منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
إيمان إبراهيم مساعد
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

قوم سبأ وسيل العرم Empty قوم سبأ وسيل العرم

الأربعاء 24 أغسطس 2011 - 19:27
قوم سبأ وسيل العرم
بقلم الكاتب التركي هارون يحيى بقايا مدينة مأرب التي كان يعيش فيها قوم سبأ
قال تعالى في كتابه العزيز : ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي
مَسْكَنِهِم آيةٌ جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن
رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ
غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ
العَرِمِ وَبَدَّلْناَهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ
أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) (سبأ:
15-16)
يعتبر مجتمع سبأ واحداً من أكبر أربع حضارات عاشت في جنوبي
الجزيرة العربية، ويعتقد أن هؤلاء القوم قد أسسوا مجتمعهم ما بين
1000-750 قبل الميلاد، وانهارت حضارتهم حوالي 550 بعد الميلاد،
بسبب الهجمات التي دامت قرنين والتي كانوا يتعرضون لها من جانب
الفرس والعرب.
بقي تاريخ نشوء حضارة سبأ موضع خلاف حتى الآن، فالسبئيون لم
يشرعوا بكتابة تقاريرهم الحكومية حتى سنة 600 قبل الميلاد، لذلك
لا يوجد أي سجلات سابقة لهذا التاريخ.
يعود أقدم المصادر التي تشير إلى قوم سبأ إلى سجلات الملك سيرجون
الثاني الآشوري الحربية (722-705 قبل الميلاد)، في تلك السجلات
يشير الملك الآشوري في سجلاته التي دون فيها الأمم التي كانت
تدفع له الضرائب إلى ملك سبأ "إيت عمارا". هذا أقدم مصدر يشير
إلى الحضارة السَّبئية، إلا أنه ليس من الصواب أن نستنتج أن هذه
الحضارة قد تم إنشاؤها حوالي 700 قبل الميلاد فقط اعتماداً على
هذا المصدر الوحيد، لأن احتمال تشكل هذه الحضارة قبل ذلك وارد
جداً، وهذا يعني أن تاريخ سبأ قد يسبق هذا التاريخ. ورد في نقوش
أراد نانار، أحد ملوك مدينة أور المتأخرين، كلمة "سابوم" والتي
تعني "مدينة سبأ" [1]، وإذا صح تفسير هذه الكلمة على أنها مدينة
سبأ، فهذا يعني أن تاريخ سبأ يعود إلى 2500 قبل الميلاد.
تقول المصادر التاريخية التي تتحدث عن هذه الحضارة: إنها كانت
أشبه بالحضارة الفينيقية، أغلب نشاطاتها تجارية، لقد سيطر هؤلاء
القوم على الطرق التجارية التي تمر عبر شمالي الجزيرة، كان على
التجار السبئيين أن يأخذوا إذناً من الملك الآشوري سيرجون الثاني
حاكم المنطقة التي تقع شمالي الجزيرة، إذا ما أرادوا أن يصلوا
بتجارتهم إلى غزة والبحر المتوسط، أو أن يدفعوا له ضريبة على
تجارتهم، وعندما بدأ هؤلاء التجار بدفع الضرائب للملك الآشوري
دُوِّنَ اسمُهُم في السجلات السنوية لتلك المنطقة.
يعرف السبئيون من خلال التاريخ كقوم متحضرين، تظهر كلمات مثل
"استرجاع"، "تكريس"، "بناء"، بشكل متكرر في نقوش حكامهم، ويعتبر
سد مأرب الذي كان أحد أهم معالم هذه الحضارة، دليلاً واضحاً على
المستوى الفني المتقدم الذي وصل إليه هؤلاء القوم؛ إلا أن هذا لا
يعني أنهم كانوا ضعفاء عسكرياً، فقد كان الجيش السبئي من أهم
العوامل التي ضمنت استمرار هذه الحضارة صامدة لفترة طويلة.
