علاج الوسواس القهرى الذى يصيب الشباب
الخميس 25 أغسطس 2011, 13:03
الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى
كتبت عفاف السيد
تقول أم: ابنى فى الخامسة عشرة، ويسأل أسئلة غريبة، ومنها ما هو
شعورنا تحت التراب؟ أين الله؟ ويرفض الصلاة لأنه يعيد الصلاة مرارا و
تكرارا لاعتقادة خروج ريح، ويقوم بإعادة فرض الظهر مررارا وتكرارا حتى
يحين وقت صلاة العصر وأخيرا لا يقرأ الجرائد أبدا، إلا إذا كانت يده أول
يد تمسك الجريدة فهل هو مريض نفسى؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس
قائلة: هذا الابن يعانى من مرض الوسواس القهرى، وهى أفكارٌ تسلطيةٌ يرفضها
الشخصُ ويكرهها ويخشاها ويشمئزُّ منها أحيانًا، ويحاولُ جاهدًا أن يتخلصَ
منها، لكنهُ لا يفلحُ فى ذلكَ، بل إنهُ كلما قاومها ازدادت حدتها،
والأعراضُ فى حالة ابنك هى الأفكار التسلطية الدينية، التشكيكية، وإن كنتُ
أظنُّ أن لدية أيضًا أفعالاً قهريةً مثل طقوسة فى قراءة الجرائد ولم
تذكريها بوضوح.
والسبب يرجع فى ذلك أن الوسواس القهرى هو مرض حقيقى نفسى ويرتبط ارتباط
مباشر باختلال كيميائى فى المخ، وينقسم العلاج إلى ثلاث محاور وهى:
1- تعريف أهل المريض.
إحدى المشاكل التى تصادف أهل الطفل أو الشاب هو كيفية مقابلة المرض، فهناك
من يحاول مقابلة المرض بعدم الاهتمام، وآخر بالغضب، وآخر بالاستهانة، ولكن
المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، ليس هناك أسوء من
محاولة التصدى للفكرة فى رأس المريض والجدال معها، فالمجادلة لا تجدى،
وتزيد الوساوس خبيثا وقوة.
لذلك من الضرورى أن يفهم الأهل الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض بالوسواس
القهرى، حتى لا ييأس أهل الطفل فينتهى المطاف إلى العنف أو التوبيخ.
2- قيام المريض بالعلاج السلوكى:
ربما يكون من الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكى
يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذى يصيب المريض بمرض
الوسواس القهرى سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه،
لذلك أقول للمريض بالوسواس القهرى إن المرض لن يختفى إن ترك للوقت، فالعلاج
وإن كان متعبا فى البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيتعافى منه، وهذه
الأفكار التى تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.
3- تعاطى الدواء:
من المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب النفسى له،
خصوصا أن الأدوية فى الوقت الحالى وصلت إلى مرحلة متقدمة، على سبيل المثال
الحبوب التى تسمى بـ: فلوكستين أو سرترالين وهذة الأدوية تنتمى إلى
مجموعة (SSRI أو Selective Serotonin Reuptake Inhibitor)، ويقوم هذا
الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين فى المخ، بحيث يستعيد المخ نشاطه
الطبيعى وتزول الأفكار السلبية، ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية طفيفة، لا
تكاد تؤثر على المريض فى الـأسبوعين الأولين من بداية العلاج، وتشير
الدكتورة هبة إلى أن الأدوية لا خوف منها على المرضى من الإدمان ويمكن
تركها فى أى وقت.
ولكن المشكلة فى تعاطى هذا النوع من الدواء، أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع
حتى يبدأ بالتأثير الإيجابى على المريض، وهذه هى المشكلة، وخصوصا أن
المريض على عجلة من أمره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا، والمهم متابعة
العلاج الطبى مع الطبيب النفسى.
________________________________________________
جاري تحميل مناهج 2025 كل الفرق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى