وشدد على الحفاظ على مناعة الأبناء بالتغذية السليمة والاكثار من تناول الفاكهة والسوائل وتنظيم اليوم الدراسى وتجنب الإرهاق، وضرورة الالتزام بالخلود للنوم مبكراً وأخذ عدد ساعات كافية من النوم ، متوقعا أن يكون العام الدراسى ناجحا وخالياً من أى تخوفات.
تحذير من التراخى
من جانبه يحذر الدكتور محمد شبيب استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة من التراخى فى تطبيق الاجراءات الاحترازية خاصة مع دخول العام الدراسى الجديد ، مؤكدا أن ( متحور دلتا ) الجديد لفيروس كورونا له خواص تجعله أكثر سرعة فى الانتشار ولكن بخطورة أقل وأضاف أن الشخص المصاب بمتحور (دلتا بلاس) سيشعر بذات الأعراض التى تصاحب السلالات السابقة لفيروس كورونا.
الرابعة أعلى
وتوقع الدكتور اسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة أن تكون إصابات الموجة الرابعة أعلى من الموجة الثالثة والثانية نظرا لقوة انتشار متحور دلتا مع وجود توقعات بظهور متحورات جديدة، مشيرا الى أن الموجة الحالية لانتشار فيروس كورونا سجلت معدلات إصابة أعلى عند الأطفال وهو ما ثبت من خلال الدراسات التى أجريت فى عدد من دول العالم، وقال إن هناك تخوفا بألا يكون متحور دلتا هو المتحور الأخير، أو أن يكون بداية لتحور جديد، مضيفا إن التخوف الأكبر يكمن فى ظهور «سوبر فيروس» وظهور سلالة متوحشة لا تؤثر فيها اللقاحات، مما يجعلنا نضطر لإعادة إعطاء اللقاحات مرة أخري، لأنه فى حالة انتشار الفيروس لفترة طويلة دون ردع مثل عمليات اللقاحات السريعة فإن فرصته فى نقل العدوى من شخص لآخر تزداد ويبدأ الفيروس فى تغيير شكله وخصائصه.
أما وزارة التربية والتعليم وضعت خطة لمواجهة الموجة الرابعة مع الالتزام بانتظام العام الدراسى وحضور الطلاب فى الفصول وتطعيم جميع العاملين والمعلمين وجميع طلاب المرحلة الثانوية وعدم السماح للمعلمين والعاملين بالتوقيع فى كشوف الحضور والانصراف الا بعد الحصول على اللقاح وفى حالة رفض التطعيم يلتزم الرافض بتقديم مسحة أسبوعية، وتخصيص مراكز لتلقى المعلمين لقاح كورونا فى مختلف المحافظات ، وتشكيل قاعدة بيانات أساسية تشمل جميع المعلمين الذين حصلوا على اللقاح.
كما شددت الوزارة على أهمية الالتزام بالتعليمات التى تصدرها وزارة الصحة والسكان ، ومنها عند الشعور بأعراض فيروس كورونا يجب إبلاغ المدرسة ومتابعة الطبيب وعمل عزل منزلى على الأقل ، وفى حالة ظهور حالات فى أحد الفصول أو أكثر أو فى مدرسة أو أكثر داخل مجمع مدارس يتم اتخاذ الإجراءات المحددة فى تلك الحالة لمنع انتشار العدوى وفقا لما تقرره اللجنة الوزارية المختصة.