كان الجيش السبئي من أقوى جيوش ذلك الزمان، وقد ضمن لحكامه
امتداداً توسعياً جيداً، فقد اجتاحت سبأ منطقة القتبيين، وتمكنت
من السيطرة على عدة مناطق في القارة الإفريقية، وفي عام 24 قبل
الميلاد وأثناء إحدى الحملات على المغرب، هزم الجيش السبئي جيش
ماركوس إيليوس غالوس الروماني الذي كان يحكم مصر كجزء من
الإمبراطورية الرومانية التي كانت أعظم قوة في ذلك الزمن دون
منازع، يمكن تصوير سبأ على أنها كانت بلاداً معتدلة سياسياً، إلا
أنها ما كانت لتتأخر في استخدام القوة عند الضرورة.. لقد كانت
سبأ بجيشها وحضارتها المتقدمة من " القوى العظيمة" في ذلك
الزمان.
لقد ورد في القرآن ذكر جيش سبأ القوي، وتظهر ثقة هذا الجيش بنفسه
من خلال كلام قواد الجيش السبئي مع ملكتهم كما ورد في سورة
النمل:
(قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ
وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) (النمل:
33).
كانت مأرب هي عاصمة سبأ، وكانت غنية جداً، والفضل يعود إلى
موقعها الجغرافي، كانت العاصمة قريبة جداً من نهر الدهنا الذي
كانت نقطة التقائه مع جبل بلق مناسبة جداً لبناء سد، استغل
السبئيون هذه الميزة وبنوا سداً في تلك المنطقة حيث نشأت
حضارتهم، وبدؤوا يمارسون الري والزراعة، وهكذا وصلوا إلى مستوى
عال جداً من الازدهار. لقد كانت مأرب العاصمة من أكثر المناطق
ازدهاراً في ذلك الزمن. أشار الكاتب الإغريقي بليني ـ الذي زار
المنطقة وأسهب في مدحها ـ إلى وقال أنها أراضي واسعة وخضراء[2]. لوح عليه بعض النقوش القديمة من بقايا قوم سبأ
نقوش مكتوبة بلغة أهل سبأ
بلغ ارتفاع سد مأرب 16 متراً وعرضه60 متراً وطوله 620 متراً،
وهذا يعني حسابياً أنه يمكن أن يروي 9600 هكتاراً من الأراضي،
منها 5300 في السهل الجنوبي، والباقي للسهل الشمالي، كان يشار
إلى هذين السهلين في النقوش السبئية "مأرب والسهلان" و يشير
التعبير الدقيق في القرآن: (جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ)
إلى وجود حدائق وكروم في هذين الواديين أو السهلين، لقد أصبحت
المنطقة أكثر مناطق اليمن غنىً وإنتاجاً بفضل السد ومياهه. أثبت
الباحثان: الفرنسي ج. هوفلي والنمساوي غلاسر أن سد مأرب قد أوجد
منذ زمن بعيد. وتروي الوثائق المكتوبة بلغة "حِمْـيَر" أن هذا
السد قد جعل المنطقة في غاية الخصوبة والعطاء.[3]
لقد تم إصلاح هذا السد خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد،
إلا أن هذه الإصلاحات لم تمنع السد من الانهيار عام 542 للميلاد.
انهار السد بسبب سَيل العَرِمِ الذي ذكره القرآن الكريم، والذي
سَبَّبَ أضراراً بالغة، لقد هلكت كل البساتين والكروم والحدائق ـ
التي بقي السبئيون يرعونها لعدة قرون ـ على بَكْرَةِ أبيها، بعد
انهيار السد عانى السبئيون من فترة ركود طويلة لم تقم لهم قائمة
بعدها... وهذه كانت نهاية القوم التي بدأت مع انهيار السد.
سيل العَرِم الذي أتى على سبأ
إذا ما تأملنا الآيات القرآنية على ضوء المعلومات التاريخية التي
أتينا عليها، لوجدنا توافقاً كبيراً. صور لبقايا سد مأرب القديم
تثبت كل من المكتشفات الجيولوجية والأثرية ما جاء في القرآن،
فكما ذكر القرآن لقد استحق هؤلاء القوم ـ الذين لم يستمعوا لنصح
رسولهم وكذبوا بالحق لما جاءهم ولم يؤمنوا به ـ العقاب بِسيلٍ
عَرِمٍ، يصف القرآن الكريم هذا السيل في سورة سبأ:
(لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ في مَسْكَنِهِمْ آيةٌ جَنَّتَانِ عَن
يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ
بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأرْسَلْنَا
عَلَيْهِم سَيْلَ العَرِم وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ
جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وشَيْءٍ مِّنْ
سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ
نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ ) (سبأ: 15-17).
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى